طباعة هذه الصفحة

حصادالأسبوع

عرس العربية، الحركى ينتفضون واسماك تندوف في تونس

بقلم : نور الدين لعراجـــي
19 ديسمبر 2018

 عندما خير المجرم ديغول وهو يجسد مشاريعه الاستيطانية على ارض الجزائر، مابين بترول الصحراء واللغة الفرنسية، أجاب دون تفكير اختيار الفرنسية ذريعة الاستعمار،  لذلك عمد في مراحل الثورة الى ادخال العديد من الاصلاحات، على الإدارة الفرنسية، حيث خصص لها مصالح خاصة، تعتني بتكوين جيل ما قبل الاستقلال بلغة افرنجية، تم غرسها كخلاص أخير في وجه العربية، التي تعني الانتماء والهوية بأبعادها الثلاثة الاسلامية، الامازيغية والعربية.
ولان ديغول كان يدرك جيدا، ان ساعاته الاخيرة بعد اتفاقيات ايفيان، خسرانه لمطالب ظل متمسكا بها، كبقاء الانتداب الفرنسي على حاسي مسعود والمرسى الكبير، لجأ الى تأكيده وحرصه على فرنسة الادارة الجزائرية التي ظلت الى اكثر من نصف قرن تمارس غطرستها بكل تبجح قولا وكتابة، رغم دستورية العربية في جميع الادارات.
لا اود الحديث عن العربية كوسيلة اتصال وتخاطب، لأنها لغة القرآن الكريم حيث نزل عربيا على لسان عربي، فالغرب اليوم يتدارسون آياته ويتعلمون ابجدياته، ليخوضوا في اكتشافات العلوم الدقيقة التي تحدث عنها القران، منذ اربعة عشر قرنا، وعوض ان تكبر هذه اللغة في قلوب اوطانها، ويكون لها في كل بيت عريس يحفظ ماء وجهها، هاهي اليوم تحتفي بيومها العالمي دون عريس يكفل حرمتها، فصارت لغة الفلسفة والأدب لا غير، وتدهورت مرتبتها بين لغات العالم الاخرى الى الدرجة السادسة عالميا.
- ايها الشهداء هل تعلمون ان الاوغاد من الحركى والكولون وأبناء القومية  صاروا يتحدثون عن ارضهم الخصيب، فهم يحلمون بالعودة الى ارضكم التي سقيتموها بدمائمكم، يقول لنا بعد 64 سنة، ان الارض لهم ويحق لهم العودة اليها.
- تصدر تندوف 50 طنا من الاسماك الى الجارة تونس، حيث تنتج ما يقارب 350 طن من مختلف الأنواع مفارقة عجيبة وانجاز تاريخي علينا تثمينه والتأكيد على مهنية هذه المهارات الشبانية التي تقوم بذلك في الجنوب الصحراوي الكبير، وليس في الشمال، حيث البيئة تختلف تماما، تجربة تشكل دفعا قويا للاقتصاد الجزائري داخل احواض المياه العذبة، ومزارع الاستزراع تمكنت من التأقلم مع الطبيعة الصحراوية، وأصبح الانتاج اكثر تنوعا لشعبة تربية المائيات.
الغريب في الأمر أنه عندما يذهب المواطن الجزائري الى هناك يتناول هذه الاطباق بأسعار معقولة في متناول الجميع، عكس ماهو موجود عندنا، حيث يصل سعر السردين الى اقصى ذروته، بعدما كان في سنوات ماضية هو غذاء الفقير “الزوالي” فأين يكمن الخلل يا ترى ؟  
- رحلة المجهول لا تزال مستمرة رغم اخطارها، اكثر من 800 شاب حراق جزائري في ظرف شهر عبروا مضيق البحر ونصفهم، أو ما يقارب صاروا في عداد المفقودين لا جثثهم لامست اليابسة ولا أخبارهم نشرت على بيان تداولته الصحافة، بأنهم وجدوا في عرض المحيط، لتطمئن قلوب أمهاتهم ويشفى غليلهن في البحث عن فلذاتهن، فمتى تتوقف رحلة قوارب الموت ؟