طباعة هذه الصفحة

غطاء غابي كثيف خارج نطاق الاستغلال بسوق أهراس

العائلات تفتقر لفضاءات للاستجمام وتونس وجهتها المفضّلة

سوق أهراس: سمير العيفة

نفيسة فاطمي:محافظة الغابات متحفظة في فتح الاستثمار السياحي

من المفارقات التي تعيشها سوق أهراس كل صيف هو الهجرة باتجاه المدن الساحلية بحثا عن فضاءات للراحة والاستجمام  في ظل وجود طبيعة غابية خلابة  تفتقر إلى ادني شروط الراحة والاستجمام من غطاء غابي كثيف ومجاري مائية كبيرة  تفتقر إلى الإرادة الجادة من طرف القائمين على القطاع، بتوفير فضاءات للراحة والاستجمام للعائلات في ظل ارتفاع معدلات الحرارة.
جزء كبير أيضا من عائلات سوق اهراس يتجه نحو الجارة تونس التي تفتقر إلى المقومات الغابية التي تميز عاصمة القاعدة الشرقية للثورة، كما أن هناك العديد من الفضاءات العمومية والتي مازالت لم تفتح أمام زائريها على غرار الحديقة العمومية التي تم تهيئتها والتي تأتي في موقع استراتيجي بمدخل الجهة الغربية على الطريق الوطني رقم 12 .
وقوفا على هذا الموضوع أردنا أن نتناول في ريبورتاج مقومات الولاية الغابية وبين استغلالها المنشود الذي يملي علينا أن نهيئ فضاءات في الهواء الطلق في لاستقطاب الحركة السياحية الداخلية والخارجية .

مقوّمات طبيعية خارج نطاق الاستغلال السياحي

لا تقتصر سوق أهراس على خصوصيتها التاريخية والتراثية فقط بل يمتد ثراءها إلى تنوعها البيولوجي المتشكل من غطاء نباتي متنوع وغابات كثيفة تناسقت مع مناخ المنطقة للحفاظ على اخضرار ونقاء بيئة طاغست، هذه الثروة تتوزع على أشجار الصنوبر الحلبي بـ 43.625 هكتار والبلوط والزان والفلين بـ 23.431 هكتار، فيما تحتل المساحة المتبقية والتي هي عبارة عن أحراش وسرول وبلوط أخضر وكاليتوس بمساحة 21.878 هكتار.
إذ تستحوذ غابات المنطقة على ما يزيد عن 23 بالمئة من المساحة الإجمالية، حيث تنتشر بينها جداول وأحواض مائية على غرار وادي الشارف ووادي عين الدالية اللذين يعدان الممونان الرئيسيان لسد عين الدالية (82 مليون متر مكعب)، هذه المجاري المائية ساهمت كلها في نسيج غابي متكامل ومترامي عبر أكبر 7 غابات بالولاية على غرار الحمامة بـ 9402 هكتار وبومرزاق بـ 7462 هكتار وأولاد بشيح بـ 6287 هكتار وبوسسو بـ 5399 هكتار ووادي ملاق بـ 3597 هكتار، فضلا عن سلاوة بـ 3009 هكتار  وعين كليب بـ 2942 هكتار موزعة عبر 26 بلدية وعلى رأسها المشروحة بـ 16750 هكتار وسدراتة  100 هكتار.

غياب رؤية سياحية غابية محل تساؤل وحيرة

 باعتبار الثروة الغابية أحد أهم المصادر الاقتصادية سواء من حيث جانبها السياحي أو البيئي، قام مسؤولو محافظة الغابات باعتماد مخططات تنموية واعدة ترمي أساسا إلى المحافظة على ثروة هذا القطاع الذي خصص له برسم الخماسي 2010-2014 غلافا ماليا قدره 4 مليار د.ج موجه إلى تجسيد 24 عملية تخص تشجير 1300 هكتار من شأنها تعويض الغابات التي أتلفت خلال السنوات الأخيرة بفعل الحرائق ببلديات كل من المشروحة ولحنانشة وسيدي فرج وعين الزانة وأولاد ادريس وتاورة.
 حماية للفضاءات الغابية بالولاية تم عام 2012 إنجاز 500 كلم لتحديد الأملاك الغابية وتهيئة وفتح مسالك بطول 960 كلم وصيانة شجيرات مغروسة حديثا على مساحة 500 هكتار إلى جانب تصحيح مجاري مائية بحجم 3100 متر مكعب وإنشاء 20 منبعا مائيا و13 بيتا للزراعة البلاستيكية، فضلا عن غرس ما يقارب 20 هكتارا من التين الشوكي. ويضاف إلى هذه العمليات مشروع لغرس 3 آلاف هكتار بالأشجار المثمرة أغلبها شجيرات زيتون.
لكن في المقابل نجد غياب شبه تام لرؤية سياحية توظف هذا التنوع الغابي الكثيف في فك العزلة عن الولاية، بل توفر على الأقل فضاءات للراحة والاستجمام لسكان الولاية الذين يعانون الويلات ككل عام في ظل ارتفاع معدلات درجات الحرارة خاصة في العامين الأخيرين حيث تجاوزت في بعض الأحيان 40 درجة مئوية، وهي مستويات لم يتعود عليه سكان سوق اهراس، وبالتالي نجد أغلب العائلات باتت تفكر بجدية في تمضية عطلة الصيف خارج نطاق الولاية لغياب المرافق السياحية الضرورية رغم ما يميز هاته الأخيرة من مقومات طبيعية من المفروض ان تجعل منها قطبا سياحيا بامتياز خاصة فيما يعرف بالسياحة الغابية، يستقطب سكان المدن الجنوبية وكذا المدن المجاورة، ولما لا سكان الجارة تونس الذين نجدهم منبهرين بمقومات الولاية الطبيعية، بدل الحركة العكسية باتجاه تونس والتي لا تقل عن ولاية سوق اهراس من ناحية مقوماتها الطبيعية.

فاطمي: «السياحة الغابية اولوية

مديرة السياحة السيدة نفيسة فاطيمي قالت: لـ «الشعب»، أن هناك اهتمام  أكبر  بالسياحة الغابية والسياحة الخضراء أو ما تعرف أيضا بالسياحة الجبلية حيث تم وضع 04 مناطق غابية بكل من المشروحة وأولاد مومن و لخضارة وكذا تاورة، كمناطق مفتوحة للاستثمار السياحي في رؤية تقوم على فتح الفضاء الطبيعي الغابي أمام السواح. لكن بقي العائق على مستوى محافظة الغابات التي تتعامل مع الملف بشيء كبير من الحذر الأمر الذي عطل معه السير قدما في تجسيد هاته الفضاءات الطبيعية، مضيفة ان تهيئة الفضاءات الطبيعية السياحية يقوم على توفير كل المرافق الضرورية لراحة السواح، وبالتالي يعتبر هذا مكسبا كبيرا لمحافظة الغابات هاته الاخيرة التي مازالت لم تستوعب بعد اهمية السياحة الغابية في تنظيم الاستغلال القانوني والمنظم للغابات في وجود سياج لحماية المرافق السياحية وكذا تنظيم حركة الدخول والخروج من هاته الفضاءات السياحية، وتوفير مرافق للإقامة والإطعام بمعدل 30 ٪ من المساحة المستغلة .