طباعة هذه الصفحة

تروي قصة الصخرة العتيقة

مسرحية “سيمفونية قسنطينة”  موال يردد ألحان المدينة 

قسنطينة: أحمد دبيلي

 

 

 

 

تقدم  جمعية “ البليري للفنون والآداب”، على خشبة مسرح قسنطينة سهرة اليوم، عرضا شرفيا لمسرحية “سيمفونية قسنطينة”، وهو عمل فني قامت بإنتاجه الجمعية في إطار البرنامج المسرحي لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
 هذا العمل المسرحي الذي أخرجه “وحيد عاشور” وكتبت نصه “شفيقة لوصيف”، يتقاسم  أدواره 11 ممثلا وممثلة، “مراد فيلالي، أحمد حمامص، أسامة تليلاني، زهرة شبانة، جمعي العايب، عبد الرحمان لعمامري، عامر زواتين، أمينة بوسالم، تزيهة فيلالي وأيوب عاشور”.
وتروي المسرحية، قصة مدينة قسنطينة كـ«معزوفة” تحمل ـ كما قالت كاتبة النص ـ تاريخا مشعا بالسلطة والمهابة، وتحكي أيضا بخيال مجنح أساطير الهيام والعشق، فهذه المدينة، هي الشاعر والفيلسوف والموسيقي والمصور والمتصوف... ولهذا كان من الواجب على أبنائها أن يمنحوها ما تستحق من مهابة ومكانة دون تقديس، وأن ينصاعوا لها دون اقتراف جرم العبودية وأن يصغوا طويلا إلى مواويلها العذبة والمتدفقة من رحم الحياة...  
..إن” قسنطينة”، هي نص يرسم بيد مرتعشة لوحات الحب والحقد، الجمال  والقبح، الوفاء والخيانة، الفرح والحزن، وهي أيضا ذلك الفضاء الذي يسمح للهجة المحلية، أن تشف عن مكنوناتها.. فكيف للمشاهد أن نكشف أسرار المدينة بعيدا عن لهجتها المحلية!؟
وعن المسرحية قال مخرجها “وحيد عاشور” أن نصها كان بالأساس،”مونولوغ” من شخصية وحيدة خال من الحوار إلا ما ندر، حوله ـ كما قال ـ إلى نص درامي فيه من المواقف والحوار ما يسمح للمخرج أن يجعل منه مادة لصنع الصور والمشاهد..  
لأجل ذلك اعتمدت ـ كما أضاف ـ على  شخصية “العيساوى”، كمحرك أساسي للعرض، لأن فيه من عناصر الفرجة ما يسمح  بضمان أحد ركائز العرض والإمتاع والتمتع، وأيضا لأن “العيساوى” هي موال عذب متدفق من رحم الحياة فعرض “سيمفونية قسنطينة” أريد له أن يكون جولة في متحف باستنطاق مكوناته التاريخية  وإعادة الحياة إلى تماثيله وأوراق القصص  والمخطوطات الموجودة بهذا المتحف..
فالمسرحية، يختتم المخرج، هي دعوة عامة للجمهور وعشاق الركح، لزيارة هذا المتحف ومشاهدة أروقته التي تحولت بفضل هذا العمل الاستعراضي  إلى مشاهد ومواقف مسرحية، وهي أيضا اكتشاف لمواهب الممثلين، الذين كلما ازدادوا خبرة كلما تلهفوا أكثر لخوض مغامرة فنية، هدفها إبراز أساليب جديدة في التعبير وصنع الفرجة والمتعة للجمهور للمتلقي.. حيث يبقى بعد هذا العرض النقاش مفتوحا لأراء النقاد المختلفة.
وللتذكير فإن مسرح قسنطينة، يستقبل على خشبته بداية الأسبوع القادم، الجمعية الثقافية “صرخة الركح” لمدينة “تمنراست” في عرض شرفي يحمل عنوان “يا ولفي مريم”، وهي مسرحية درامية كتب نصها الممثل والمخرج “محمد الطيب دهيمي”، في حين تبقى العروض المسرحية الجوارية مستمرة حتى 17 جويلية الجاري، في بلديات قسنطينة من خلال عرضين مسرحيين، “الريح...لا” لتعاونية الماسيل بقسنطينة و«6 في 1” للجمعية الثقافية بالعلمة، إضافة إلى عرض مسرحي للأطفال تحتضنه بلدية “إبن زياد”.