طباعة هذه الصفحة

قايد صالح : السلم والمصالحة الوطنية نجحت في مؤاخاة الجزائريين وسمحت بعودة الرشد لأولئك الذين غُرر بهم والإقلاع عن غـيهم

الشعب

تواصلت زيارة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية الرابعة بتفقد بعض وحدات القطاع العسكري ببسكرة.

   في البداية ورفقة اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة، قام الفريق بتفقد مشروع انجاز مركز الراحة والعلاج بالمياه المعدنية ببسكرة، الذي يتربع على مساحة 21 هكتار، والذي يتوفر على كافة مرافق الإيواء والراحة والمعالجة، أين وقف على نوعية ونسبة تقدم الأشغال وأسدى توجيهات وتعليمات للقائمين على انجاز هذا المشروع الهام قصد تسليمه في آجاله القانونية. 

   وبالمدرسة العليا للقوات الخاصة وبعد مراسم الاستقبال، تابع الفريق تمرينا بيانيا نفذه طلبة المدرسة بموضوع "مفرزة القوات الخاصة أثناء اقتحام وتدمير والقضاء على مجموعة إرهابية متحصنة داخل مباني"، وذلك باستعمال العربات الخفيفة المزودة بأنظمة سلالم الاقتحام والقنص، وهو التمرين الذي تم تنفيذه باحترافية عالية تنم عن جدوى وفعالية التكوين الراقي الذي ما فتئ يتلقاه أفراد المدرسة العليا للقوات الخاصة الذين كلهم عزم وإصرار على أداء المهام المنوطة في شتى الظروف الصعبة. 

    بعدها، التقى الفريق بإطارات وأفراد وحدات القطاع العسكري لبسكرة، أين ألقى كلمة توجيهية بُثت إلى كافة وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، أكد من خلالها على أهمية هذه الزيارة التي تتزامن مع الانطلاق الرسمي لسنة التحضير القتالي 2018ـ 2019، كما تتزامن أيضا مع احتفال الشعب الجزائري بالذكرى الثالثة عشر لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وزكاه الشعب الجزائري بالإجماع في الـ 29 من سبتمبر 2005: 

   "وفي هذا الصدد بالذات، لا يفوتني الإشادة والتنويه، ونحن نعيش هذه الأيام نفحات الذكرى الثالثة عشر لتزكية الشعب الجزائري لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بحكمة فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ورشادة بصيرته وحسن تدبيره، من خلال مبادرته التاريخية، التي تبناها الشعب الجزائري برمته وزكاها وجعل منها، إلى جانب تضحيات وعزيمة أفراد الجيش الوطني الشعبي البواسل، ركنا ركينا في مسار استتباب الأمن والاستقرار. 

   هذه المبادرة التاريخية التي نجحت في مؤاخاة الجزائريين، وسمحت بعودة الرشد لأولئك الذين غُرر بهم، والإقلاع عن غـيهم، وتبنيهم لمنطق جادة الحق والصواب وسبيل المصالحة الوطنية والعودة إلى أحضان الأمة، قلت هذه المبادرة استند إليها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني لبناء هذا الصرح الأمني الراسخ الجذور، وسيبقى يعمل دون كلل ولا ملل، إن شاء الله تعالى وقوته، ليل نهار من أجل مواصلة تثبيت دعائم أسس هذه الجائزة الربانية المحمودة ". 


   الفريق أكد أن مثل هذه الزيارات الدورية تُعد عملا ميدانيا بالغ الأهمية، بل، وبالغ الضرورة العملية والمهنية، لأنها تمثل حرصا شديدا ما انفكت تبديه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، بخصوص مرافقة كافة الجهود المبذولة، ومتابعة تنفيذ جميع البرامج المتتالية والمتكاملة المتعددة المجالات والأهداف والأبعاد: 

   "لقد حرصت بهذه المناسبة الكريمة، كما تعودت في الكثير من المرات السابقة، على أن ألتقي بالأفراد التابعين للوحدات والمؤسسات العاملة على مستوى حامية بسكرة بالناحية العسكرية الرابعة، بما في ذلك الأسلاك الأمنية المختلفة، تماشيا مع ما يفرضه علينا واجب السهر الدائم على ترقية قدرات الجيش الوطني الشعبي، من خلال تصور واقعي ومتكيف مع خصوصياتنا الذاتية ومتماشي مع قدرتنا على تحويله إلى إنجازات ميدانية ملموسة، وفعلا فقد أصبحنا اليوم نعمل على هدى أبجديات هذه المقاربة وأصبحت النتائج المتحصل عليها تشهد على نفسها ويشهد عليها هذا التطور النوعي الذي بلغته مختلف مكونات قواتنا المسلحة التي باتت عينا ساهرة على حدود الوطن ليل نهار وحافظة لموجبات أمنه واستقراره، وتلكم هي الغاية وذلكم هو المبتغى.

   وعليه يعتبر الإبقاء على هذه الديناميكية الحالية ليس غاية في حد ذاته، بل يتعين زيادة وتيرتها بما يتماشى وتجسيد المرامي المطلوبة، وهذا يستوجب المحافظة على المكتسبات وتدعيمها، مع العمل على التوجه أكثر فأكثر نحو الامتياز والإتقان، بفضل التبني السليم والصائب لنهج التقييم المستمر لما أنجز ميدانيا، ثم بفضل انتهاج مسلك العمل المخطط الذي يراعى فيه موضوع، ليس فقط تجسيد الأهداف المرسومة، بل، وبالأساس حتمية السهر على تكييف هذه الأهداف مع مجرى التطور الذي ينتهجه الجيش الوطني الشعبي ووجهته المستقبلية، فبهذا يتم الإرساء المتين والصحيح لمسار عملي مهني واحترافي مثمر، فذلكم هو الهدف الأسمى الذي تعمل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، بحول الله تعالى وقوته، نحو بلوغه ونحو بلوغ كل عوامل وأسباب تحقيق أعلى مراتب الرقي لقواتنا المسلحة، والوصول بها إلى منتهى غايتها خدمة للجزائر وحفظا لأمنها واستقرارها". 


   إثر ذلك، استمع الفريق إلى تدخلات وانشغالات الإطارات والأفراد.