طباعة هذه الصفحة

مشروع استراتيجي لتحريك الاقتصاد خارج المحروقات

مصنــع تحويــل الفوسفــات ينجــز بشراكــة جزائريــة ـ صينيــة

استطــــــلاع: خالـــــــد العيفــــــــة


يأتي مشروع الفوسفات بشرق البلاد، على رأس المشاريع التي تعول عليها السلطات العمومية لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني خارج قطاع المحروقات الذي يحتل اولوية في السياسة الوطنية والبرنامج التنموي في ابعد مجاله ومداه.هذا ما توقفت عنده «الشعب» في تفحصها لمحتوى المشروع الاستراتيجي.


يأتي المشروع للدفع بالقطاع الصناعي  الى الامام ، وتثمين الاستراتيجية  المقررة لاعتماد مصادر أخرى لتنويع الدخل العام، بالتوجه نحو استغلال الثروات الباطنية والطاقات المتجددة اكثر من الضروري، لضمان مداخيل جديدة للخزينة العمومية، وتوفير مناصب شغل ، سيما لخريجي المعاهد والجامعات لخفض نسبة البطالة وسط فئة الشباب على الخصوص.
ويكتسي هذا المشروع أهمية اقتصادية واجتماعية واعدة، من حيث دوره في تدعيم الإنتاج الوطني بمختلف المشتقات الكيميائية الناتجة عن تحويل الفوسفات، وضمان الأسمدة، واستقرار أسعارها بما يسمح للفلاحين بمضاعفة الإنتاج.
وبإلغاء تصنيف أراضي فلاحية بولايتي تبسة وسكيكدة، سيدخل المشروع مرحلة جديدة، حيث  ما قرره مجلس الوزراء الاخير تحت رئاسة رئيس الجمهوريةعبد العزيز بوتفليقة. وجاء في المرسومين محل الدراسة والمصادقة إلغاء تصنيف أراضي فلاحية لفائدة مشاريع صناعية بولايات وهران وتبسة وسكيكدة.
كما تضمن إجراءات إلغاء تصنيف هذه الأراضي تمت من قبل فرق محلية متعددة القطاعات ثم من طرف لجان وطنية تحققت، طبقا لأوامر رئيس الجمهورية، من الطابع الفلاحي الهامشي لهذه الأراضي، المتمثلة في  تخصص المساحتين و المقدرتان على التوالي ب 150 هكتار في بلدية بكوش لخضر بسكيكدة و 487 هكتار في بلدية العوينات


بتبسة، لإنجاز مصنعين هامين للأسمدة الفوسفاتية.
وتعد هاتان الوحدتان جزءًا من مشروع صناعي ومنجمي ضخم يسمح برفع انتاج الفوسفات على مستوى حقل بلاد الهذبة ببئر العاتر بتبسة وتطوير تحويل هذا المعدن إلى مختلف الأسمدة على مستوى المصانع الثلاثة المقرر انجازها بولايات تبسة ،سوق أهراس، وسكيكدة، وسيتم انجاز هذا المشروع المتكامل بالشراكة بين مؤسسات جزائرية وصينية ،وفق نفس المصدر.
وتبلغ قيمة هذا الاستثمار أكثر من 6 مليار دولار بحيث سيسمح بتوفير حوالي 20.000 منصب عمل مباشر وغير مباشر لسكان ولايات تبسة وسوق أهراس وعنابة وسكيكدة.
يمتـد علـى مستــوى 04 ولايـــات شرقيــــة
الشراكة في مجال تحويل الفوسفات بين الجزائر والصين من شأنها أن تمكن من بروز قطب صناعي بشرق البلاد موجه للتحويل الكيميائي للفوسفات، يمتد على مستوى 04 ولايات تتمثل في تبسة، سوق اهراس، سكيكدة، وعنابة.
ويرمي هذا الاستثمار إلى تعزيز إنتاج الفوسفات في حالته الخام، حيث ان الإنتاج المقدر حاليا ب 2 مليون طن سيرتفع إلى ما يقارب 10 ملايين طن من خلال تجسيد هذه الشراكة.
كشف عبد المومن ولد قدور الرئيس المدير العام لمؤسسة سوناطراك، خلال زيارته لتبسة مؤخرا  بأن سوناطراك دخلت في شراكة استغلال معامل الفوسفات بتبسة وسوق أهراس بالتعاون مع مجمع المناجم وشركة صينية، بعد دراسة أكدت ان المشروع سيحقق أربحا تترواح بين 1.5 و2 مليار دولار.
واكد ولد قدور حينها، ان الشركة اقتحمت تنشيط استثمارات منجمية خارج المحروقات ومنها منجم الحدبة الذي يعد بأفاق واعدة لتشهد المنطقة رفع مستوى التشغيل إلى 6000 منصب شغل مرحليا . ساهمت سوناطراك بنسبة 34 في المائة بقرابة 6 مليار دولار إلى جانب مجمع المناجم وشريك صيني على أساس القاعدة 51/49 على ان يدخل المعمل حيز الانتاج في ظرف 30 شهرا ليحقق ارباح تصل الى 2 مليار دولار سنويا، فمشروع منجم الحدبة سيرفع قدرات انتاج الفوسفات إلى 10 ملايين طن سنويا.
المشروع سيوفر زيادة على مناصب شغل،


طاقة كهربائية عالية، ومواصلات، ومئات السكنات، وكميات ضخمة من المياه قادمة من بلديتي فركان ونقرين على بعد 80 كلم جنوب بئر العاتر، فضلا على زيادة نشاط السكة الحديدية التي تقوم شركة كوسيدار بإنجاز خطها الثاني الرابط بين بئر العاتر والمنشآت المينائية بعنابة، مما يسمح بزيادة الطاقة الإنتاجية من الفوسفات إلى زهاء 6 مليون طن مستقبلا، ليتم تحويلها إلى مركب الحامض الفوسفوري بوادي الكباريت.
وبحسب الإحصاءات الخاصة بالفوسفات تشير إلى وجود كميات هامة من احتياطي هذه المادة، لاسيما على مستوى منجم جبل العنق ببئر العاتر، والذي يحتوي على أكثر من ملياري طن، وسيتم تثمين وتطوير الإنتاج في حقل منطقة الهذبة شرق بلدية بئر العاتر، حتى تصبح الجزائر ضمن أكبر ثلاثة منتجين للفوسفات في إفريقيا في آفاق 2020، بإنتاج حوالي 10 ملايين طن سنويا، يتم تحويل 80 بالمائة منها إلى السوق الوطنية.
البـــــدء في تهيئـــــة الأرضيــــة لاستيعـــاب انجــاز مصنــع الفوسفـــات بتبســـة
باشرت مصالح بلدية بئر العاتر بتبسة، عملية تهيئة محيط بلاد الهذبة، بتهديم بعض المساكن والبنايات الخاصة، لضم أراضيها إلى محيط منطقة الهذبة التي ستستغل في المشروع الهام، التي مست في اول الامر، 8 سكنات من مجموع 13 مسكنا وجهت لأصحابها قرارات الهدم، وبحضور رئيس البلدية والعملية تستهدف هدم 139 مسكنا وبناية ومساحات مغروسة كمرحلة أولى، على أن تهدم دفعة ثانية مكونة من 111 مسكنا وبناية في المرحلة الثانية، وبهذه العملية تعلن السلطات رسميا عن البدء في إنجاز هذا المشروع الهام.
وذكر مصدر محلي، ان عملية الهدم تخص قرابة 250 بناية بمحيط هذا المشروع، وضبطت قائمة المساكن المعنية بالهدم، في الوقت الذي سيتم تعويض أصحاب هذه العقارات من شركة صوميفوس، التي رصدت ٩٢ مليون دج لتعويضهم، كما خصصت السلطات ما يقارب 250 مسكنا ريفيا لتحويل هؤلاء، وبناء بعض هذه المساكن الريفية في مجمعات لتسهيل ربطها بالشبكات.
ويتطلع المئات من البطالين بتبسة، لانطلاق نشاط مركب الفوسفات الجديد بمنطقة «بلاد الهذبة» ببلدية بئر العاتر، وكذا مركب الحامض الفوسفوري بالعوينات، واللذين سيخلقان آلاف مناصب شغل مباشرة بعد انطلاقهما في النشاط، فالبطالون بمختلف مستوياتهم العلمية بالولاية وخاصة شباب بئر العاتر يعولون على هذا المشروع الهام الذي طال انتظاره، لخلق مناصب شغل مباشرة.

ســــــوق اهـــــراس ثـــــاني ولايـــــة تستفيــــــد مــــــــــن المشــــــــروع الضخــــــــم
اختيرت بلدية وادي الكبريت بسوق اهراس، لإنجاز مجمع تحويل وتكرير مادة الفوسفات ، التي تتربّع على مساحة تزيد عن 600 هكتار، تضم 03 وحدات الأولى لإنتاج 4500 طن يوميا من حمض السيليفيريك والثانية لإنتاج 1500 طن يوميا من الحمض الفسفوري، فيما تتكفّل الوحدة الثالثة بإنتاج 3 آلاف طن من المادة الموجهة لإنتاج الأمونياك.
يعول المشروع على محطة توليد الطاقة الشمسية لوادي الكباريت، لإمداده بالطاقة اللازمة، وتهدّ هذه المحطة الأولى من نوعها على مستوى الولاية والمتخصصة في إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية بطاقة 15 ميغاواط، على مساحة 30 هكتارا بهذه البلدية ، والمحطة التي أسندت أشغال إنجازها إلى مؤسسة صينية مختصة في هذا المجال، من طرف شركة الكهرباء والطاقات المتجددة التابعة لمجمع سونلغاز، دخلت الخدمة بالتزامن وانطلاق أشغال مشروع مصنع الفوسفات، ومن شأن هذه المحطة أيضا أن تضمن التموين بالكهرباء بولاية تبسة الحدودية وتحسين نوعية الخدمة العمومية بهذه الطاقة النظيفة، فضلا عن فتح مناصب عمل لاسيما في الاختصاصات التقنية.
وعند دخوله حيز الخدمة في آفاق 2020 فإن مشروع تحويل الفوسفات هو عملية يشترك فيها مصنع «وادي الكبريت»، بالإضافة إلى حجار السود بولاية سكيكدة قبل أن ينقل باتجاه عنابة، ليسوق وطنيا وكذلك للتصدير، ومن شأنه أن يمكن من استحداث زهاء 1500 منصب عمل، وهذا الاستثمار الخاص يتم بتحويل الفوسفات إلى حمض كبريتور الكربون سيدعم الاقتصاد الوطني، ويقدر ب 1مليون دولار سنويا.
51 مليـــار دج لعصرنـــة الخـــط المنجمــي للسكة الحديدية تبسة - عنابة
لربط المشروع الاستراتيجي لإنتاج الفوسفات، خصص غلاف مالي بقيمة 51 مليار د.ج من أجل تحديث الخط المنجمي للسكة الحديدية عنابة- تبسة، في جزئه الرابط بين جبل العنق ووادي الكباريت الممتد على 177 كلم، اين سيكون مصنع لتحويل الفوسفات، حيث سيتم تحويل الخط المنجمي للسكة الحديدية الى خط مكهرب مزدوج وعصري، حتى يضمن نقل المسافرين وكذا يضمن نقل المنتجات المواد الفوسفاتية ليتم استغلال منجم الفوسفات بجبل العنق، كما ان تجديد الخط وعصرنته سيسمح بنقل المواد بالكميات المطلوبة.
وخلال الزيارة التفقدية لوزير الاشغال العمومية والنقل  عبد الغني زعلان لورشة تحديث خط السكة الحديدية انطلاقا من بلدية الماء الأبيض بتبسة، أوضح بأن هذا المشروع يتضمن تجديد السكة وإنجاز ازدواجية للخط المنجمي للسكة الحديدية وانه سيتم في القريب إطلاق أشغال الجزء الثاني من ذات المشروع انطلاقا من سوق أهراس نحو عنابة، وعند استكمال هذا الاستثمار المتمثل في عملية تحديث الخط المنجمي للسكة الحديدية عنابة- تبسة مرورا بسوق أهراس والطارف وقالمة بطول 388 كلم، سيضمن تحويل 10 ملايين طن من الفوسفات انطلاقا من منجمي جبل العنق وبلاد الحدبة ببئر العاتر، نحو مصنع التحويل بوادي الكباريت بسوق أهراس، وحجار السود بسكيكدة،» ثم عنابة.
ومن المقرر إطلاق الأشغال على الجزء الأول من المشروع، في شهر أفريل المقبل، وذلك بمجرد استكمال تركيب الورشة التي بلغت 90 بالمائة، حسب قطاع الاشغال العمومية، التي أوضحت ان أشغال الشق المتعلق بتجديد خط جبل العنق- وادي الكباريت مقسمة إلى 3 ورشات، وتشهد محاور تبسة-الماء الأبيض ووادي الكباريت- تبسة معدلات تقدم في الأشغال تتراوح ما بين 98 و87 بالمائة على التوالي.