طباعة هذه الصفحة

حالة وفاة و41 اصابة تثير هلع المواطنين

طوارئ في ولايات الجزائر، تيبازة والبليدة جراء تاكيد تفشي الكوليرا

خالدة بن تركي

 وزارة الصحة تطمئن بالتحكم في الوضع ومعهد باستور يتجند  لتحديد مصدر الوباء
 مواطنون في هيستيريا يتهافتون على شراء المياه المعدنية

حالة هلع يعيشوها الجزائريون منذ الإعلان عن تسجيل إصابات بوباء الكوليرا ومخاوف من انتشار العدوى بينهم دفعهم لاقتناء المياه المعدنية بشكل هستيري.انه مشهد احدث طوابير طويلة أمام المحلات التجارية والى ساعات متأخرة من الليل في وقت عجز فيه التجار عن تلبية كل الطلبات بالنظر إلى التهافت الكبير عليها في حين استغل البعض الأخر الوضع لبيع قارورة الماء الواحدة ب 40 دينار. وبين هذا وذاك يعيش المواطنون خاصة بالولايات التي قيل انها سجلت بها حالات اصابة بالكوليرا على أعصابهم بسبب عدم تحديد مصدر الوباء.»الشعب» عاشت هذه الاجواء ورصدت تداعياتها الخطيرة في صيف حار اكثر من اللزوم حمل مفاجآت كثيرة.
فور انتشار إشاعات عن وجود بكتيريا الكوليرا بمياه الشرب سارع المواطنون  إلى شراء قارورات المياه المعدنية بشكل احدث حالة استنفار قصوى بالعديد من ولايات خاصة التي سجلت حالات إصابة على غرار  الجزائر العاصمة، البليدة، البويرة و تيبازة التي خرج سكانها للشارع للتعبير عن حالة الذعر التي يعيشونها منذ 48 ساعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي موجهين نداءات استغاثة يحذرون فيها من مياه الحنفيات وهذا بالرغم من تطمينات وزارة الصحة ومسؤولي قطاع الموارد المائية.
طرح الكثير من المواطنين تساؤلات حول مصدر الوباء ومخاوف من انتشاره وسط العائلات التي تخشى اليوم تفشي  العدوى الى درجة يصعب التحكم فيها  وهذا رغم الإجراءات الوقائية التي اتخذت للحيلولة دون انتشار الوباء إلا أن عجزهم عن توفير الماء الكافي للشرب والطهي والتنظيف وعدم توفير الكمية المطلوبة من المياه المعدنية عند المحلات واستغلال التجار الوضع جعلهم يعيشون حالة قلق وتوتر كبيرين .ا

الوضع  تحت السيطرة

من جهتها لم تعلن وزارة الصحة حالة الطوارئ رغم الذعر الذي يعيشه المواطنون منذ الإعلان عن تسجيل إصابات بالولايات الأربع مؤكدة احتواء الوضع ومشددة على ضرورة احترام قواعد النظافة المتمثلة في غسل اليدين جيدا   وكذا الخضر والفواكه قبل تناولها مع تفادي زيارة المرضى المصابين في المستشفيات وغلي الماء ووضع قطرات من الكلور أو الجافيل وغيرها من النصائح الوقائية التي تقلل من انتقال العدوى.وهو ما حرص عليه مسئولون بوزارة الصحة عندما خرجوا يوم الخميس الماضي للإعلان عن وباء الكوليرا لأجل إتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
كشف مدير الوقاية بوزارة الصحة «جمال فورار» عن تسجيل 41 حالة إصابة بوباء الكوليرا ووفاة حالة وفاة من 22 اصابة مؤكدة بالبليدة، و5 حالات بالعاصمة، و5 أخرى بتيبازة، و3 حالات بالبويرة، حيث تعتبر هذه الولاية وبالتحديد منطقة عين بسام، أول بؤرة للداء، بعد تسجيل 6 حالات 3 منها مصابة بالكوليرا.
من جهتها استقبلت المصالح الاستشفائية ببوفاريك 76 شخصا  من البليدة وتيبازة والمدية يومي الأربعاء والخميس الماضي  ظهرت عليهم أعراض التسمم الحاد على غرار الحمى القيأ والإسهال تم تحويلهم على جناح السرعة نحو مصالح الأمراض المعدية وتم عزلهم في حين سارع المختصون بمعهد باستور للترصد لحالات الكوليرا في عديد النقاط، خاصة 20 نقطة للمياه غير المراقبة ومع ذلك لم يتم التأكد بعد من وجود بكيتريا هذا المرض بمياه الشرب ويتم حاليا البحث عن وجودها في الخضر والفواكه».

معهد باستور : ماء الحنفيات لا يحمل أي خطر وتحذير من المياه غير المراقبة

من جهته طمأن معهد باستور بعدم وجود بكتيريا الكوليرا بمياه الشرب قائلا ان ماء الحنفيات لا خطر فيه و»أن الحي الذي ظهرت فيه بكتيريا الكوليرا لا تخضع مياه شربه للمراقبة»، مؤكدا «أن المياه التي لا تحتوي على الكلور أو المطهر مضرة للصحة» داعيا كافة المواطنين التوخي بالحذر وعدم إحضار  المياه غير مراقة «

مديرية الصحة: مياه الحنفيات لا علاقة لها بالوباء

طمأنت وزارة الصحة المواطنين عن صحة مياه الحنفيات نافية علاقتها بانتشار الوباء الذي لم تحدد مصادره بعد خاصة وان معهد باستور يترصد اليوم أسباب وجود الوباء في الجزائر، وهو ما أكده الأستاذ السابق في علم الجراثيم بالجامعة «محمد ملهاق» عبر صفحته الرسمية الفايسبوك حيث دعا المواطنين للهدوء وعدم القلق.
وذكر الاستاذ ان ما يحدث اليوم هو تهويل للقضية ليس أكثر وهذا بالنظر لوضعية الوباء التي ليست بالخطورة والتهويل الذي يصوره البعض ويمكن التحكم فيها بسهولة  بالاستناد إلى الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة وكذا المواطن الملزم اليوم إتباع خطوات النظافة للحيلولة دون وقوع مكره.