طباعة هذه الصفحة

خسر معركته القاسية مع سرطان الدماغ

وفاة السناتور الأميركي جون ماكين عن 81 عاماً

 

 توفي السناتور الأميركي جون ماكين  السبت عن 81 عاماً،  بعدما خسر معركته القاسية مع سرطان الدماغ الذي اكتشف الأطباء إصابته به العام الماضي .

و قد فارق  عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا، الذي خدم الولايات المتحدة الأميركية بإخلاص لمدة 60 عاماً»الحياة ، غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقّف عن تلقّي العلاج من الغليوبلاستوما، لينتصر بذلك هذا النوع الشديد العدوانية من سرطان الدماغ في معركة العلاج التي بدأها ضده السناتور المخضرم في جويلية  2017.
وفور شيوع نبأ رحيل ماكين توالت ردود فعل الطبقة السياسية الاميركية، مستذكرة خصال هذا  الجمهوري الذي غضب من كثيرين وأغضبهم، بمن فيهم افراد من عائلته السياسية، ولكنه لم يخسر يوماً تقدير الاميركيين أجمعين لإخلاصه الوطني.
وقال الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي هزم ماكين في الانتخابات الرئاسية في 2008 «جون وأنا كنا ننتمي الى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماماً، وتواجَهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاءََ لما هو أسمى، للمُثل التي ناضلت وضحّت من أجلها أجيال كاملة من الأميركيين والمهاجرين».
من جهته دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الى أطلاق اسم جون ماكين على مبنى تابع للكونغرس كان فيه مكتب السناتور الراحل.
ترامب يعزّي فحسب
أما الرئيس دونالد ترامب الذي كان على خصام علني مع ماكين ، فاكتفى بتقديم تعازيه الى أسرة الراحل في تغريدة لم يأت فيها بتاتاً على ذكر أي جانب من جوانب حياة ماكين المهنية او الشخصية.
بالمقابل فإن غالبية أفراد الطبقة السياسية، الحاليين والسابقين، أصدروا بعيد دقائق من إعلان وفاة ماكين بيانات عدّدوا فيها بعضاً من مآثر الراحل. وعلى سبيل المثال فقد أشاد الرئيس السابق الجمهوري جورج بوش الابن بـ«رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة».
بدوره قال الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون إن الراحل «غالباً ما وضع الانتماء الحزبي جانباً» من أجل خدمة البلاد.
محطات  حاسمة
ماكين الذي تخرّج من الأكاديمية البحرية وخاض حرب فيتنام حيث وقع في الأسر وتعرّض للتعذيب قبل أن يطلق سراحه ويعود الى بلاده ليخوض المعترك السياسي ويصل الى أعتاب البيت الأبيض، قضى أكثر من ثلاثين عاما عضوا في مجلس الشيوخ سيناتورًا عن ولاية أريزونا ، وشارك بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة، واشتهر بكونه متمرد لا يلتزم دومًا بخط الحزب الجمهوري الذي ينتمي له، حيث انتقد بشدّة أساليب الاستجواب القاسية مثل أسلوب محاكاة الغرق للمشتبه بهم في أعمال إرهابية.
أمضى هذا الطيار في البحرية الأميركية ،5 سنوات  و نصف أسير حرب في فيتنام بعد ان أسقطت طائرته في أجواء هانوي خلال مهمة قصف عام 1967، تعرض خلال الأسر مرارا للضرب و التعذيب ما ألحق به عاهة مستديمة.
خسر ماكين الانتخابات الرئاسية في 2008 التي خاضها في مواجهة باراك أوباما وقد تعرّض لانتقادات كثيرة بسبب اختياره سارة بايلن المثيرة للجدل مرشحة لمنصب نائب الرئيس.
وكان من أشد معارضي الرئيس دونالد ترامب وكان غائباً منذ شهور عن مجلس الشيوخ إذ كان يلازم منزله في أريزونا للعلاج من السرطان.
وأصيب السناتور المخضرم بالغليوبلاستوما، وهو نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ أصيب به أيضا السناتور تيد كينيدي الذي توفي في العام 2009.
من بين الأوسمة التي تقلدها مكين ثلاث من ميداليات النجمة البرونزية، ونال وسام القلب الأرجواني مرتين ووسام الاستحقاق مرتين ووسام النجمة الفضية وصليب الطيران المتميز.
عملاق السياسة  المتمرد
كان ماكين يعمل لحساب موزع للمشروبات الكحولية  في أريزونا هو والد زوجته الثانية سيندي عندما انخرط في العمل السياسي،  في عام 1982 فاز في انتخابات مجلس النواب الأمريكي وفي 1986 فاز بمقعد في مجلس الشيوخ ظل محتفظا به 6 دورات.
في حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2000 تصدر السباق على منافسه جورج دبليو بوش في الجولة الأولى. لكنه لم يحقق نتائج طيبة في التصفيات اللاحقة وفي نهاية المطاف سلم بالهزيمة أمام بوش بعد حملة مريرة.
بعد الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2008 خسر مكين أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي حصل على 53% من الأصوات مقابل 46% لمنافسه.
معركة خاسرة مع السرطان
في 2017 وأثناء جراحة في أريزونا لإزالة تكتل دموي خلف العين اليسرى لمكين ، اكتشف الأطباء إصابته بنوع شرس من سرطان المخ. بعد أقل من أسبوعين عاد ماكين إلى واشنطن وخالف رغبة حزبه بالتصويت في اقتراع قضى على جهود الحزب الجمهوري لرفض خطة الرعاية الصحية التي طرحها أوباما. وأمضى مكين معظم وقته لاحقًا في أريزونا حيث خضع للعلاج والرعاية.
لن يحضر جنازتي ترامب
كان مكين منتقدًا بارزًا للرئيس دونالد ترامب،  وبعد أن انتقد  خطابه تجاه الهجرة غير الشرعية، أبدى ترامب استخفافه بالتاريخ العسكري لمكين قائلاً إنه يفضل «الأشخاص الذين لم يقعوا في الأسر». ومن منطلق الولاء للحزب أيد ماكين ترامب لاحقًا عندما فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة. لكن مكين سحب تأييده في  أكتوبر 2016، بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترامب بالتحرش بالنساء، وظل مكين منذ ذلك الحين من منتقدي رئاسة ترامب، و طلب بعدم حضوره جنازته.
ولدى ماكين سبعة أطفال، أربعة منهم من زوجته الحالية سيندي وثلاثة من زواج سابق.