طباعة هذه الصفحة

بعد تعيين المقاولة المكلفة بالمشروع وتحديد مدة الانجاز

الشروع قريبا في تسييج الموقع الأثري «ديانا فيتيرانوروم»

سيشرع في الأيام «القليلة المقبلة» بإشراف من الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية في عملية تسييج الموقع الأثري «ديانا فيتيرانوروم» ببلدية زانة البيضاء الواقعة على بعد حوالي 50 كلم شمال غرب مدينة باتنة، بحسب ما أكده أمس، المدير المحلي للثقافة عمر كبور .
 تم تعيين المقاولة المكلفة بتسييج الموقع وهي متواجدة بعين المكان في انتظار مباشرة الأشغال التي ستدوم حوالي 3 أشهر كأقصى تقدي، بحسب ما أوضح نفس المسؤول لـ/وأج مضيفا بأن العملية تدخل ضمن مخطط استعجالي لحماية مواقع أثرية بولايات تيبازة وعنابة والمسيلة إلى جانب موقع تيمقاد (باتنة) الذي شارفت فيه الأشغال على الانتهاء وأضيف موقع زانة الأثري للتكفل به ضمن هذا المخطط المسجل في سنة 2008، وذلك بعد مراسلات عديدة وجهتها مديرية الثقافة إلى وزارة الثقافة تتضمن ضرورة التدخل لوقف التردي الذي تشهده آثار منطقة «ديانا» وموقعها الأثري.
 ستمكّن العملية وفق ذات المختص من المحافظة على هذا الموقع الروماني المتواجد بالقرب من التجمع الثانوي زانة أولاد سبع بمحاذاة الطريق الولائي 153 الرابط بين الطريق الوطني رقم 75 وبلدية وادي الماء وحمايته من عديد الأخطار التي تحدق به وخاصة من الزحف العمراني.

ديانا مدينة رومانية بنيت في القرن الثاني للميلاد

 تعد «ديانا فيتيرانوروم» بحسب ما أفادت به مصلحة التراث الأثري بمديرية الثقافة من المدن الرومانية التي تم تشييدها في القرن الثاني للميلاد من طرف الفرقة الثالثة الأغسطينية ضمن التوسع الروماني على حساب الممتلكات النوميدية السهلية المتواجدة بالجهة. تم وفق المصدر استغلال هذه المدينة الواقعة حاليا بإقليم بلدية زانة البيضاء بدائرة سريانة من طرف البيزنطيين في إطار مشروع إعادة استرجاع الممتلكات الرومانية المسلوبة منهم من طرف الوندال.
من المعالم الأثرية الواضحة بهذه المدينة العتيقة التي ما زال الجزء الأكبر منها محفوظا تحت الأرض وتم تصنيفها وفق المصدر في قائمة التراث الوطني العام  1900 ليصدر هذا القرار بعد ذلك في الجريدة الرسمية رقم 7 بتاريخ 23 جانفي 1968 أقواس النصر والكنيسة المسيحية والقلعة البيزنطية والساحة العامة وكذا الحمامات.
تقدر المساحة الإجمالية لهذا الموقع الأثري الذي انطلقت فيه الأبحاث الأثرية أثناء الفترة الاستعمارية، بداية من سنة 1850 بحوالي 76,5 هكتارا، حسب نفس المصدر  مشيرا الى تحديد المنطقة الأثرية ومنطقة الحماية للموقع الأثري  واستفادته من الدراسة الخاصة بحمايته واستصلاحه وكذا المنطقة التابعة له بالإضافة إلى تصنيفه في إطار مراجعة الدراسة الخاصة بالمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لبلدية زانة البيضاء كمنطقة غير قابلة للتعمير لوجود آثار فيها.
بحسب ممثل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية محليا و مسؤول المتحف والموقع الأثري بتيمقاد والمكلف بالإشراف على عملية تسييج الموقع مجيد بلقارص فإن تسمية الموقع بـ»ديانا فيتيرانوروم» هو نسبة إلى الملكة التي كانت تحكم في تلك الفترة ويقال بأن اسم ديانا يعني آلهة الصيد عند الرومان وكانت المدينة وقتها عبارة عن معسكر للراحة تم بناؤه للمعطوبين في الحرب.
أكد ذات المختص على أن موقع ديانا أو زانة الأثري «هام جدا» حيث يبين الظاهر من المباني فيه وكذا بقايا الفخار بزخارفه الرائعة والفسيفساء التي وجدت به على أن هذه المدينة كانت «راقية جدا».  يذهب الكثير من المختصين في علم الآثار إلى الاعتقاد بأن الكشف الكلي عن هذه المدينة وما يحويه الموقع الأثري «سينسينا في تيمقاد الأثرية»، يضيف ذات المختص في الآثار.
فإذا كان المخطط العمراني لمدينة تيمقاد فريد من نوعه حيث يظهر على شكل لعبة شطرنج هناك من الأثريين، يضيف المتحدث من يسمي زانة مجازا باسم أخت تيمقاد لأهمية هذه المدينة الأّثرية التي ما زالت لم تكشف بعد عن كل أسرارها.