طباعة هذه الصفحة

قمة هلسنكي بين بوتين وترامب

نقطة بداية لعلاقة أفضل بين قطبي العالم

حمزة محصول

توافقات انتهت القمة التاريخية بين الرئيس الروسي فلادمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتوافق معتبر على تحسين العلاقات الثنائية ومواصلة «حوار بناء»، لمناقشة القضايا المعقدة التي طالما كانت موضع خلاف وتوتر، فيما أكدا معا أن المحقق الخاص مولر لم يقدم أي دليل يثبت تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية.
أظهر لقاء، بوتين وترامب، بالعاصمة الفنلندية، هلسنكي، أمس، مؤشرات جد إيجابية، على إمكانية خفض درجة التوتر بين موسكو وواشنطن، ولما لا «تحسينها أكثر مما هو متوقع»، مثلما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معلقا على القمة بأنها كانت « رائعة» بشكل تجاوز كل التوقعات.
وبدا واضحا جنوح كل طرف إلى التوجه بالعلاقات نحو مستوى أفضل، وطي الخلافات العميقة التي ذكرت العالم بأجواء الحرب الباردة خاصة في الأشهر القليلة الماضية، حيث صرح الزعيم الروسي بوتين قائلا « الخلافات مع أمريكا ليست لها أسباب واضحة».
من جانبه اعتبر ترامب قبل اللقاء أن «الغباء الأمريكي، هو سبب سوء العلاقة مع روسيا»، وقال فوراجتماعه ببوتين « نحن قوتان نوويتان، أعتقد أن العالم يريد أن يرى كيف تتحسن علاقات دولتين نوويتين عظيمين».
وبعد ساعة ونصف، من المحادثات المغلقة بين الرئيسين، خرجا ليطلعا الرأي العالمي، من خلال ندوة صحفية، على أهم المحاور التي نوقشت بينهما، والتي شملت مسائل التجارة الدولية، الطاقة، النزاع في الشرق الأوسط وسوريا تحديدا»، أما قضية اتهام محققين أمريكيين لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز بها ترامب فنالت حصة الأسد.
وبدا  أن نقطة الخلاف الوحيدة بين الجانبين، هي إيران، حيث انتقد بوتين صراحة انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيران، فيما أكد ترامب على ضرورة زيادة الضغط على طهران.
وفي الأزمة السورية، رفض بوتين بطريقة دبلوماسية، التأكيد على أن بلاده هي الأمر الناهي في هذا البلد الذي مزقته الحرب، وأكد في المقابل، وجود تنسيق عسكري مع القوات الأمريكية، مشيرا إلى إمكانية تقديم نموذج في التعاون بين البلدين على الصعيد الإنساني، وهو الكلام الذي أكدت ترامب متحدثا عن مآس  إنسانية تعرض لها الشعب السوري تستدعي المساعدة والتعاون من أجل ضمان عودة الفارين إلى ديارهم.
واتفق الزعيمان أيضا، على النتائج المحققة ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وقالا « تم القضاء على 98 بالمائة من قوات التنظيم»، واستطرد بوتين بضرورة إيجاد حل لمنطقة الجولان المحتل من قبل الكيان الإسرائيلي عقب القضاء كليا على الإرهاب.
 
وربما هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بكثير من الإسهاب والتفاصيل حول قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وقال « لقد تفوقت بسهولة على هيلاري كلينتون، وعلى الأجهزة الأمنية والمحقق الخاص مولر تقديم دليل قاطع»، وأضاف « هم يقولون ربما روسيا تدخلت، بينما بوتين الآن يقدم طرحا أكثر منطقية بعدم التدخل».
وعرض بوتين تقديم مساعدة جنائية للمحققين الأمريكيين، شريطة التعامل بالمثل، مشيرا « إلى حصول هيلاري كلينتون على 400 مليون دولار لحملتها الانتخابية بطريقة غير شرعية، قدمت لها من قبل شركة تنشط في روسيا ولم تدفع الضرائب، ولكن جهاز الاستخبارات الأمريكي لم يثر هذه القضية».
وكرر ترامب، قوله أن روسيا ليست عدوما وإنما «منافسا»، مفيدا « نحن ستنافس خاصة في مجال الطاقة وتصدير الغاز إلى أوروبا»، بينما أكد بوتين قدرة البلدين على المساهمة في استقرار سوق الطاقة.