طباعة هذه الصفحة

مخاوف من توقف عمليات الانقاذ

دول أوروبية تمنع سفن إغاثة من الإبحار في المتوسط

 

تزداد مخاوف سفن انقاذ المهاجرين غير الشرعيين، من عدم تمكّنها من الإبحار مجدّدا جرّاء تشديد دول الضفة الشمالية للمتوسط، للتدابير القانونية ولجوئها إلى احتجاز عديد السفن والطائرات التابعة لمنظمات إنسانية من العمل منذ عدّة أشهر.

 وتعجز «أكواريوس»، آخر سفينة لإنقاذ المهاجرين متبقية في البحر الأبيض المتوسط، عن إنزال 58 شخصا أغاثتهم قبالة السواحل الليبية إلى أيّ ميناء، خشية أن تبقى محتجزة فيه مثلما حصل لسفن إنسانية عديدة أخرى عملا بإجراءات تقول منظمات الإغاثة إنها حملة تهدف إلى منعها من مواصلة عملها.
وفيما تنتظر أكواريوس نقل ركابها إلى سفينة تابعة لخفر السواحل المالطي في المياه الدولية، بعد أن سحبت منها بنما علمها، الأمر الذي يحول دون تمكنها من مغادرة أيّ مرفأ، فإن سفنا موقوفة أخرى تخوض معارك قانونية طويلة لمغادرة فاليتا.
فقد منعت السلطات المالطية سفينتين على الأقل تابعتين لمنظمتين غير حكوميتين، إضافة إلى طائرة استطلاع، من مغادرة الجزيرة. ويذكر مأزقهما بمعاناة أسطول كان يضمّ العشرات من تلك السفن الإنسانية.
فالسفينة «سي-ووتش 3» المملوكة من قبل المنظمة الألمانية التي تحمل نفس الإسم متوقفة في المرفأ منذ جوان. ويسعى طاقمها لمعرفة أسباب منعهم من الإبحار.
واستدعي مفتشون هولنديون أعطوا السفينة التي ترفع العلم الهولندي الضوء الأخضر في جوان. لكن السفينة لا تزال ممنوعة من المغادرة فيما تؤكد المنظمة غير الحكومية «عدم وجود أسباب قانونية لمنع سي-ووتش 3 من المغادرة».
أسباب سياسية
وقال رئيس البعثة تامينو بوم «أشعر بخيبة كبيرة إزاء سلوك السلطات وعدم تقديمها أسباباً قانونية والسعي لخداعنا ببعض الحجج التافهة غير ذات الصلة». وأضاف «إذا نظرتم مليا يتضح بأنه سبب سياسي».
وأكد بوم لوكالة فرانس برس إن السفينة جاهزة لاستئناف عملها فور الحصول على إذن. وقال «سنكون جاهزين في غضون بضع ساعات لاستقدام أفراد طاقم إضافيين وتجهيز السفينة واستئناف عمليتنا».
وقام نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني المنتمي إلى اليمين المتطرف والمعادي للهجرة، والذي تولى مهامه مطلع جوان باغلاق الموانئ الإيطالية أمام المنظمات غير الحكومية التي يقول إنها «تساعد المهربين».
وقال بوم «لدي قلق بالغ تجاه الوضع الراهن وأخشى أن تكون حكومة أو عدة حكومات تسعى لاستخدام أي وسيلة لوقف عمليات الإنقاذ في البحر».
والطائرة الصغيرة «موونبيرد» التي تشغلها منظمة سي-ووتش للقيام بطلعات فوق البحر المتوسط بحثا عن مهاجرين بحاجة للإنقاذ، ممنوعة من الطيران منذ ماي، ومرة أخرى دون أن تقدم السلطات المالطية أي سبب قانوني لقرارها، بحسب المنظمة.
وزار ثلاثة نواب مالطا في وقت سابق هذا الشهر وحضّوا الحكومة على «إنهاء التوقيف غير القانوني» للسفينتين والطائرة.
وسفينة الإنقاذ لايفلاين التابعة للمنظمة الإنسانية الألمانية التي تحمل نفس الإسم، تم توقيفها لدى وصولها فاليتا في جوان لمسائل تسجيل مفترضة، رغم تأكيد المنظمة عدم العثور على أي مشكلة في أوراقها.
وقالت نيسكيه بيكمان من منظمة لايفلاين «نحن متشوقون لمعرفة ما سيحدث لأن ما نراه هو بالتأكيد وسيلة خنق لإبقائنا موقوفين هنا على متن السفينة بطريقة سهلة جدا».