طباعة هذه الصفحة

تنظمه الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي تحت شعار «يناير، هوية وطن»

تيزي وزو تحتضن الملتقى الوطني الثالث للقصيدة الأمازيغية

أسامة إفراح

انطلقت أمس الأربعاء بمكتبة المطالعة العمومية لولاية تيزي وزو فعاليات الملتقى الوطني للقصيدة الأمازيغية في طبعته الثالثة، الذي ينظمه مكتب الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي لولاية تيزي وزو بالتعاون مع مديرية الثقافة للولاية. وقال الشاعر توفيق ومان رئيس الجمعية لـ»الشعب» إن هذه التظاهرة تأتي «لتثبت الجمعية حضورها في احتفالات يناير 2969 كعيد وطني، حيث حملت هذه الطبعة الثالثة شعار «يناير هوية وطن».

شهد الملتقى في يومه الأول تكريم ثلاث من شعراء «عرفانا وتقديرا لمجهوداتهم في خدمة الموروث الأمازيغي والمحافظة عليه»، ويتعلق الأمر بمحمد بهرام، اعمر عكريش وفضيل آيت حمو. كما تضمن البرنامج قراءات شعرية لشعراء قدموا من ولايات مختلفة على غرار البويرة، بومرداس، خنشلة، تيبازة، وتمنراست. وقد حضر الافتتاح الرسمي ممثلو الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي يتقدمهم رئيس الجمعية توفيق ومان وأمينها العام ناصر مباركي، وكذا ممثلو السلطات المحلية لولاية تيزي وزو.
أما اليوم الخميس فسيشهد جلسة علمية تحت عنوان «أنثربولوجية الأدب الأمازيغي»، حيث سيحاول أكاديميون وباحثون من جامعتي تمنراست وتيزي وزو أن يعالجوا مسألة الأدب الأمازيغي من الناحية الانثروبولوجية، بالتطرق إلى زوايا مختلفة. على أن تختتم بعد ذلك فعاليات هذه الطبعة الثالثة بقراءات شعرية لشعراء المشاركين، يعقبها تسليم الشهادات وقراءة التوصيات من طرف الأستاذة فروجة نايت علي رئيسة مكتب الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي لولاية تيزي وزو.
اغتنمنا فرصة حديثنا لرئيس الجمعية توفيق ومان، وسألناه عن جزء من السياق الذي يأتي فيه هذا الملتقى، من حديث عن وجود متغيرات لغوية مختلفة تنضوي تحت غطاء اللغة الأمازيغية، وإن كان قد لوحظ وجود اختلافات فارقة بين إبداعات المشاركين في التظاهرة، وأجاب ومان بأنه لا اختلاف يُذكر في الأصل والصميم، ولكن «الاختلاف يظهر في النطق وتغير الكلمة الأمازيغية من الناحية الأكاديمية، أما من الناحية الثقافية والموروث والعادات فنجد أنها هي نفسها».
سألنا ومان عن إمكانية توسيع التظاهرة لتصير شمال أفريقية، وتجمع شعراء أمازيغ من دول الجوار، وقال رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي: «نعم فكرنا في ذلك بعد أن نرسخ هذا الملتقى.. فكرنا في جعله مغاربيا، وهنا يدخل عامل الإمكانيات فقط، وسيكون ذلك في السنوات القادمة إن شاء الله لأننا نشترك في العديد من الأشياء والخصوصيات». وأكّد ومان على المكانة التي صار الملتقى يتمتع بها، ووجود شعراء من خارج الجزائر مهتمين بالمشاركة، وقال: «الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي دائما ما تكون رائدة سواء على المستوى الوطني أو العربي، حيث أنها هي المؤسس الأول في الوطن العربي كله للملتقى العربي للأدب الشعبي، وكذلك هي الرائدة في تأسيس الملتقى الأمازيغي على المستوى الوطني والمغاربي، وللعلم فإن هذا الملتقى يلقى اهتماما كبيرا من طرف أشقائنا المغاربة والليبيين».
واعتبر ومان أن دسترة الأمازيغية وترسيم يناير كيوم وطني «شيء جميل يرسّم ويحافظ ويرقي ثقافتنا وهويتنا الأصيلة»، كما أن ذلك «مكسب حقيقي لتراثنا وهويتنا التي نعتز بها لأنها هي ماضينا وحاضرها ومستقبلنا»، مضيفا أن في اختيار هذه المناسبة موعدا لانعقاد الملتقى يأتي ليترجم «اهتمامنا بكل ما هو ثقافي وتراثي في مسار أجدادنا الأولين الذين تشبثوا بأرض اسمها الجزائر».