طباعة هذه الصفحة

سنة أخرى تمر

فتيحة كلواز

هي سنة أخرى تمر لتوضع في رفوف الذاكرة وتصنف بالبنط العريض في خانة الماضي... ، سنة مرت بحلوها ومرها انتظرنا فيها تحقيق أحلام وأمال كثيرة ولكن غالبا ما كانت الحياة معادلة صعبة لا تعطي المرء ما يحب وان فعل المستحيل لتحقيقه غير أنها في الوقت ذاته تعلمنا في كل يوم يمر سرّها الذي يحول ظلمة القلب وحزنه إلى فرح وسعادة ، سر بسيط أتقنه وتناسا الإنسان منذ الأزل فالسعادة حاضر نشعر به في ابسط تفاصيل الحياة التي نعيشها، سعادة تسكن داخلنا ونحن فقط من ننشرها حولنا، لذلك علينا تعلم كيف نبحث عنها داخلنا لان القلب كان دائما حضنها الدافئ في كل مرحل يعيشها الإنسان.
2018 سنة واصلت  المرأة فيها معركتها ضد الذهنيات التي سجنتها في دورين مهمين هما الزوجة والأم وما عداهما لا يليق بها، هي امرأة وضعت أمامها حقيقة أنها نصف المجتمع وقوته وسر تطوره فحملت على عاتقها مهمة وطن كان لها طوال وجوده  بصمة راسخة وواضحة في تاريخه الإنساني.
ورغم كل الانجازات والمكتسبات القانونية التي حققتها المرأة والتي أشاد بها الاتحاد الاروبي مؤخرا خاصة فيما يتعلق مكافحة العنف ضد المرأة ، إلا إن الواقع يحتاج إلى كثير من العمل من اجل ترسيخ ذهنية تقبل المرأة كعضوفعّال في المجتمع، فقد أكدت الإحصائيات الأخيرة أن أكثر من 7 آلاف امرأة تعرضت إلى التعنيف كان اغلبها في داخل الأسرة ما يعكس أهمية الاهتمام بالروابط العائلية والعلاقات الأسرية من اجل ترقية المرأة وحقوقها لذلك كانت هناك حملات تحسيسية لإعطاء الفرد المعطيات الجديدة في التحول الاجتماعي الذي تعرفه الجزائر .
هي سنة أخرى تمر نحتاج فيها إلى تجاوز الأرقام التي نصنع بها الصفحات الأولى للجرائد والمواقع الالكترونية حتى نستخلص الدروس ونضع الحلول اللازمة لنعطي المراة جوهرها الذي يليق بها.