توّج فريق مولودية الجزائر بلقب بطولة الرابطة المحترفة الأولى، بعدما فرض عليه التعادل أمام فريق نجم مقرة، لحساب الجولة الأخيرة في موسم مليء بالإثارة والندية الكروية، اختتم بحادث مأساوي بعد سقوط أنصار فريق مولودية الجزائر من المدرّج العلوي رقم 8، الذي راح ضحيته 3 أنصار غادروا الحياة الدنيا لتلغى كل الاحتفالات.
أنهى فريق مولودية الجزائر موسمه الشاق برصيد 58 نقطة متفوّقا على وصيفه فريق شبيبة القبائل برصيد 56 نقطة، وصاحب المركز الثالث في الترتيب العام شباب بلوزداد برصيد 55 نقطة، في أحد أصعب المواسم في العشريتين الأخيرتين، بعد تقارب المستوى بين كل الأندية بسبب الإنتدابات النوعية التي قامت بها جميع أندية النخبة، ليتمكن أصحاب الزي الأحمر والأخضر من التفوق في الأخير، هو الذي كانت أغلب الإحصائيات لصالحه بعد خوض 30 جولة في الموسم الكروي المنصرم، ليتمكن من الإحتفاظ باللقب ويتوّج باللقب التاسع.
حقّق فريق مولودية الجزائر الموسم المنصرم 15 فوزا، واحتل الصف الثاني في عدد الإنتصارات رفقة شباب بلوزداد، حيث تفوق عليه وصيفه شبيبة القبائل الذي أنهى الموسم برصيد 16 انتصارا، بالمقابل كان فريق مولودية الجزائر أكثر فريق حقّق تعادلات برصيد 13 تعادلا، كان عدد كبير منها بملعب 5 جويلية أمام كل من أندية (أتليتيك بارادو، أولمبيك أقبو، اتحاد بسكرة، جمعية الشلف، اتحاد خنشلة، مولودية البيض، نجم مقرة).
كان فريق مولودية الجزائر أفضل فريق هذا الموسم خارج الديار، حيث جلب 31 نقطة من خارج القواعد بمجموع 8 انتصارات و7 تعادلات، وسجّل إحصائيات أفضل من المحقّقة في ميدانه بـ7 انتصارات و6 تعادلات بملعب 5 جويلية الأولمبي، وهو ما ساهم في تتويج العميد باللقب.
سجل رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي هزيمتين فقط، الأولى خلال مرحلة الذهاب لحساب الجولة العاشرة أمام شباب بلوزداد بملعب 5 جويلية الأولمبي، والتي انتهت بنتيجة (3 - 1) حين استقبل العميد غريمه، والثانية خلال مرحلة الإياب ضمن الجولة 21 أمام نادي أولمبيك أقبو بملعب الوحدة المغاربية ببجاية بهدف دون رد، ليبصم العميد على أقل عدد من الهزائم في الموسم الكروي، متفوّقا على وصيفه شبيبة القبائل صاحب 6 هزائم وعلى شباب بلوزداد صاحب المركز الثالث برصيد 5 هزائم.
أكمل عميد الأندية الجزائرية الموسم الكروي (2024 - 2025)، بصفته أفضل فريق من الناحية الدفاعية حيث تلقّت شباكه 19 هدفا، متفوّقا على وصيفه شبيبة القبائل الذي سجّل عليه 27 هدفا، وعلى منافسه المباشر طوال الموسم فريق شباب بلوزداد الذي تلقى 21 هدفا، بعد المنظومة الدفاعية المميّزة التي كونها المدرب التونسي خالد بن يحيى.
نقطة ضعف أصحاب الزي الأحمر والأخضر هذا الموسم كانت الخط الأمامي، الذي أنهى الموسم كرابع أفضل هجوم ببطولة الرابطة المحترفة برصيد 39 هدفا، خلف المتصدّر شباب بلوزداد الذي تمكّن لاعبوه من تسجيل 44 هدفا، والوصيف نادي أتليتيك بارادو الذي سجّل 41 هدفا كان لهداف الدوري الجزائري عادل بولبينة من نصيبه 21 هدفا، كما أكمل فريق شبيبة القبائل الموسم في المركز الثالث لترتيب أفضل الخطوط الأمامية في البطولة برصيد 40 هدفا.
كانت وضعية فريق مولودية الجزائر في مرحلة الذهاب متواضعة في الخط الأمامي، حيث سجّل 18 هدفا خلال 15 مواجهة وكان يعاني من الناحية الهجومية، قبل أن تتحسّن وضعيته بعض الشيء خلال مرحلة العودة، بعد انتداب إدارة النادي المهاجم الغيني محمد ساليو بانغورا، خلال سوق التحويلات الشتوية المنصرم، بعدما تمكّن من تسجيل 7 أهداف وصناعة اثنين آخرين خلال 13 مواجهة خاضها، وينهي الموسم بصفته أفضل هداف بفريق مولودية الجزائر، متفوّقا على الوصيف محمد رضا حلايمية الذي سجّل 5 أهداف، ليساهم بشكل كبير في تتويج الفريق باللقب التاسع للبطولة الوطنية، ويصبح أحد أفضل اللاعبين الأجانب في الدوري الجزائري، بعدما حل أخيرا ليكون بذلك أفضل انتداب بالموسم الكروي طوال الموسم.
خاض فريق مولودية الجزائر موسمه المنصرم تحت قيادة مدربين اثنين، الأول كان الفرنسي باتريس بوميل الذي قاد الفريق الموسم المنصرم لمعانقة لقب البطولة بعد 14 عاما، والذي غادر الفريق في بداية الموسم بسبب سوء النتائج الفنية محليا وفي منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، والثاني كان المدرّب الجديد القديم يتعلّق الأمر بالمدرب التونسي خالد بن يحيى، ليتمكّن بخبرته من الاحتفاظ بالمركز الأول والتتويج باللقب بصعوبة، وبلوغ ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، وقيادة الفريق للتتويج بكأس السوبر التي أطاح فيها “العميد” بفريق شباب بلوزداد في النهائي، الذي توّج بلقبه الرابع كأكثر الأندية المتحصلة على كأس السوبر.
بالرغم من قيادة المدرّب خالد بن يحيى الفريق لمعانقة لقبين، إلّا أنّ أنصار المولودية يطالبون إدارة محمد حكيم حاج رجم، بانتداب مدرب قوي من الناحية التكتيكية، للاحتفاظ بلقب البطولة الموسم المقبل، ومجابهة فريقي شباب بلوزداد وشبيبة القبائل، اللذان انتدبا مدربين ألمانيّين راموفيتش وزينباور على التوالي، هما اللّذان يتميّزان بالذكاء التكتيكي، وتمكّنا من إعادة الشباب والشبيبة بقوة في النصف الثاني من الموسم المنصرم.
يرى أنصار العميد أنّ انتداب مدرب كبير، سيسمح للفريق بالتنافس بقوة على لقب كأس رابطة أبطال إفريقيا، خصوصا بعدما كان الفريق قريبا هذا الموسم من بلوغ نصف النهائي، وازدادت ثقة أنصار العميد بتحقيق مشوار مميّز في المنافسة القارية بمدرّب كبير، حين تمكّن فريق بيراميدز المصري الذي لا يملك تقاليدا في المنافسات القارية، بالتتويج باللقب الأغلى إفريقيا لأول مرة في مشواره الكروي، بفضل امتلاكه مدرّبا مميّزا من الناحية التكتيكية، الذي تمكّن من قيادة فريق يفتقر للنجوم لمعانقة اللقب.
تجدر الإشارة أنّ فريق مولودية الجزائر سيعود إلى أجواء التحضير للموسم الكروي بداية من الأسبوع الثاني لشهر جويلية المقبل، حيث ستمنح راحة للاعبين لا تتعدى 3 أسابيع قبل العودة إلى طريق التدريبات بمركز تدريبات الفريق “عبد الرحمن عوف – بابا حمود” بزرالدة، ومن ثم التنقل للقيام بتربص تحضيري خارج الوطن.