طباعة هذه الصفحة

اسمى صور صلة الرحم على الاطلاق

الأخت الكبرى ..نصيبها من الاضحية موجود وإن تزوجت

فتيحة/ك

في ثالث يوم من عيد الأضحى تقبل العائلات الجزائرية على زيارة الأقارب في أسمي صور صلة الرحم التي تقدسها العادات والتقاليد التي تميزنا بل جعلتها ركيزة لبناء مجتمع متلاحم وقوي، ورغم رياح التغيير التي هبت من الضفة الأخرى وكل ما نقلته لنا التكنولوجيا الحديثة من مفاهيم مثل الفردية والاسرة النواة الا اننا نرى اليوم عائلات مه أطفالهم ذاهبون الى الأقارب اوالعائلة الكبيرة فقط لتقديم تهاني العيد وحتى يتعود الصغار على هذا السلوك.

من العادات التي ترسخ صلة الرحم والتلاحم بين افراد العائلة الواحدة اهداء الأخت المتزوجة كتفا اوفخذا من الاضحية حتى يظهر مكانتها امام زوجها واهله وكذا لإعطائها جرعة حب في انها ما زالت فردا من الاسرة وما زال «حقها» موجودا بين اخوتها، وهي العادة التي يحافظ عليها الكثير من الجزائريين بل اعرف أحدهم تجاوز سنه السبعين من العمر ما زال يهدي اخته التي تكبره سنا جزء من اضحيته الى اليوم، واخر يتنقل من العاصمة الى البويرة فقط ليهدي اخته كتفا من اضحيته.
هي عادة بسيطة ربما يحتقرها البعض والبعض الاخر يراها غير مهمة خاصة وان اخته تضحي، ولكن مغزاها ليس في اللحم الذي تهديها بل في الأثر النفسي الذي تتركه فيها لان اخوها ما زال رغم مشاغل الحياة يقدرها ويحترمها كما كان الأجداد من قبل، فعيد الأضحى ليس اكل فقط بل هوأيضا فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية خاصة العائلية.
فالأخت خاصة الكبرة تحتل في العائلة الجزائرية مكانة مهمة فهي بمثابة الام الثانية لكل اخوتها ونائبة لها في كل ما تقوم به، لذلك كرمها المجتمع الجزائري بفرض التقدير والاحترام لها وهدية العيد واحدة منها، وخير دليل على ذلك الكثير من القصص التي عايشناها وسمعنا عنها، فهذه أوقفت تعليمها لتساعد أمها في تسيير شؤون البيت وأخرى تأخر زواجها لان والدتها مريضة ولا تستطيع ترك اخوتها وهذه رفضت الارتباط لأنه لا معين لوالدتها، وقصص أخرى لهذه الأخت التي غالبا ما نسميها الام الثانية.
لذلك علينا كمجتمع ان نرسخ هذه العادات التي تكرس الحب والتواصل لان المجتمع عائلة والعائلة اخوة وان لم تكن روابطهم قوية سيكون علينا مواجهة مجتمع فقد معاني الإنسانية داخليه.