في ظل التدهور الإنساني الخطير الذي يشهده قطاع غزة، وجّهت 80 دولة بيانًا مشتركًا إلى الأمم المتحدة محذّرةً من أن غزة تشهد «أسوأ أزمة إنسانية»، ومؤكدة أن «حماية المدنيين في النزاعات ليست خيارًا بل التزام قانوني وأخلاقي». كما كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الوفيات الناجمة عن الجوع ونقص الدواء بلغ 300 حالة، من بينها 58 وفاة بسوء التغذية، و26 مريض كلى، و300 حالة إجهاض خلال 80 يومًا من الحصار.
تواصلت ردود الفعل الدولية المندّدة بعدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى القطاع المحاصر، مما فاقم أزمة الجوع التي تضرب أكثر من مليوني غزي.
من جهتها، قالت عضوة البرلمان الأوروبي سيسيليا سترادا، إن ما يحدث في غزة إبادة جماعية، والاحتلال الصهيوني ينتهك القانون الدولي الإنساني. وأضافت أن أوروبا لم تقدم أي شيء لوقف المذبحة التي ترتكب بحق سكان غزة، وأن المواقف الأوروبية متأخرة عما يجب أن تكون عليه بشأن ما يحدث في القطاع.
إيطاليا ستعترف بالدولة الفلسطينية
فيما أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، أن بلاده عازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن هناك انتهاكا واضحا من الكيان الصهيوني للقانون الإنساني الدولي. وطالب وزير الخارجية الإيطالي، في تصريحات صحفية، من الكيان الصهيوني بـ «وقف الغارات على قطاع غزة وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية»، مشيرا إلى أن بلاده «تدعم بقوة مقترح إعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان».
وقال الوزير، وفق بيان صادر عن الخارجية الإيطالية، أن «إيطاليا ستعترف بالدولة الفلسطينية»، مشيرا إلى ضرورة إجراء عملية تفاوضية مع الكيان الصهيوني. وأشار تاياني إلى أن إيطاليا صوتت على قرار منظمة الصحة العالمية الذي يدعو إنهاء حالة الطوارئ الصحية في قطاع غزة، مشددا على ضرورة أن تتوافق مع المعايير الدولية.
وفي خطوة احتجاجية جديدة على الحرب المتواصلة على قطاع غزة اعتبرت حكومة إقليم كتالونيا الإسباني على لسان النائبة جيسيكا ألبياتش، أن ما يحدث في فلسطين إبادة جماعية، مؤكدة أن كتالونيا لا يمكن أن تظل صامتة أمام الاحتلال والتطهير العرقي.
وفي أيرلندا، اتهم سيمون هاريس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأيرلندي الاحتلال الصهيوني بارتكاب إبادة جماعية في غزة. وقال أن الاحتلال يسعى إلى طرد الفلسطينيين من قطاع غزة كجزء من نمط متواصل من جرائم الحرب. ووصف خطة الاحتلال للتظاهر بتقديم الحد الأدنى من المساعدات لآلاف الفلسطينيين الجوعى بالمثيرة للاشمئزاز.
وأضاف هاريس أن العالم لم يفعل ما يكفي للضغط على الاحتلال الصهيوني لتغيير مساره، مؤكدا أن أيرلندا ستسعى إلى صياغة مشروع قانون يحظر التجارة مع مستوطنات الكيان المحتل غير القانوني على الأراضي الفلسطينية. وفي اليونان، قال وزير الخارجية جيورجوس جيرابيتريتيس، إنه يجب تسهيل التدفق الفوري وغير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة. بدورها، طالبت مندوبة الدانمارك في مجلس الأمن كريستينا ماركوس الاحتلال الصهيوني المتعنت، بتمكين الأمم المتحدة والمنظمات من العمل وفقا للمبادئ الإنسانية، والسماح باستئناف وصول المساعدات إلى غزة بشكل كامل فورا.
حماس تدعو لمعاقبة مجرم الحرب
كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ببيان صادر عن 80 دولة، واعتبر تصريح صحفي لحماس، أن بيان الدول 80 «تأكيد على اتساع دائرة الرفض الدولي لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المتواصلة التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني في غزة».
وأضافت أن تأكيد الدول 80 عدم قبولها استغلال المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية يستدعي منها الضغط بفعالية لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة ووقف جريمة التجويع الصهيونية. ودعت حماس دول العالم كافة إلى إدانة جرائم الاحتلال الصهيوني الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، والتحرك لفرض إجراءات عقابية ملموسة، تُلزم مجرم الحرب بوقف عدوانها الوحشي، وتدفع باتجاه محاسبته على جرائمه ضد الإنسانية. ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن إغلاق الاحتلال للمعابر منذ أكثر من شهرين.