طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

لكي لا ننطفئ

بقلم: أسامة إفراح
30 ديسمبر 2018

مرت سنة 2018 بأفراحها وأقراحها.. مرّت وانقضت والكثير من القضايا في المجال الثقافي ما تزال عالقة.. قضايا مثل كيفية استعادة الجمهور إلى المسرح، مشاكل الإنتاج السينمائي، نقص بل وانعدام التوزيع، شكاوى الفنانين ومطالبتهم بقانون واضح وصريح، خرّيجو معاهد الموسيقى ومدارس الفنون التشكيلية الذين لا يجدون عملا، وبالمقابل نقص المؤطرين في مجال التربية الفنية الذين باستطاعتهم اكتشاف المواهب وصقلها منذ الصغر.. عدم استفادة الأطفال من مادة ثقافية مدروسة موجهة لهم، معاناة الكنوز الأثرية من الإهمال تارة، ومن التخريب والنهب العمدي تارة أخرى، معاناة الناشرين مع المطابع، والمؤلفين مع الناشرين،  القارئ مع هؤلاء جميعا.
ليست المشاكل ما ينقص هذا القطاع، ولكن ذلك لم يمنع العديد من ذوي النوايا  الطيبة، الذين لم يكتفوا بلعن الظلام، وحاولوا، كلّ في موقعه ،إشعال شمعة تنير الدرب وتلغي الفوارق وتنسينا حلوك العوائق.
لقد مرّت سنة 2018، ببساطة لأن هذه هي سنّة الله في خلقه.. فالوقت يمضي ولا نتحكم فيه، والشيء الوحيد الذي يمكننا أن نتدخل في شكله ومضمونه هو أفعالنا. ولعل من يشعلون شموع الأمل قد أدركوا قيمة العمل، لذا وجب علينا، ونحن نبدأ سنة 2019، أن نشكرهم ونشدّ على أيديهم، لأن الأصعب من إشعال شمعة، هو الإبقاء على نورها، وحمايته لكي لا يخبو.. وجب علينا مساعدتهم، لكي لا تنطفئ الشموع.. ولكي لا ننطفئ نحن معها..