طباعة هذه الصفحة

ماذا يجري في بلادي؟

بقلم: السيدة أمينة دباش
09 أوث 2015

في الوقت الذي تتناقل فيه أنباء عن تدشين قناة السويس الثانية في جمهورية مصر، والشروع في تنفيذ مشروع يجعل من المملكة المغربية أول دولة، عربياً وأفريقياً، منتجة للطاقة الشمسية، يحاول البعض جرنا إلى مسائل طرحت منذ قرون وفصل فيها في أول دستور للجمهورية الجزائرية، في مقدمتها مسألة الهوية.
تزامنا مع ذلك، تصنّف الجزائر في أسفل قائمة البلدان غير المكتفية ذاتيا، وفي مرحلة تعرف أسعار المحروقات تدنّيا مقلقا مرفوقا بتدهور في قيمة الدينار الجزائري.
لماذا نشعر وكأننا ندور في حلقة مفرغة، عاجزين عن تحقيق قفزات طالما تطلعنا إليها وبقيت مُثلا جافة؟
أين مشاريعنا الضخمة كمشروع المدن الجديدة للراحل البروفيسور أمير الذي أنشئ من أجله الكوميدور؟ خاصة ونحن في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه البرامج العمرانية في زمن تختنق فيه مدننا الكبرى وعلى رأسها الجزائر العاصمة تحت اكتظاظ جهنّمي، يغزو فيها الإسمنت أراضينا الخصبة؟
لماذا لا تبادر جماعاتنا المحلية باقتراح حلول خارج نطاق طرقها التقليدية دون انتظار الأوامر الفوقية، محدثة بذلك حركية محلية من شأنها تنوير جهوي، أفقيا وعموديا، يعود بالفائدة على الوطن ككل؟
لماذا لا تساهم تمثيلياتنا الدبلوماسية في الخارج في إقلاعنا التنموي، بنقل تجارب الآخرين واستقطاب استثمارات محتملة بتحسين صورة الجزائر من أماكن تواجدها؟
كيف نفسر جمود بنوكنا؟
لماذا تهرول مؤسساتنا لسد حاجات آنية فقط دون نظرة استشرافية حقيقية؟
لماذا لا تتحرك الأحزاب إلا في المواعيد الانتخابية وشغلها الشاغل كرسي رئيس الجمهورية؟
لماذا تنساق معظم وسائل الإعلام الوطنية وراء المجادلات العقيمة وهي التي تصنع الرأي العام؟
وسط كل هذا يجب الاعتراف بانفراد مؤسسة واحدة تقوم بالواجب المنوط بها وهي المؤسسة العسكرية، حيث لا يمر يوم دون أن يسجل فيه أفراد الجيش الوطني الشعبي حصائل تبين نشاطات مفارزه في محاربة الإرهاب والجريمة بمختلف أشكالها وحماية حدود الوطن.
أليس لنا صحراء وصحارى وشريط ساحلي نحسد عليه ومياه جوفية تنتظر الاستغلال الأمثل، قادرة كلها على خلق طاقات شمسية، مائية، كهربائية وغيرها... ألسنا أول بلد منتج لأحسن أنواع التمور وألذ لحوم الضأن؟
لماذا تركنا السبيل إلى ثقافة القذف والشتم والحسد تغزو بلاطوهاتنا وصفحات جرائدنا؟ وكأن كل القيم انقلبت وكل المبادئ اندثرت.
فعلا هناك مخططات ومشاريع تنموية سطرت يجدر التذكير والتنويه بها؛ وصحيح أن لدينا مؤهلات وكفاءات وقدرات لا يستهان بها، لكن ما يحيّر العقل حالة التيه والركود التي يجب الاستيقاظ منها بتفادي مقولة «تخطي راسي»، لأنها هي الخطر بعينه علينا وعلى وطننا ولأنها تمثل أخطر عربة في قطار الانزلاق المرعب.
وعوض التهديد بدخول اجتماعي «حار»، فلنهيّئ أنفسنا ونحضر أبناءنا للجد والعمل والبناء.