طباعة هذه الصفحة

دعا إلى تكثيف الجهود للاستثمار في التّراث المعماري المتوسّطي

مخبر التّراث الثّقافي بجامعة غرداية يشارك في مؤتمر دولي بتونس

ورقلة: إيمان كافي

خلصت فعاليات المؤتمر الدولي حول «التّراث المعماري والعمراني لمنطقة البحر الأبيض المتوسط»، وذلك من أجل إحياء وتثمين التراث المتوسطي الذي نظّم بالشّراكة بين مخبر الفنون والدراسات الثقافية التابع لجامعة تلمسان ومخبر التراث الثقافي واللغوي والأدبي بالجنوب الجزائري التابع لجامعة غرداية، وبإشراف من وزارة الشؤون الثقافية التونسية والمعهد الوطني للتراث تحت شعار «عندما تكشف الذاكرة عن التّراث وتحاكيه» واختتمت أشغاله مؤخرا بتونس إلى عدد من التوصيات المهمة، حيث دعا إلى ضرورة تكاتف جهود الباحثين والمهتمين من أجل التعريف به وصيانته وإحيائه والاستثمار فيه.
وتحدّدت أبرز توصيات هذا المؤتمر الذي شارك في فعالياته متدخّلون من أكثر من خمس  عشرة دولة من مختلف أنحاء العالم في أهمية إعادة الاعتبار للتراث المعماري والعمراني المتوسطي، ضرورة التحسيس بهذا التراث من خلال عقد ندوات ولقاءات إعلامية وزيارات ميدانية، كما أوصى أيضا بضرورة طبع أشغال الملتقى، وكذا عقد الطبعة الثانية السنة المقبلة مع الحفاظ على نفس الشركاء وتوسيع المجال لمن يرغب في المساهمة.  
وقد أوضح البروفيسور عاشور سرقمة مدير مخبر التراث الثقافي بجامعة غرداية في حديث لـ»الشعب»، أن هذا المؤتمر يعتبر نموذجاً حقيقيا للشراكة العلمية بين تونس والجزائر، وهو ما يتوضح من خلال الشركاء المساهمين في هذا الملتقى، مؤكداً على ضرورة تطوير هذه الشراكة في الطبعة الثانية من المؤتمر وتعزيزها في مجالات النشر العلمي والإشراف ومناقشة البحوث العلمية.
في نفس السياق، أشار المتحدث إلى أن هذا الملتقى الذي شهد حضورا كبيرا ومتنوعا للمشاركين الذين تجاوز عددهم 200 متدخل وعضو اللجنة العلمية، يهدف بالأساس إلى دراسة التراث العمراني والمعماري الواقعة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال خصائصه الأثرية والهندسية والتقنية والعلمية دون إغفال دور العمارة والعمران من النواحي الاجتماعية والثقافية المختلفة من زاوية تراثية وعلمية وثقافية وأنثروبولوجية، انطلاقا من مبدأ أن التراث المعماري والعمراني في نفس الوقت يعتبر مجالا تراثيا يؤلف ويؤسس لمواضيع دراسة مهمة جدا في مجال العلوم الإنسانية التي تبحث جاهدة عن رموز الأشياء وظواهرها، حيث لا يعني المجال بالنسبة إليها الفضاء ولا الفراغ، بل يقترب من المكان والحيز المنظم والموجه والحامل للمعنى الأصلي.
وعالج المتدخّلون إشكالية الملتقى من خلال محاور المؤتمر الخمسة التي ركّزت على أهمية التراث العمراني والمعماري وتحديد هويته، استخدام التقنيات والتكنولوجيات الحديثة في التراث المعماري والعمراني، إدارة وتسيير التراث المعماري والعمراني، إعداد قاعدة بيانات وجرد للتراث المعماري والعمراني، تجارب الدول في إعادة إحيائه وتثمينه.