عنابة تستذكر مآثر وأعمال مؤرخها

دردور أحد حراس الذاكرة الثقافة والتاريخية للمدينة

عنابة: هدى بوعطيح

نوه أساتذة وأصدقاء المؤرخ حسن دردور بخصال ومناقب المثقف العصامي، الذي كرس حياته لخدمة الذاكرة الثقافية والتاريخية والتراثية لمدينة عنابة، مشيرين إلى أنه كان عالما مقاوما بامتياز، حيث قاوم الاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس تراث مدينته بتبنيه لمشروع ثقافي وفني جاد يعيد لبونة مجدها وحضارتها.
أكد مدير الثقافة لولاية عنابة إدريس بوديبة لدى إشرافه أول أمس الثلاثاء على افتتاح ملتقى «حسن دردور مؤرخ المدينة» بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، أكد أن هذا الملتقى الذي جاء بمبادرة من مديرية الثقافة بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية، يهدف إلى استذكار هذه الشخصية التي كرست جزءا من حياتها للاهتمام بهذه المدينة، قائلا بأن هذا التكريم هو تكريم لكل المؤرخين والمثقفين الذين كتبوا عن مدينة عنابة من جميع الجوانب.
وأضاف بوذيبة أن حسن دردور شخص غير عادي، حيث لو عدنا إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كتب فيها، فلا يمكن إلا أن نحتفي به ونشيد بخصاله، موضحا أنه اهتم بتاريخ المدينة وتراثها وبمسرحها وطبوعها الموسيقية، وبذلك هو واحد من حراس الذاكرة الثقافة والتاريخية للمدينة حيث ينحدر من عائلة فنية ومثقفة، وقال في ختام حديثه بأن الملتقى نافذة مفتوحة لدراسة أكاديمية لهذا الرجل الفذ.
أما الدكتور سعيد دحماني فقد تحدث عن حسن دردور خلال سنوات الثلاثينيات والأربعينيات حين ظهرت نخبة مثقفة ـ يقول ـ وقفت في وجه الاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس تراثنا، ودخلت في معركة تراثية ضده، وعلى رأسهم حسن دردور الذي واجههم بكتاباته وأسس جمعية «المزهر البوني» التي تهتم بتراث المدينة وتاريخها، مضيفا أن دردور بعد الاستقلال دخل مرحلة جديدة لاعتنائه بالتراث وقدم كتابة الشهير «عنابة 25 قرنا من الحياة اليومية والمقاومات» كشف فيه عن أثار عنابة وتاريخها المجيد إبان الثورة وبعدها.  
من جهتها قدمت الدكتورة وحيدة سعدي من جامعة عنابة، قراءة في كتابه «دراسة في المواقع التاريخية والسياحية لعنابة» مشيرة إلى أن كتاب المؤرخ والشيخ حسن دردور لم يكن مجرد ذكر لبعض الأحياء والآثار التي طمست، وإنما استنطق بونة من خلال المواقع السياحية والأثرية للولاية، حيث بدا من خلال كتابه ـ حسب المتحدثة ـ رجلا حضاريا وحاول إبراز عنابة المتفاعلة في سياقاتها المتعددة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، كما تحدث عن الحلال والمحظور وقام بقراءة وبحث لما وراء المدينة.
«كان عالما مقاوما بامتياز» هذا ما أكده الدكتور عبد السلام فيلالي، قائلا بأن حسن دردور أسس للثقافة والمقاومة من خلال أعماله وكتاباته،  وكان من الرجال الذين ساهموا في تشييد الفعل الثقافي، مشددا على ضرورة أن تعترف هذه المدينة بجميل الرجل والمواصلة على دربه في بناء مشروع ثقافي وحضاري قيم لمدينة عنابة.
الدكتورة سعاد شقرون قدمت نبذة عن حياة العلامة والمؤرخ حسن دردور، حيث ولد المثقف العصامي بحي سيدي بومروان يوم 11 فيفري 1911 ليتوفى في 18 فيفري 1997 عن عمر ناهز الـ86 سنة، وقالت بوفاته فقدت بونة عالما فذا من أعلامها، كما فقدت عالما شغوفا بالبحث، حيث لم يتوقف يوما عن الكتابة سواء في المسرح أوالتاريخ أو الفنون المتنوعة المستقاة من عادات وتقاليد عنابة الأصيلة، كما كتب في مختلف الصحف والمجلات.
وأبرزت شقرون أن حياة دردور لم تكن منحصرة في الكتابة والتأليف، بل كان أيضا لاعبا في إحدى النوادي، كما انظم لفوج الكشافة، وأصبح عضوا بارزا في لجان تحكيم مهرجانات الموسيقى الأندلسية، فضلا عن توليه إدارة مسرح عنابة، وقالت في الأخير «حسن دردور رجل عصامي وموسوعة تاريخية وثقافية».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024