طباعة هذه الصفحة

لقاءاتها مع أحزاب الموالاة تظهر تباينا جوهريا

المعارضة تبحث عن توافق تحسبا لرئاسيات 2019

جلال بوطي

ولد عباس يتلقي اليوم بن حمو لشرح مبادرة الحزب العتيد

أظهر اللقاء الذي جمع الأمين العام لـلأرندي أحمد أويحيى ورئيس حركة»حمس» عبد الرزاق مقري تباينا واضحا في الآراء بين أحزاب الموالاة وأحزاب المعارضة حول المسائل الجوهرية في مبادرات التوافق تحسبا لرئاسيات 2019، في حين يجتمع ولد عباس اليوم، مع بن حمو وبعده ساحلي في إطار التشاور والحوار. 
يبدو أن المشهد السياسي الوطني بدأ يعرف حراكا غير مسبوق قبل أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها مطلع 2019، فالمبادرات الحزبية التي يروج لها زعماء الأحزاب السياسية في الآونة الأخيرة أظهرت أن هناك بونا واضحا في الرؤى رغم اللقاءات المتسارعة في الأيام الأخيرة، حيث ترى أحزاب الموالاة ضرورة استمرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الحكم في حين تدعو المعارضة إلى مرشح توافقي.
في هذا الصدد كان لقاء أحمد أويحيى مع مقري أول أمس، محطة لإعادة النظر في مبادرة «حمس» حول التوافق الوطني التي تدعو إليها، فالتحفظات التي تواجهها المبادرة من طرف أحزاب الموالاة تشير إلى عدم فاعليتها حسب متابعين للشأن السياسي في ظل استمرار تباين الآراء حولها، حيث يرى متابعون أن الخلاف حول جوهر المبادرة  في الشق السياسي قد يرهن نجاح التوافق بين الأحزاب.
رغم خروج زعيمي حزب «الارندي» و»حمس» بتوافق حيال الملف الاجتماعي  بالبلاد على غرار البطالة، وحديثهم لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية على أن التوافق لم يكن سوى في الشق السياسي، خرج عبد الرزاق مقري أمس، ليؤكد أن الوضع الاجتماعي بحاجة إلى اهتمام اكبر من طرف الحكومة واعتبر أن احتجاجات سكان ورقلة منطقية ومسيرة سكان الجلفة كانت حضارية، عبر فيها المشاركون عن حالة التهميش وضعف التنمية وهو ما يراه «الارندي» فوضى وشغبا غير مقبولين.
 تساءل مقري في منشور له على صفحته الرسمية في «فيسبوك»، أمس، هل سيسمع المسؤولون هذه النداءات التي تتكرر من منطقة إلى أخرى؟ مؤكدا أنه كحزب سياسي لابد أن يكون له رأي في القضايا الوطنية التي يعتبرها مهمة ومؤثرة على مصير البلد ومستقبله، داعيا إلى ضرورة الالتفات لمطالب المحتجين بالإصلاح والتغيير.
 كما أبدى مقري تخوفه من توسع الاحتجاجات في البلاد وعدم القدرة على السيطرة عليها فيما بعد، مما سيدفع الأمور حسبه إلى ما لا يحمد عقباه، مؤكدا على ضرورة التدخل من خلال المبادرات العلمية من أجل حل الأزمة وهو ما يظهر جليا الاختلاف أيضا مع أحزاب الموالاة في الشق الاجتماعي رغم أن تصريحاته تؤكد التوافق تماما على الأسس الاقتصادية والاجتماعية والدولية.
في إطار التشاور بين أحزاب الموالاة يجتمع اليوم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس مع رئيس حزب الكرامة محمد بن حمو في إطار التشاور والحوار حول مبادرات التوافق، يليه بعد ذلك لقاء مع رئيس حزب التحالف الجمهوري بلقاسم ساحلي غدا الأربعاء، حيث أوضح بيان للأفلان، أمس، تلقت «الشعب» نسخة منه أن اللقاءات تندرج ضمن ترسيخ فضائل الحوار والتشاور، كما سيلتقي ولد عباس زعماء عدة تشكيلات سياسية لشرح مبادرة الحزب العتيد التي تقوم على أساس استمرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الحكم.
في مقابل ذلك تسعى أحزاب المعارضة إلى إيجاد مشروع توافق قبيل رئاسيات 2019، حيث  باشر رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة سلسلة من اللقاءات مع تشكيلات سياسية لشرح مبادرته فيما يتعلق بالوفاق الوطني حيث التقى أمس قيادة حزب جيل جديد الرافض لأي مبادرة تبقي على السلطة فيما أكدت حركة البناء أنها متفتحة على أي  مقترح من الأحزاب لإيجاد حل وطني لمختلف الأزمات.