اختيار الجزائر لاستضـافة المعرض يعكس ثقة إفريقيا في وزنهـا الدبلوماسي
اندمــاج إفريقــيــا اقتصاديــا ضــرورة استراتيجية ورهان الجزائر تاريخي بامتيــــاز
منتـدى صناعة السيـارات يتيـح تشكيل تحالفات صناعيـة عابرة للحدود
نجـاح الموعــد الإفريقي بالمشاريـــع الواقعية.. والحضــور الكبـير يبــشّر بالأفضــل..
غدا الخميس.. تنطلق فعاليات الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية، بما يحمل من أبعاد استراتيجية ترتبط بتجديد موقع إفريقيا كقوة اقتصادية ناهضة، فقد تبنّت الجزائر عقيدة ترتكز على تعزيز التعاون وتكريس دورها المحوري إقليميا وقاريا لدعم التنمية، ما أكسبها موثوقية عالية، بوّأتها مكانة أساسية ودورا لا غنى عنه في مختلف القضايا الإقليمية.. وهو ما يؤكّده الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي، في حوار خصّ به «الشّعب»...إليكموه..
- الشّعب: ساعات معدودات تفصلنا على أضخم حدث قاري تحتضنه الجزائر.. معرض التجارة البينية الإفريقية، وقد رصدت الجزائر ما يليق بحجم الحدث.. في رأيكم، كيف يكون انعكاس هذه التظاهرة على مستقبل إفريقيا الاقتصادي؟
الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي: قبل ذلك، أودّ أن أوضّح تفصيلا مهما، وهو أنّ قبول ملف الجزائر كبلد مستضيف للطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية، من طرف اللجنة المنظمة للحدث والمكونة من «الأفريكسيم بنك» والاتحاد الإفريقي، دليل على الثقة والوزن الدبلوماسي والاقتصادي الذي باتت الجزائر تحظى به بالقارة الإفريقية، وهو ما يشرّفنا ويحفّزنا لرفع مستوى تطلّعاتنا وطموحاتنا الاقتصادية، فالجزائر اليوم، ومنذ تولي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون قيادة البلاد، توجّهت نحو انفتاح على الاقتصاد العالمي، بدءا بالقارة الإفريقية، كمكمّن مهمّ للثروة، لما تحوزه من مقدرات باطنية، وكذا رأس مال بشري، أكثر ما يميّزه نسبة الشباب به، كطاقة فعّالة وفاعلة، فهي تدرك اليوم أنّ مستقبلها الاقتصادي لا يمكن أن يظل مرهونا بما يدره قطاع المحروقات من عائدات، ومن هنا، يشكّل المعرض منصة عملية لتسويق قدراتها الإنتاجية خارج قطاع الطاقة، سواء في الصناعات الغذائية، الأدوية، التكنولوجيا، الخدمات اللوجستية أو الطاقات المتجدّدة، كما يمثّل الحدث فرصة لتفعيل منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية، حيث تعمل الجزائر على أن تكون أحد المراكز الرّئيسية لعبور السّلع والخدمات داخل القارة، وبفضل موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية من موانئ، وشبكة طرق عابرة للصّحراء، وهي أكبر شبكة على المستوى القاري، مطارات دولية، تعزّزت بفتح خطوط جديدة نحو العديد من العواصم الإفريقية، تسعى الجزائر إلى فرض نفسها كمنصة لوجستية محورية تصل شمال إفريقيا بعمقها الصّحراوي والغربي، إضافة إلى ذلك، فمشاركة الشركات الجزائرية والمؤسّسات الناشئة، سيمنح لهذه الأخيرة فرصة بناء شراكات استراتيجية مع نظرائها الأفارقة، بما يُسهم في فتح أسواق جديدة، وتكثيف المبادلات التجارية جنوب-جنوب، وتقليص التبعية للأسواق الأوروبية التقليدية.
- الدبلوماسية الاقتصادية، هي أهم محور حظي باهتمام ومتابعة بل وتجسيد شخصي من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من خلال زيارات الدولة المتبادلة بينه وبين قادة كبرى الدول من جميع أنحاء العالم، وقد تجلّت نتائجها اليوم في الدور الرّيادي الذي تتبوّأه بالمحافل الدولية..
هذا الدور الرّيادي والوزن الدبلوماسي، ليس بجديد على بلد بسمعة وصيت وتاريخ الجزائر، فمنذ استقلالها، ارتبطت الجزائر تاريخيا بمبادئ التضامن والوحدة الإفريقية. ومنذ تولي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الحكم، شهدت الجزائر حركية دبلوماسية واسعة مع إفريقيا والعالم العربي وأوروبا وآسيا، وهو ما يعكس توجّهها نحو تفعيل دبلوماسية اقتصادية نشطة، وقد تجسّدت هذه الديناميكية في زيارات متبادلة مع رؤساء دول وحكومات، ما جعل الجزائر طرفا محوريا في معادلة العلاقات الدولية والإفريقية، ومع احتضانها لهذا الحدث، تؤكّد الجزائر عودتها القوية إلى الواجهة الدبلوماسية الإفريقية، من خلال تكريسها كوسيط ومبادر لتجسيد التكامل القاري، فالمعرض يشكّل فضاءً غير رسمي للدبلوماسية الاقتصادية، حيث تلتقي الحكومات والفاعلون الاقتصاديّون والمؤسّسات المالية لمناقشة مستقبل القارة. وهنا تلعب الجزائر ورقة «العمق التاريخي» لالتزامها بمبدأ استقلالية وسيادة القرار الاقتصادي والتنمية الإفريقية، إضافة لذلك، يعزّز المعرض صورة الجزائر كفاعل متوازن يسعى لتكريس التعاون جنوب-جنوب، وخلق تحالفات اقتصادية إفريقية-إفريقية، قادرة على مواجهة التحديات العالمية مثل الديون، التغيرات المناخية، الأمن المائي والغذائي والطاقة.
^ هذا يعني أنّ الجزائر تمكّنت اليوم من استعادة مكانتها الدولية، كجسر استراتيجي يربط بين إفريقيا وأوروبا، لا يمكن تجاوزه كشريان اقتصادي نابض يربط بين ضفتي المتوسّط..
^^ لا يمكن الحديث عن الطموحات الجيو-اقتصادية للجزائر، دون التطرّق إلى حديث الساعة، وهو معرض التجارة البينية، فاحتضان الجزائر للمعرض يعكس إرادة البلاد في استغلال موقعها كبوابة طبيعية لإفريقيا نحو المتوسّط وأوروبا، هذا التموضع يتيح للجزائر أن تقدّم نفسها كجسر استراتيجي لنقل السلع والخدمات، ولجذب الاستثمارات الدولية التي تبحث عن موطئ قدم في القارة، كما يمنحها وزنا إضافياً في التفاوض مع شركائها التقليديّين في الشمال، وهم يدركون أنّ الجزائر تتحول تدريجيا إلى محور اقتصادي ودبلوماسي إقليمي لا يمكن تجاوزه، فبعيدا عن البعد الظرفي، يندرج المعرض ضمن رؤية مستقبلية أوسع، قوامها أنّ اندماج إفريقيا اقتصاديا ليس خيارا، بل ضرورة استراتيجية، والجزائر، من خلال هذا الحدث، تضع نفسها في قلب هذا المشروع التاريخي، مساهمة في صياغة مسارات التعاون الإفريقي على أساس المصلحة المشتركة والتنمية المستدامة، فاختيار الجزائر لاستضافة هذا الحدث يشكّل فرصة استثنائية لتثبيت مكانتها كقوة ميسّرة للتكامل الاقتصادي الإفريقي، وليس مجرّد مستضيف لوجستي، فاستضافة الجزائر للحدث لا تقتصر على البرتوكول، بل تُعتبر قوة في «صياغة الأجندة» الاقتصادية على مستوى القارّة.. من خلال هذا المعرض، ستكون الجزائر منصة محورية تجمع الحكومات، القطاع الخاص، والهيئات القارية، ما يعزّز دورها في دفع ملفات استراتيجية إلى صدارة النقاش.
- في رأيكم دكتور، أيّ القطاعات ستحظى بتركيز أكثر، واستقطاب أكثر للمتابعين والزوّار؟
الأكيد أنّ كل القطاعات مهمّة لبناء اقتصادي متوازن، ولكن، أتوقّع أن يحظى المعرض والمنتدى المخصّص لصناعة السيارات باهتمام خاص، حيث يتيح الفرصة لتشكيل تحالفات صناعية عابرة للحدود في سلاسل القيمة، بالإضافة إلى جلسات عمل بين الشركات والحكومات لتسريع تطوير هذا القطاع الاستراتيجي، كما ستحظى المؤسّسات الناشئة باهتمام خاص من السلطات وهيئات التمويل والشباب، كونها استثمار في المستقبل وفي الرأس مال البشري، وتستفيد الجزائر من المعرض من فتح ثلاث مسارات رئيسية لتعزيز تحالفاتها، يمكن تلخيصها في تحالفات تمويلية وتجارية، متمثلة في الإستفادة من أدوات «الأفريكسيم بنك» لتيسير التمويل وضمانات الصفقات، ما يعزّز صادرات الجزائر إلى الأسواق الإفريقية، وتحالفات صناعية لتعزيز التعاون في قطاع السيارات، اللّوجستيات، والصناعات الغذائية، عبر برامج المعرض القطاعية واللقاءات الثنائية، إضافة إلى تحالفات ثقافية لبناء شراكات ثقافية من خلال برنامج CANEX، الذي يعزّز دور الجزائر في العناية الثقافية للتكامل الإفريقي، حيث ستساهم الاستضافة في تعزيز صورة الجزائر على المستويين القاري والدولي إذا تمّ تحقيق مخرجات ملموسة، مثل توقيع مذكّرات تفاهم، الإعلان عن صفقات تجارية، وتحقيق تقدّم في توسيع استخدام المدفوعات بالعملات المحلية عبر نظام PAPSS، كما أنّ النجاح التنظيمي، من حيث تسهيل التأشيرات والتعاملات اللوجستية، سيعزّز من انطباع الوفود ويحسّن مؤشّرات سهولة ممارسة الأعمال، خاصة من خلال التكامل المالي بالنظر إلى عدد البنوك الجزائرية والإفريقية، التي شرعت في التسوية عبر PAPSS بعد المعرض.
- يقودنا الحديث عن القطاعات التي ستكون في الواجهة والاتفاقيات المتوقّع إبرامها، إلى فتح قوس للحديث عن تعزيز الثقة والشراكات الاستراتيجية، خاصة وأنّ الجزائر في هذه المرحلة بالذات، أصبحت قطبا استثماريا وشريكا موثوقا بامتياز.. ما قولكم؟
أكيد، نجاح الجزائر في توفير بيئة مستقرّة وآمنة لتنظيم حدث بهذا الحجم، يعزّز ثقة الشركاء الإقليميّين والدوليّين في قدراتها التنظيمية والسياسية.. هذا المعطى يمنحها نقاط قوة إضافية في دبلوماسية الاستقطاب، كما يمثّل المعرض أداة لتسويق الرؤية الجزائرية حول التكامل القاري وربطها بمشاريع استراتيجية، مثل منطقة التجارة الحرّة الإفريقية، فالمعرض يشكّل فرصة حقيقية لبناء تحالفات تتجاوز منطق التبادل التجاري التقليدي، نحو شراكات أكثر عمقا واستدامة، بما يسمح بتوقيع اتفاقيات ثنائية ومتعدّدة الأطراف، تعزّز حضور الجزائر كفاعل أساسي في صياغة خريطة التعاون القاري. كما يتيح المعرض مجالا لتشجيع الشراكات في قطاعات حيوية مثل الأمن الغذائي، الطاقات المتجدّدة، والصناعات التحويلية، وهي مجالات ترتبط بشكل مباشر بأهداف التنمية والإستقرار في القارة.. من خلال ذلك، يمكن للجزائر أن تدفع نحو تعزيز الإعتماد المتبادل بينها وبين شركائها الأفارقة، بما يقلّل من اختلال موازين القوة مع الشركاء الخارجيّين ويمنح القارة استقلالية أكبر في خياراتها الاقتصادية، وإضافة إلى البعد الاقتصادي، يوفّر المعرض أرضية لربط التعاون التجاري بالمجالات الأمنية والسياسية، ما يسمح ببناء شبكة تحالفات أكثر متانة ومرونة لمواجهة التحديات المشتركة، وهو ما يعزّز صورة الجزائر كطرف مبادر لا مجرّد مراقب. كما سيشكّل المعرض فرصة لإبراز الرؤية الاقتصادية والتنموية الواسعة للجزائر، التي تتجاوز اعتمادها على صادرات الطاقة لتشمل قطاعات متنوعة تعكس إمكانات حقيقية في الاستثمار والإنتاج.. هذا التوجّه يغيّر الصورة النمطية عنها كفاعل سياسي أو أمني فقط، نحو صورة بلد قادر على جذب الشراكات ورعاية مشاريع اقتصادية ذات بعد قاري.
- تشير الإحصائيات المتعلّقة بالتجارة البينية الإفريقية، إلى أرقام يمكن وصفها بـ»الضعيفة»، مقارنة بما تزخر به القارّة من مقومات.. هل يمكن التفاؤل برفع منحنى هذه الأرقام، في ظل الجهود المبذولة من طرف الدول والحكومات الإفريقية، لتعزيز التجارة البينية وتفعيل الاتفاقيات والآليات المتعلقة بها؟
فعلا، اليوم نسبة التجارة البينية الإفريقية لا تتجاوز 15 بالمائة، وهي ضعيفة جّدا إذا ما قورنت بالاتحاد الأوروبي، الذي تصل نسبة التجارة داخله إلى نحو 67 بالمائة . لذلك، يمثل المعرض فرصة لتعزيز هذا المسار من خلال الإستثمار في العنصر البشري، وترجمة العلاقات السياسية إلى مشاريع اقتصادية ملموسة، خصوصا في مجالات الأمن الغذائي، التكنولوجيا، الطاقات، والخدمات اللوجستية، فالجزائر من خلال هذا المعرض تكرّس موقعها كفاعل محوري في القارة، عبر الانتقال من صورة بلد مصدّر للمحروقات إلى شريك في التكامل الإفريقي، سواء في ربط الشبكات الطاقوية أو في تطوير البنية التحتية والخدمات.. النسخة الرابعة من المعرض تمثل منصة لعرض إمكانات الدول وعقد لقاءات ثنائية ومتعدّدة، إلى جانب إطلاق منصة تبادل دائمة لترقية قطاعات أساسية مثل الغذاء، الطاقة، والدواء، ومن المهمّ أيضا تعزيز ما يُعرف «بالقوة الناعمة»، من خلال الثقافة والتعليم وتحسين أدوات التسيير للارتقاء إلى منظومات حديثة. كما أنّ تفعيل الشراكات والموثوقية عبر القنوات الدبلوماسية في الهيئات الإقليمية والدولية، سيعزّز موقع الجزائر في القارة. ويمكن رفع هذه الإحصائيات من خلال الهندسة الدقيقة للقاءات الثنائية، التي ستسمح بتوازن التمثيل بين مختلف الأقاليم الإفريقية، إلى جانب إطلاق مبادرات عملية مثل الطريق العابر للقارة أو تذليل الرّسوم الجمركية، وهي عراقيل تعرقل اليوم التجارة حتى مع دول شقيقة مثل موريتانيا والسنغال، كذلك، يبقى ملف المدفوعات القارية واستعمال العملات المحلية بدل الإعتماد على العملات الأجنبية الصّعبة، من أهم التحديات التي ينبغي طرح حلول لها.. ومن بين الآليات الممكنة أيضا، إنشاء صناديق استثمار مشتركة، على غرار الصندوق الجزائري الإفريقي، لدعم المشاريع الاستراتيجية ومرافقة عمليات التصدير والاستيراد، وهنا يبرز إشكال الاتفاقيات الموقّعة ومذكّرات التفاهم التي لم تفعّل بعد، حيث أنّ نجاح المبادرات مرتبط بمدى الإلتزام بجداول زمنية واضحة للتنفيذ.
- ما هي توقّعاتكم بخصوص حجم الحضور الدولي، والإعلامي والعارضين والزوار، خلال فعاليات المعرض؟
متفائل جدّا، المعرض سيغيّر صورة الجزائر قاريّا ودوليّا، بقدر ما سيمكّن من تفعيل الاتفاقيات وتسهيل آليات العمل، مثل التأشيرات ومسارات العبور الجمركية، خاصة مع دول الساحل وغرب إفريقيا، ومع حضور متوقّع لأكثر من 140 دولة، سيكون الحدث فرصة لإبراز الجزائر كمنطقة عبور ومورد للمواد الأولية وسوق إقليمية بامتياز، خصوصا مع التنوّع المتزايد في اقتصادها، حيث أصبح الإنتاج الفلاحي يقارب نظيره الطاقوي، وأريد أن أختم بالقول، إنّ نجاح هذا الموعد الإفريقي لن يتحقّق إلّا بتحويل الوعود إلى مشاريع واقعية وبتجسيد الحلول العملية. فالقارة الإفريقية غنية بالموارد والإمكانات، لكنها تحتاج إلى الإنضباط والالتزام لتنطلق نحو تكامل اقتصادي حقيقي.. الجزائر اليوم أمام فرصة تاريخية لتكون في قلب هذا التحول، فلطالما دافعت عن بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر توازنا وإنصافا، يحمي الدول النامية والفقيرة، وهي فاعل رئيسي في تعاون جنوب-جنوب ومنظمة دول عدم الإنحياز، كما تلعب دورا مؤثّرا داخل الاتحاد، وستكون الإنطلاقة من الجزائر نفسها، حيث يُنتظر توقيع اتفاقيات تفوق قيمتها 44 مليار دولار، فالجزائر تراهن على شراكات «رابح-رابح»، سواء مع الدول الإفريقية أو مع القوى الكبرى في أوروبا وآسيا، بما يحمي المصالح المشتركة ويخدم تطلّعات الشعوب الإفريقية، وهي تحافظ على توازنها في علاقاتها مع الشرق والغرب، وتلعب دورا مهماً في تقريب وجهات النظر بين دول الشمال والجنوب، كما كانت حاضرة في قمم دولية مثل مجموعة السبع واتفاقية آسيان. من جهة أخرى، احتضان الجزائر للمعرض يتكامل مع حضورها القوي في مسار التنمية المستدامة، سواء عبر أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأهداف الأمم المتحدة 2030.