ولد قدور: عقد تشييد وحدة البروبيلين مع الشريك التركي نهاية 2018
في إطار تقوية علاقاتها في المجال النفطي والبتروكيمياء، أمضى أمس المجمع الوطني للمحروقات سوناطراك والوكالة الوطنية لتثمين الموارد في ميدان المحروقات اتفاقيتين جديدتين مع المجمع الطاقوي الفرنسي “توتال”، الأولى تتعلق بإستغلال الغاز بالحقل الواقع جنوب منطقة “تين فوي تابنكور” بإليزي المقدرة بأكثر من 100 مليون برميل مكافئ بترول، والثانية إنجاز مركب البولي بروبلين بأرزيو وهران لمدة 25 سنة بهدف تثمين مخزونات سوناطراك وتطوير الصناعة البتروكيميائية بتكلفة استثمارية تقدر بأكثر من 1.4 مليار دولار، بحيث تقدر نسبة مساهمة سوناطراك بـ51 بالمائة و49 بالمائة مساهمة شركة “توتال.”
كشف الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المومن ولد قدور على هامش حفل توقيع الاتفاقيتين أمس ، عن الشروع في أشغال الحفر خلال السداسي الأول من سنة 2019، كما سيتم توقيع اتفاقية ثانية مع الشركاء الأتراك وتشييد وحدة البروبيلين في تركيا نهاية عام 2018 بمساهمة 30 بالمائة من شركة سوناطراك، بحيث سيتم تزويدها بـ 450 طن للوحدة خلال عدة سنوات قائلا:« هم يستوردون حاليا 2 مليون طن من المنتج البتروكيميائي سنويا، وهم بحاجة ماسة لهذا المنتج” ، مشيرا إلى أنه يجب على سوناطراك فتح آفاق أخرى على العالمية في حين الاتفاقية الثالثة مع شركة إيني الايطالية وهي قيد المفاوضات أيضا.
أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار إستيراتيجية المجمع “أس.أش2030”، قائلا أن شركة توتال تعد أحد الشركاء المهمين الحاليين التي تتوفر على التكنولوجية والخبرة في هذا المجال ، كما أن هناك العديد من الحقول لتطويرها معا في مجال البترو كيمياء الذي يعد أول مشروع مهم لسوناطرك والجزائر، وحسبه فإن سوناطراك موثوقة وقابلة للحياة لإستقطاب الشركاء الأجانب قصد تطوير برنامجها الذي يتطلب العديد من المال والخبرة والمهنية في التسيير، قائلا:«في الجزائر ليس لدينا التجربة في إنجاز المشاريع الكبرى في الآجال “.
وأضاف ولد قدور أنه، إذا تم التوصل للشروع في استراتيجية تطوير المجال البتروكيميائي ستكون له أثار مباشرة وغير مباشرة على إقتصادنا الوطني من خلال خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة ، وكذا إنشاء صناعة تمكن من تطوير ميدان البتروكيمياء في الجزائر. وحسبه فإنه يجب انجاز الاتفاقية وفريق الميدان من يعمل على التجسيد.مشددا على ضرورة تغيير طريقة التسيير، مشيرا إلى إصلاح كلي لنظام الموارد البشرية وتكوين 200 شاب ليكونوا مسيرين في المستقبل.
في هذا السياق أشار إلى أنه ، تحدث مع مدير شركة توتال حول التنقيب في البحر للعمل معا، كما أن المفاوضات جارية مع شركتي إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية للتفاهم حول تقاسم الأخطار والعمل معا لتطوير هذا النوع من المشاريع، قائلا:
« لدينا فرصتان كبيرتان الأولى بشرق سكيكدة والأخر بغرب مستغانم هذه الإمكانيات سندرسها معا، نأمل قبل نهاية السنة الجارية توقيع إتفاقية للشروع في أشغال الحفر”، مشيرا إلى أن هناك حقول أخرى قيد الدراسة بين فريق سوناطراك وشركة توتال في هذا الميدان الذي يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لسوناطراك وتوتال التي تملك الكثير من الخبرة في هذا المجال، كما تناول الجانبان التقليص من المصاريف وهو مهم بالنسبة للمجمع.
الرئيس التنفيذي لتوتال: انجاز مشاريع في الطاقات المتجددة محل اهتمامنا
من جهته نوه الرئيس التنفيذي لمجموعة توتال الفرنسية باتريك جان بويان العمل المبذول لبلوغ هذه الشراكة وقبلها بحقول تيميمون، معتبرا إياها خطوة جديدة لتعزيز الشراكة بين الشركتين والاستغلال الأمثل للمنشآت النفطية على مستوى حقل تين فويي تبنكوت وإنتاج الغاز، مشيرا إلى أن الشراكة مع سوناطراك توسعت خلال سنتين وأصبحنا من الشركاء الأساسيين لتسويق الغاز المميع، قائلا:«لدينا النية للقيام بمشاريع أخرى في مجال الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية وهي قيد المفاوضات “.
ترتقب الشراكة بين الشركاء الثلاثة إنجاز برنامج أشغال مقدرة بـ 406 مليون دولار والمتعلق بحفر 24 بئرا، و كذا شبكة جمع النفط على مستوى الآبار المنتجة و ربطها بمنشآت تين فويي تبنكوت. وسيسمح هذا البرنامج ببلوغ مجموع إنتاج 12 مليار م3 من الغاز الجاف و 6ر1 مليون طن من الغاز المميع و 3ر1 مليون طن من المكثفات، أي مجموع 108 مليون برميل مكافئ بترول إلى غاية 2042.
ويتعلق الاتفاق الأول بعقد استغلال جديد للتطوير الثنائي لحقل تين فويي تبنكوت جنوب، الممضى من قبل سوناطراك والوكالة الوطنية لتثمين الموارد النفطية (النافت) وتوتال. وينص الاتفاق على إنجاز المنشآت الأساسية لتثمين مخزونات المحروقات المتواجدة بحقل تين فويي تبنكوت جنوب والمقدرة بأكثر من 100 مليون برميل مكافئ بترول.
أما العقد الثاني، فيتعلق باتفاق شركاء يسمح بإنشاء شركة مختلطة مؤسسة “سوناطراك” و«توتال” للبولي بروبيلان، وستكلف هذه الشراكة بإنجاز مشروع البتروكيمياء المشترك بأرزيو والذي يتضمن إنجاز مصنع لنزع الهيدروجين من غاز البروبان و كذا وحدة لإنتاج البولي بروبيلان بقدرة 550.000 طن سنويا.
ويتوقع الشريكان (سوناطراك و توتال) إطلاق دراسات الهندسة ابتداء من نوفمبر 2018. و سيسمح هذا المشروع بتثمين غاز البروبيلان المتواجد محليا بكميات كبيرة وتحويله إلى بوليبروليبان وهو عبارة عن نوع من البلاستيك الذي يقوى عليه الطلب.