طباعة هذه الصفحة

فوز ساحق للمغرب العربي في مهرجان وهران السينمائي

إشادة عربية بجهود الجزائر من أجل الثّقافة والفن

وهران: براهمية مسعودة

حظي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتكريم خاص في اختتام الطبعة 11 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، التي جرت فعالياتها أول أمس 31 جويلية بمسرح الهواء الطلق في غياب وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، الذي ناب عنه الأمين العام لوزارة الثقافة إسماعيل أولبصير.
  جاء هذا التكريم عرفانا وشكرا لما قدمه للثقافة في الجزائر، والوطن العربي عامة، أين أشاد الحضور بالمجهودات التي يبذلها من أجل الثقافة والفن، باعتبارها من أهم الرموز المكرّسة في الدستور.
 وفي كلمة ختامية أكّد الأمين العام لوزارة الثقافة اسماعيل اولبصير ممثلا لوزير الثقافة عزم الوزارة على مواصلة تقديم الدعم لهذا الموعد السينمائي المميز، وكل النشاطات والفعاليات الثقافية التي تساهم في تعزيز الساحة الثقافية الوطنية وحشد الطاقات الإبداعية الجزائرية.
 وفي ردّه على منتقدي المهرجان في طبعته  11 شكر صديقي كل من دعم المهرجان وسانده وقال محافظ المهرجان إبراهيم صديقي في كلمته بختام فعاليات الدورة   11 بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون وسط حضور صناع ونجم السينما الجزائرية والعربية، إنّ أضواء الطبعة الحادية عشرة وصلت سيدي بلعباس ومستغانم وسيستمر المهرجان بنا أو بغيرنا، كما استمرت سانتا كروز وسيدي الهواري ومعالم وهران الباهية عاصمة الغرب الجزائري.
 واغتنم صديقي الفرصة ليوجه شكره للجمهور الوهراني وللجان التحكيم على مجهوداتها وعلى موضوعيتها في اختيار الأفلام الفائزة واشتغالها طوال أسبوع كامل، مشيدا في السياق بدور الإعلام ومرافقته الدقيقة رغم حدّة النقد، معلقا: أنتم في جزائر الوئام التي لا تصادر رأيا.
وقد تُوِّج الفيلم الطويل «إلى آخر الزمان» بجائزة «الوهر الذهبي» للطبعة   11 لمهرجان «، وهي الجائزة العاشرة له وأول فيلم طويل للمخرجة ياسمين شويخ، يروي على مدار 90 دقيقة قصة حب غير مكتملة تبدأ في مقبرة، وكأنّ المخرجة أرادت أن تغيّر نظرة أن الزواج مقبرة الحب وتجعل من  المقبرة مكانا للتعايش، وإحلال صلة العطف والحب والرفق.
 كما ينتقد الفيلم وضعية المرأة في مجتمع متعصب ومتخلف، من خلال صور «ساخرة» حول بعض الاعتقادات المتخلفة بالوسط الريفي، ونجحت المخرجة التي اعتمدت ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ الطبيعية، ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﺸﺎﻫﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ الوسط الريفي الذي تجري فيه مجريات القصة.
 وقد عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الفلسطيني «واجب» من إخراج آن ماري جاسر، فيما فاز المغربي عز العرب العلوي بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه «كيليكيس..دوار البوم»، وفاز المصري هيثم دبور بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم «فوتوكوبي».
 كما فازت التونسية أميرة الشبلي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «تونس الليل»، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل مناصفة بين الفلسطينيين محمد وصالح بكري عن دورهما في فيلم «واجب».
 وقدّمت لجنة التحكيم في فئة الأفلام الطويلة تنويهات لفيلم «آلات حادة» لنجوم الغانم من الإمارات وفيلم «النحت في الزمن» ليوسف ناصر من مصر و»مرايا الشتات» لقاسم عبيد من العراق.
وفي ما يتعلق بفئة الأفلام القصيرة والتي شملت 14 فيلما، فقد عادت الجائزة الكبرى إلى الفيلم التونسي «رقصة الفجر» من إخراج آمنة النجار، بينما فاز الفيلم اللبناني «شحن» للمخرج كريم رحباني بجائزة الوهر الذهبي
 وقدّمت اللجنة تنويهات خاصة لكل من فيلم «بلاك مامبا» لامال قلاتي من تونس وفيلم «البنفسجية» لباقر الربيعي من العراق و»المخاض» لمسعود سدير من سوريا.
 ومنحت الجائزة الخاصة للجنة التحكيم الخاصة للفيلم الوثائقي وشملت 14 فيلما أيضا، «أبدا لم نكن أطفالا» للفيلم الجزائري «معركة الجزائر» من إخراج مالك بن إسماعيل، فيما فاز بجائزة الوهر الذهبي الفيلم السوري «طعم الأسمنت» من إخراج زياد كلثوم.
وأعلن المهرجان عن حجب جائزة بانوراما الأفلام القصيرة، نظرا لمستواها الضعيف.
وللتذكير فقد تمّ اختيار المخرج الجزائري مرزاق علواش لرئاسة لجنة الأفلام الطويلة والسينمائية، واللبنانية تقلا شمعون كرئيسة للجنة الأفلام القصيرة، والمخرج والكاتب العراقي قاسم حول صدوم لرئاسة لجنة الأفلام الوثائقية.
يذكر أنّ الطبعة التاسعة من مهرجان وهران للفيلم العربي التي انتظمت من 22 الى 27 جويلية 2018 عرفت مشاركة 38 فيلما ما بين طويلا وقصيرا وأعمالا وثائقية تمثل 14 بلدا عربيا، كما ارتأت تكريم المخرج الجزائري الراحل فاروق بلوفة مخرج الفيلم الكلاسيكي الجزائري والعربي «نهلة» والفنان الكوميدي المصري محمد هنيدي والفنانة الجزائرية القديرة شافية بوذراع والفنان السوري عبد المنعم عمايري، وكذا الجزائرية الراحلة صونيا.