طباعة هذه الصفحة

“ الشعب” تستطلع توقعات إنتاج الحبوب بسيدي بلعباس:

توقع مردود بـ 3 ملايين قنطار ونجاح تجربة زراعة العدس

بلعباس: غ. شعدو

عودة الطوابير أمام التعاونيات

كشف مدير المصالح الفلاحية عبد الرحمن محمد في حصيلة تقييمية أولية لحملة الحصاد والدرس بسيدي بلعباس عن حصد 99130 هكتار مايعادل جمع مليون و419 ألف قنطار وتوجيه 797 ألف قنطار إلى مخازن التعاونيات الفلاحية الأربع  المتواجدة بإقليم الولاية.
كشف مدير المصالح الفلاحية عن توقعات بتجاوز 2,5 مليون قنطار من الحبوب بمختلف أنواعها بعد بلوغ المساحة المزروعة 192798 هكتار ، حيث تمكنت التعاونيات بالولاية من جمع أزيد من 134 ألف قنطار من مختلف أنواع الحبوب بما في ذلك 377 ألف قنطار من القمح الصلب ، 78 ألف قنطار من القمح اللين ، 340 ألف قنطار من الشعير. كما أكد محمد عبد الرحمان جاهزية الكل لإنجاح الموسم الذي يبشر بإنتاج وفير مقارنة بالسنوات الماضية.
 من جهته، ثمن مدير الغرفة الفلاحية، ميلود بخالد، جهود الفلاحين على مدار السنة، ومختلف العمليات التي تسهل على الفلاح جني محصوله، حيث أضحى الفلاح لا يجد صعوبة في عملية الحصاد أو تسليم المحاصيل للتعاونيات، كما أن التساقطات التي شهدتها المنطقة ساهمت في الرفع من المردودية، حيث أن الفلاح الذي لم يعتن بأرضه بشكل جيد سيتمكن من جني حوالي 18 قنطارا في الهكتار، كما أن العديد من الفلاحين تمكنوا من جني حوالي 35 قنطارا في الهكتار من مادة الشعير، وهو المحصول الذي لم نشهده منذ سنوات. وعن توقعات الإنتاج، أكد رئيس الغرفة بلوغ حوالي 3 ملايين قنطار هذا الموسم، إذا ما تم احتساب كميات الحبوب التي تباع خارج التعاونيات.
 بداية حملة الحصاد والدرس عادت ظاهرة الطوابير إلى تعاونيات الحبوب والبقول الجافة بسيدي بلعباس التي حولت يوميات الفلاحين إلى جحيم جراء الإنتظار الطويل والإضطرار للمبيت لبلوغ الدور في تفريغ حمولة الشاحنات المستأجرة في معظم الأحوال ويطالب الفلاحون منتجو الحبوب باستحداث نقاط تخزين، إضافية بمكان آخر لتسهيل مرورهم بأريحية بحكم أن عملية إستقبال المحصول باتت تتطلب مجهودا إضافيا، ولتدارك المشكل أكد مدير تعاونية الحبوب بسيدي بلعباس تشغيل ميزان جديد بعد الحصول على شهادة مطابقة من ديوان القياسات القانونية وفتح 3 مخازن إضافي. وأضافية أن التعاونية إستقبلت 70  ألف قنطار من الشعير والتوقعات قد تفوق نصف مليون قنطار وأضاف أن كل الإمكانيات موفرة لتسهيل العملية إلا أن شكاوي الفلاحين  متواصلة باعتبار أن جل الفلاحين يريدون الدفع بشكل يومي وفي وقت قصير.
 تم الأسبوع المنصرم افتتاح وحدة استقبال وتسويق القمح اللين ببلدية تاودموت التابعة لتعاونية الحبوب الجافة بتلاغ، المخزن الذي تم تحويله لوحدة إستقبال يعود إلى الحقبة الإستعمارية تبلغ سعة تخزينه 5آلاف قنطار ويعد مكسبا لفلاحي لإنهاء معاناتهم في نقل محاصيلهم الزراعية إلى تعاونية تلاغ ومزاورو، وبحسب رئيس وحدة فإن المخزن تم فتحه لتدعيم المخازن بجنوب الولاية، قصد إنهاء معاناة فلاحي المنطقة تافسور وبئر الحمام  في نقل المحاصيل الزراعية إلى مخازن تعاونية تلاغ، هذا وتبقى آمال الفلاحين انجاز وحدة تخزين بسعة كبيرة تساير الحدث الفلاحي وتتماشى ومتطلباتهم لضمان الوفرة والنوعية حيث تتعدى المساحة المزروعة بهذه المنطقة 13 ألف هكتار .
 
 العدس يباع في السوق السوداء

حقق منتجو شعبة العدس والحمص بسيدي بلعباس منتوجا وفيرا هذا الموسم وصل حدود 25 قنطارا في الهكتار بالنسبة للعدس، وهو ما يعد توجها جديدا لأحد انواع زراعة الخضر الجافة التي دخلت تجربتها، منذ 4 سنوات ولقيت نتائج هامة، حيث توسعت مساحات زراعة هذه المادة بنحو 50 في المائة خاصة على مستوى بلديات عين تريد، تسالة، السهالة، سيدي دحو وأيضا في بلديات أخرى كتلموني، بلعربي مصطفى بن براهيم، ما أدى إلى الرفع من مستوى الإنتاج، ناهيك عن السعر المرجعي للشراء والذي يفوق 8 آلاف دج للقنطار ما شجع الفلاحين على الإنخراط في هذا النوع من الزراعات، فضلا عن التقنيات العصرية المستعملة في هذه الزراعة والتي سهلت عملية البذر والجني.
في ذات الوقت، إشتكى بعض المنتجين من رفض التعاونيات إستقبال منتوجهم بحجة أنها لا تستقبل محاصيل الفلاحين الذين لم يقتنوا البذور منها الأمر الذي دفع بهم إلى بيع منتوجهم في السوق السوداء، وهو ما يزيد في التهاب أسعارها في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة  لتقليص فاتورة الاستيراد بصفة تدريجية بغية تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الأمن الغذائي.
 أفاد الخبير الزراعي حمو ميمون أن جل الفلاحين لا يتقيدون بالمسار التقني على الرغم من أهمية العملية التي تمكن وفي حال تطبيقها بشكل سليم إلى مضاعفة المردود الإنتاجي وبلوغه 35 قنطارا في الهكتار لكل أصناف الحبوب، وأضاف أن المسار التقني هو حلقة متسلسلة متكاملة يتوجب على المزارع احترامها، بداية بالحرث العميق ونثر الأسمدة الأزوتية أثناء عملية الحرث ثم نثر المبيدات للتخلص من الأعشاب الضارة عند نمو النباتات في مرحلة معينة دون الاغفال عن التسميد الآزوتي، وتعد العملية أكثر من ضرورية في الرفع من المردود وتحسين المنتوج  باعتبار مناخ المنطقة شبه جاف وتذبذب التساقطات المطرية. وقد أرجع أسباب إهمال الفلاحين للتقنية إلى تمسكهم بالطرق والأساليب القديمة في الزراعة رغم التطور الحاصل في هذا المجال والذي يتطلب إعادة رسكلة لكل أساليب الزراعة المتبعة وهي المهام الملقاة على عاتق المسؤولين وكل الفاعلين لتكوين الفلاحين وتوعيتهم بأهمية المسار التقني وباقي الأساليب الحديثة في الزراعة خاصة لفئة الفلاحين الذين تتوفر لديهم كل الامكانيات والوسائل من أموال وعتاد فلاحي، كما يستلزم تقديم الدعم لباقي الفئات الأخرى من الفلاحين. هذا وأضاف الخبير أن المنتوج الزراعي لهذا الموسم سيكون جيدا من حيث أصناف الحبوب سيما في مناطق تسالة وعين الثريد وسيدي علي بوسيدي وكذا البقوليات الجافة وعلى وجهه الخصوص مادة الحمص والعدس التي هي في تطور مستمر بعد أن احتلت مساحات هامة هذه السنة.