طباعة هذه الصفحة

 عيسى مفتتحا الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بوهران :

تكريم أئمة ضحايا المأساة الوطنية ستتحول إلى سنة حميدة

وهران: براهمية مسعودة

تطويب الرهبان دليل إضافي على أنّ الجزائر تحاور من أجل السلام

وسط أجواء روحانية مفعمة بنفحات إيمانية، أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، على افتتاح الأسبوع الوطني 20 للقرآن الكريم بقصر المؤتمرات محمد بن أحمد في وهران.
جرت التظاهرة تحت شعار «الوفاء في القرآن الكريم» بحضور أساتذة جامعيين ومشايخ الزاوية وأئمة المساجد وطلبة بالإضافة إلى مشاركة مصر وسوريا، كضيفتي شرف.
وبالمناسبة بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى المشاركين، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أكد خلالها الرئيس أنه لم يتغيب عن أسبوع القرآن الكريم منذ أن أمر بإنشائه سنة 2000، تكريسا للوفاء في القرآن الكريم وأخلاقه التي ترسخها الزوايا والمدارس القرآنية، وهوشعار هذه الدورة التي احتضنتها سابقا مدينة عنابة.

يثمن خطاب الرئيس ويصفه بالقوي جدا

ثمّن عيسى، أمس، مضمون رسالة رئيس الجمهورية بهذه المناسبة بالقول إنّ «المعاني الموجودة في الخطاب قوية جدا، تشمل الجانب الديني والروحي والقرآني والاجتماعي والاقتصادي، كما تطرقت إلى أمن البلاد وحمايته ضد الأفكار المغرضة والتدين المغشوش وخطاب الكراهية والإقصاء الذي يهدف إلى تقسيم المجتمع».
وصرح الوزير للصحفيين على هامش الأسبوع الوطني للقرآن الكريم والمسابقة الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره أنّ الرسالة التي وجهها الرئيس بالمناسبة «تمثل عشرين سنة من الرئاسة والوفاء والاستمرار في خدمة كتاب الله».
كما قال الوزير عيسى: وحسب تقديري وأنا أشرف على قطاع الأئمة، أحسست بشرف كبير أنّ رئيس الجمهورية يتكلم ويخاطب باسم الدولة السادة الأئمة الذين سقطوا شهداء بالمحراب وهم يدافعون عن الجزائر بخطابات الوسطية والاعتدال ومحاربة خطاب الكراهية والعنف والإرهاب.
عن المبادرة الخاصة بإرسال عائلات الشهداء 114 إلى البقاع المقدسة بمعدل فردين من كل عائلة وذلك بمجموع 228، أعلن عيسى أنها ستتحول إلى سنة حميدة، تحرص أسرة الشؤون الدينية والأوقاف على اتباعها في كل سنة، كما كشف أنه أبرق إلى جميع المديرين الولائيين لتدارس كيفيات بناء خطة لتكريم المعنيين وإعطائهم المكانة اللائقة بهم، خلال مختلف النشاطات الدينية.
وعاد الوزير ليؤكد أن هذا الاعتراف الأول من نوعه منذ المأساة الوطنية، يدخل ضمن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وفاء واعترافا بالمبادئ التي من أجلها فقدوا حياتهم، داعيا الأئمة أن يتعاهدوا مع الله عز وجل من أجل الدفاع عن الجزائر ويجعلوا من المساجد منبرا ومؤسسة لجمع الكلمة ورص الصفوف ودرء الفتن وخطاب الكراهية والإقصاء.
ونوه الوزير في سياق متصل بالأهمية الكبيرة التي أولتها الدولة الجزائرية للأئمة شهداء العشرية السوداء والاعتراف بهم، قائلا: «إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خصص فقرة كاملة لتكريم الشهداء والاعتراف بجهودهم داخل المساجد وفي المنابر، والتي تضاهي جهود الجيش وأسلاك الأمن والمواطنين الذين ذادوا ودافعوا عن الجزائر».
وحول مطالب نقابة الأئمة، قال عيسى إنّ مطلب رفع الأجور ليس في وقته في ظل الأزمة المالية التي تزداد حدّة شهرا بعد شهر وليس هناك في البرنامج مراجعة القانون الأساسي لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف ولا أي قطاع آخر، لكن كل المشاكل المهنية والاجتماعية للأئمة، الوزارة مستعدة لمناقشتها والاستماع إلى ممثليهم.
وأشار عيسى من جهة أخرى أن الوزارة أرسلت دعوة إلى الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف للحوار بشأن مشاكل المستخدمين، وإنما اختلفوا فقط في تاريخ اللقاء، داعيا النقابة إلى اختيار الوقت الذي يناسبها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة «لأن استقرار الإمام والمسجد من استقرار المجتمع» على حد تعبيره.
وبخصوص جديد مراسيم تطويب الرهبان الذين تم اغتيالهم في الجزائر خلال العشرية السوداء والتي ستجرى في كنيسة سانتا كروز بمدينة وهران يوم 08 ديسمبر الجاري أشار معاليه إلى تأكيد الكرسي البابوي بأنه فوض الكاردينال «بيشو» بدرجة وزير ليمثل سماحة البابة في التطويب، مشيرا إلى أنه  سيحل بأرض الجزائر قادما من الفاتكان يوم الخميس 06 ديسمبر، وسوف يقوم بمراسيم التطويب يوم 08 ديسمبر مرفوقا بوفد من رجال الدين المسيحيين.
وأوضح أنّ اللجنة الوطنية لشعائر المسلمين أقرّت هذا الاحتفال بموافقة الرئيس، وأنّ الجزائر قدمت جميع التسهيلات للكنيسة الكاثوليكية، كدليل إضافي على أنّ «الجزائر لا تقصي الآخرين، وأنها تحاور من أجل السلام والعيش معا»، مبينا أنها «مبادرة دينية مسيحية تسير وفق قوانين الجمهورية الجزائرية، التي تقرّ في المادة 47 من دستورها بحرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية في إطار قوانين الجمهورية».
وعن إمكانية رفع حصة الجزائر من الحج إلى 42 ألف دفتر، قال إنّ رفع الحصص يتم بقرار يصدر من مجلس وزراء السعودية، وبمقتضاه يراسل وزير الحج والعمرة السعودي نظراءه في العالم الإسلامي، يطلب منهم تقديم اقتراحات جديدة، وحينئذ يجب أن تكون لدينا وثيقة رسمية تدل على أنّ تعداد السكان بلغ 42 مليون لنطالب بـ 42 ألف مكان، لكن المملكة لم تبادر بهذا، وبالتالي أنا لا أنتظر رفع حصة الجزائريين، لكن انتظر منحة تشابه المنحة التي شهدتها السنة الماضية من خلال إضافة 1000 حاج.
وفيما يتعلق بالأشخاص المعنيين بهذه المنحة، أوضح أنّها ستوزع بقرار من رئيس الجمهورية، بهدف استدراك القوائم الإضافية، مشيرا إلى مبادرة الرئيس التي تشمل المواطنين الذين تفوق أعمارهم 70 سنة وكل من شارك في قرعة الحج 10 سنوات وما فوق، من خلال تخصيص قرعة خاصة، والتي طبقت لأول مرّة في سنة 2015 بـ 1500 دفتر حج لهذه الفئة ثم 2000 دفتر في موسم 2018.
ونوّه في هذا الصدد إلى أن الوزارة تنتظر نتائج قرعة الحج 2019 والإعلان عنها، قبل لقاء يجمعه بوزير الحج والعمرة السعودي بتاريخ 16 ديسمبر بالرياض، ليتم بعدها إعداد التقارير ورفعها إلى رئاسة الجمهورية، من أجل إصدار قرار إجراء قرعة ثانية.

اعترافا بجهوده في رعاية الأسبوع الوطني للقرآن الكريم
شيوخ الزوايا وأئمة مساجد وهران يكرّمون الرئيس بوتفليقة

تقديرا لدوره في رعاية الأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي بادر به منذ الألفية كُرّم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من طرف شيوخ زوايا وأئمة مساجد وهران والذين مثلهم المجاهد الإمام عبد المالك بن يوسف.
وأشيد في التكريم بالإنجازات المحققة على كافة الأصعدة والمجالات منذ توليه الحكم في سنة 1999 ومرافعته باستمرار من أجل المرجعية الدينية والوسطية في الإسلام الذي يدعو إلى التعايش والتسامح بعيدا عن التطرف والكراهية والفتنة.
براهمية.م