طباعة هذه الصفحة

موجة غضب تعم مختلف المدن والآتي أخطر

اجتماع أزمة في الإليزي وحديث عن فرض محتمل لحالة الطوارئ بفرنسا

«السترات» الصفراء تجميد الضرائب على المحروقات مخرج النجاة

عقب يوم باريسي ساخن تحولت فيه احتجاجات « السترات الصفراء « الى مواجهات  و أعمال عنف خلّفت عشرات المصابين و مئات الموقوفين  وخسائر مادية كبيرة، عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس وعلامات القلق والهلع تسكنه، وتوجه مباشرة إلى ميدان قوس النصر لتفقد حجم التخريب الذي حل بالجادة الأشهر في العالم حيث وقف على دمار هائل  مسّ المتاجر و السيارات و المباني.

بحثا عن مخرج للانزلاق الأمني الخطير الذي تذهب  اليه فرنسا،  ولإيجاد حل لغضب شعبي خرج عن السيطرة  ، ترأس ماكرون اجتماع أزمة حضره رئيس الوزراء إدوار فيليب ووزير الداخلية كريستوف كاستانير و»الأجهزة المختصة» بالاليزي.
وطلب ماكرون  خلال الاجتماع الطارئ، من رئيس الوزراء «استقبال زعماء الأحزاب الممثلة في البرلمان وايضاً ممثلي المتظاهرين ودعا وزير الداخلية الى «التفكير بطرق لتكييف وسائل حفظ الأمن في المرحلة المقبلة».
حديث عن حالة الطوارئ
وبينما كان يتردد  انتهاء الاجتماع بقرار فرض حظر التجول ، أعلنت الحكومة الفرنسية، ، عن استعدادها للحوار مع ممثلي حركة «السترات الصفراء»، حيث أورد  المتحدث باسم الحكومة، بنجامين غروفو، إن «الحوار دائمًا ممكن، ونحن مستعدون وجميع أعضاء البرلمان، والوزارات لذلك».
وأدت أعمال العنف،إ لى إصابة 133 شخصا بجروح بينهم 23 عنصرا في قوى الأمن وإلى توقيف أزيد من 400 على ذمة التحقيق بحسب حصيلة رسمية أعلنت أمس الأحد. وأعمال العنف هذه التي لم تشهدها العاصمة الفرنسية منذ عقود، دفعت برئيس الوزراء إدوار فيليب إلى إلغاء زيارته لبولندا للمشاركة في قمة حول المناخ.
الاستماع إلى أقوال وزيرين
أعلن مجلس الشيوخ الفرنسي امس الأحد أنه سيستمع الثلاثاء أمام لجنة إلى الوزيرين المكلفين بالأمن للحصول على إيضاحات عن الوسائل التي نشرها وزير الداخلية السبت في مواجهة الفوضى وأثبتت تقصيرها.
ودعا رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه الحكومة الى تقديم «رد سياسي» على الأزمة معتبرا أنه «لا يحق» للحكومة «بسبت أسود ثالث» في باريس.
المعارضة تقتنص الفرصة
أمام الوضع المحرج والصعب الذي يحيط بقيادة ماكرون  التي تعيش أسوأ أيامها، وجدت المعارضة الفرصة لانتقاده بعد ان اصطفت  في مجموعها الى جانب  «السترات الصفراء» وهي تطالب الحكومة بتجميد رفع الضرائب على المحروقات وباجراء استفتاء حول السياسية البيئية والضريبية، كما طلبت مارين لوبن (يمين متطرف) لقاء ماكرون مع زعماء الأحزاب السياسية المعارضة، وأيضا دعت  لحل الجمعية الوطنية واجراء إنتخابات جديدة.
وفي معسكر اليسار طلب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور بتشكيل لجان حول القدرة الشرائية.