طباعة هذه الصفحة

سيـــــف قابيـــــل

عزة عيسى: مصر

يممْ حروفَكَ صوبَ العشقِ يا قلمُ
واخفضْ جناحَكَ فالأحلامِ تبتسمُ
وجهْ قوافيكَ نحوَ النورِ يكتبنا
حاءً و باءً بقلبِ السطرِ تُرتسمُ
لعلَّ باسمِ الهوى تخضرُّ سنبلةٌ
ويسقطُ الذلُّ عن قومي وينهزمُ
كانوا قديما رجالا كلما قرءوا
في سورةِ الفتحِ .. إنَّ الكلَّ معتصمُ
ماذا أصابَ بلادي ؟ مَن يفسرُ لي
والسيفُ أصدقُ أنباءً إذا فهموا
هذا زمانٌ على أبوابهِ احترقتْ
كلُّ المدائن .. جرحُ الروحِ يضطرمُ
هذا زمانٌ على أبوابهِ انطفأتْ
شمسُ العروبةِ .. لا يبقى لها عَلَمُ
الليلُ ينزفني جرحا .. فأنظرُها
قدسًا غدتْ بنيوبِ العهر تُلتهمُ
فيروزُ.. ما في دموعِ النايِ أغنيةٌ
شامُ الشموخِ طواها التيهُ والعدمُ
مازالَ ينهشُ ماءُ القهرِ دجلتَهُ
دمعي عراقٌ .. فهزْ النخلَ يا ألمُ
يا سيفَ قابيلَ دعْ هابيلَ في سبأٍ
واتركْ لبلقيسَ عرشا ليسَ ينهدمُ
كم صرخةٍ سجنتْ والصمتُ يحرسُها
في قلبِ طفلٍ على الأطلالِ يَنقسمُ
كمْ دَمعةٍ ذُرِفتْ والعُرْبُ تصلُبها
في عينِ مَريمَ والتاريخُ مُتّهـمُ
أمْحوكَ يا سِفْرَ تاريخي وأسْئِلتي
يا صَفْحةَ الذُّلِ حانَ الآنَ مُخْتتمُ
كلُّ المآتمِ في أوطانِنا نُصبتْ
كانتْ هنا أمةٌ بالخزيِ تعتصمُ