طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تنقل انشغالات المستثمرين في الرخام، الخزف والحجر الطبيعي

المنتوح الوطني في حركية بعد قرار حظر الإستيراد

فريال بوشوية

رغم كسبه رهان الجودة والتصدير، يواجه عزوفا وطنيا

باتخاذ السلطات العمومية قرار الحد من استيراد الرخام والخزف في محاولة منها لتشجيع الإنتاج الوطني، أعطت دفعا غير مسبوق للإنتاج الوطني وترتب عن ذلك فتح العديد من الورشات لإنتاج هذه المواد، منافسة تسببت في كساد المنتوج الوطني أمام منتوج مستورد من الدرجة الثانية والثالثة يباع بأغلى الأسعار، غير أن الهاجس الذي تواجهه هذه الشركات في القطاعين العام والخاص على حد سواء بطء الإجراءات الإدارية التي يستغرق في بعض الأحيان سنة كاملة للحصول على وثيقة، وكذا العقار الصناعي ليحولوا ورشاتهم إلى مصانع، لرفع حصتهم من السوق الوطنية التي لا تتجاوز 25 بالمائة.

الصالون الدولي للحجر الطبيعي والرخام والخزف والعتاد المنظم من قبل شركة «سي جي كوم ايفانت»، والذي اختتمت فعاليته أمس، بالمركز الدولي عبد اللطيف رحال، كان سانحة لعرض المنتوج الوطني وكذلك المنتوج المستورد، وأيضا للمتعاملين لبحث فرص الترويج لمنتوج أكثر جودة بكثير من ذلك المستورد ما تزال أسعار مرتفعة نوعا ما لنقص اليد العاملة المؤهلة ومحدودية الكيات المنتجة في المادة المصنعة، وفق ما أكده مختلف المتعاملين الذين اقتربت منهم «الشعب» بالمناسبة.

المسير رضا حارونين:
«سوبر ستار» بخطوات ثابتة في صناعة الحجر الطبيعي للتزيين

سوق إنتاج الرخام ومشتقاته والحجر الطبيعي واعد في الجزائر، يفتح واعدة كبيرة أمام المستثمرين المهتمين، وفرص عمل كبيرة ومضمونة، قياسا إلى ورشات البناء الكثيرة المندرجة في إطار انجاز براج سكنية ضخمة، سواء تعلق بالبرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية أوالبناء بمختلف الصيغ الأخرى، وبات المجال مفتوح تماما أمامهم ليس فقط لتغطية الطلب المحلي، بل للتصدير كذلك علما أن الرخام الجزائري من أجود النوعيات في العالم، ومنتوجات لا يتم التمييز بينها من حيث النوعية والجمال وبين المستورد.
رضا حارونين شاب جزائري أراد رفع التحدي، بإنشاء شركة «سوبر ستار» بورشة تمتد على مسافة لا تتجاوز 2000 متر ببراقي، يعتزم تحويلها إلى مصنع كبير ينتج أجود أنواع الحجر، تحول إلى الإنتاج بعدما تم اتخاذ قرار تقليص استيراد هذا النوع من المواد لتقليص فاتورة الاستيراد من جهة، ولتشجيع المنتوج الوطني في إطار مقاربة جديدة للاقتصاد الوطني من جهة أخرى.
البداية وفق ما أكد رضا، عندما كان طالبا رفقة أشقائه يساعدون والدهم في محل صغير متخصص في بيع الخزف والحجر من منتوج محلي، وتدريجيا تم توسيع نشاطهم إلى الاستيراد من اسبانيا والبرازيل والصين ومن مختلف دول العالم، وبعد ما قررت الدولة دعم الإنتاج الوطني بتقليص الاستيراد، فكر الشاب رضا في إطلاق إنتاج الحجز الطبيعي والرخام، وأسس شركة «سوبر ستار» بعد تشجيع كبير من والده.
 وشرعت شركة «سوبر ستار» في الإنتاج حديثا، وتحديدا قبل 8 أشهر تتقدم بخطوات ثابتة من خلال إنتاج كميات مجددة يتم تجريبها على أن يتم مضاعفة الإنتاج تدريجيا، وذلك بعد توسيعها من ورشة صغيرة إلى مصنع كبير بمجرد الحصول على عقار مناسب، لماذا مصنع لأن صناعة الرخام الذي يأتي في شكل كتل كبيرة يحتاج إلى مساحة كبيرة والى كما أنه يستهلك كمية ماء كبيرة ويحتاج الى محول كهربائي خاص بتوتر عال، كل ذلك من أجل المساهمة في تغطية الطلب على الحجر الطبيعي وتصديره لاحقا، علما أن المواد المستخدمة في الإنتاج محلية بنسبة 100 بالمائة، غير أن أول إشكال يتم مواجهته حاليا نقص اليد العاملة المؤهلة، مبديا رغبته في التعامل مع مدرسة الفنون الجميلة.
وفي غضون ذلك يعمل صاحب المؤسسة على تكوين العمال في ورشته، يسافر ويطلع على التجارب وينقل التجارب والخبرات التي يتم الاعتماد عليها في محاولة لتقديم الأحسن ، ويتم العمل لتطوير أحسن وأجمل أنواع الحجر، لتسويق منتوج المؤسسة ليس في الجزائر فقط وإنما لتصديره، وتتراوح أسعار المنتوج ما بين 7500 دج و10000 دج سعر يبقى مرتفع نظرا لاستعمال مادة لاصقة غالية الثمن، غير أن المؤسسة وجدت المادة وفق توضيحات مسيرها بسعر تنافسي ستلجأ إلى استخدامها، الأمر الذي سيترتب عنه انخفاض في الأسعار.
من جهته مدير التسويق بالمؤسسة حسين شاتور، أوضح بأن الأخيرة تقوم برسكلة بقايا الرخام والحجر الطبيعي، لإنتاج حجر تزيين يستعمل داخل البيوت وخارجها بالاعتماد أساسا على مواد أولية جزائرية تأتي من مختلف المحاجر، يتم تشكيلها باستعمال عدة مواد أومادة واحدة، تنتج كميات محددة تقوم بتسويقها لتجريبها، تراهن فيها على الجودة، لخوض تجربة التصدير لاحقا بعد رفع كمية الإنتاج.

مدير وحدة حجر التزيين عبد الكريم بن حميدة:
المؤسسة الوطنية للحصى تعتزم رفع إنتاجها 37 ألف طن في 2019

وأوضح مدير وحدة حجر التزيين بالمؤسسة الوطنية للحصى عبد الكريم بن حميدة، أن الشركة العمومية الموجودة منذ الثمانينيات، كانت تنتج الحبيبات ورمال المحاجر وأطلقت منذ حوالي 10 سنوات فرع جديد ممثلا في تصنيع الحجر، وتقوم باستخراج وتحويل الحجر الطبيعي، في تجربة جديدة تعتمد في ذلك على المواد الأولية التي تستخرجها من 6 مناجم متواجدة بـ 3 ولايات في رواق لا يتعدى 160 كلم فقط، لديها محاجر تابعة لها 2سيدي بلعباس و2 تلمسان وأخرى بعين تموشنت وواحدة بوهران.
ويتوقع أن يضاهي إنتاج هذه الشركة العمومية 15 ألف متر مكعب في غضون العام 2019 ، أي حوالي 37 ألف طن، يضاف إليه الإطلاق الوشيك لاستثمار ضخم سيؤدي إلى مضاعفة الإنتاج، لافتا إلى أنه وبعد توقيف الاستيراد أهم انشغال واجهه المستثمرون نقص المعرفة، من أجل ذلك استقدمت الشركة خبراء لتكوين عمالها في العام 2018 ، حاليا حددنا احتياجاتنا وسنقتني عتاد إضافي ما يؤدي إلى تضاعف الإنتاج.
واستنادا إلى ذات المسؤول، فان الشركة الوطنية للحصى سطرت هدفين جوهريين، الأول يخص المساهمة بقسط كبير في تلبية حاجيات الجزائر من الرخام والحجر الطبيعي، علما أن كل المؤسسات من قطاع عام وخاص لا تتجاوز مساهمتها في تغطية الطلب الداخلي 25 بالمائة في أحسن الأحوال، أما الهدف الثاني يخص تصدير المنتوج الجزائري المطلوب بكثرة، لافتا إلى أن هناك طلب أوروبي كبير على الرخام فاتح اللون الذي تم استعماله في مسجد الجزائر بكمية قدرها 2000 متر ، وهناك طلب كبير على الرخام الأسود من قبل الصينيين.
وبخصوص الأسعار فإنها تختلف من منتوج إلى آخر، لكنها تتراوح ما بين 2000 و6000 دج، علما أن الشركة تطبق نفس الأسعار على زبائنها بين الخواص والمؤسسات، أسعار معقولة قياسا إلى نوعية المنتوج الذي تنفرد به الجزائر، وكانت المؤسسة التركية التي قامت بعملية إعادة تهيئة مسجد «كتشاوة»، قد اقتنت المآذن والمواد المستعملة في المساحات الخارجية من هذه الشركة.
ولعل المشكل الذي يواجه جميع المؤسسات من القطاعين العام والخاص على حد سواء، البيروقراطية بسبب بطئ الإجراءات الإدارية، فخلال المزاد يتم اقتناء محاجر وتقوم المؤسسات بدراسات استكشافية للمناجم، وبعد تحديد الأخير ووضع ملف لاستغلاله قد يتم انتظار سنة كاملة ويكون الرد سلبي في نهاية المطاف من قبل اللجان الولائية.

مسير شركة وفاق روسيكاد صابري حماني:
توسيع الاستفادة من الصفقات العمومية الى كل الشباب

شركة وفاق روسيكاد من سكيكدة كانت حاضرة بقوة من خلال منتوجها، ولعل ميزتها القيام بمختلف الانجازات بدء من الدراسات وتخصصها تحويل الرخام، وتم تنويع التخصص نظرا لقلة المشاريع الكبرى الطلب على منتوجات التزيين، إذ لا يتجاوز عدد المشاريع التي تتحصل عليها سنويا، نظرا للاعتماد على خبرات الأجانب من ايطاليين وسوريين، وعادة ما تلجأ الى خدماها في تزيين المساجد والمحاكم وفق ما أكد صاحبها صابري حماني وهوشاب خاض تجربته بنجاح بالاعتماد على نفسه.
وطرح صابري حماني مشكل العقار الذي يواجهه، ما يجبره على الكراء ورغم ذلك يواجه مشكل الإزعاج وبالتالي لا يمكن العمل وسط نسيج عمراني، وأقر بأنه لم يودع طلبا إلا أن زملاءه أودعوا طلبات ولم يتحصلوا عليه، وبالنسبة له فانه توجه إلى وكالة العقار لتوجهه إلى المنطقة الصناعية، الا أنها تؤكد عدم وفرة العقار.

الممثل التجاري البشير يوسف:
 المجمع «سيرام ديفاندوس» يصدر 60 بالمائة من منتوجه في 2022

واقترح حماني توسيع الاستفادة من الصفقات العمومية إلى كل شريحة الشباب، في إشارة إلى الشباب الذين يبادرون بوسائلهم الخاصة، وعدم اقتصارها على فئة الشباب الذين أقاموا مشاريع في إطار دعم تشغيل الشباب، كما ناشد بوضع حد للبيروقراطية التي تعتبر هاجسا حقيقيا،
الممثل التجاري البشير يوسف ممثل مجمع «سيرام ديفاندوس»، شركة عمومية تنشط منذ 41 سنة مقرها بوهران، ووحدتين 4 وحدات 3 متخصصة في إنتاج عتاد الحمام وأخرى تنتج مربعات الخزف، أشار إلى أن 80 بالمائة من المواد المستعملة ممثلة في الطين يتم استيرادها، قدرة إنتاجها حاليا إلى مليون ونصف وحدة عتاد الحمام، و2 مليون و200 متر من مربع الخزف سنويا، على أن يقفز الإنتاج من الأولى إلى 2.8 مليون وحدة سنويا.
وحسب ممثل مجمع «سيرام ديفاندوس»، فان الأخير لم يتأثر أبدا بالاستيراد لأن نوعية المنتوج جيدا، وتناهز حصة المجمع في السوق الوطنية ما لا يقل عن 32 بالمائة، وتتراوح الأسعار ما بين 8 و10000 دج لكل عتاد الحمام في النوع الاقتصادي، والنوع الفخم تصل كأحد أقصى إلى 45 ألف دج، وتم استحداث منتوج جديد ممثلا في مرحاض مكون من قطعة واحدة مع خزان المياه، سيسوق ابتداء من أفريل المقبل على أن يتجاوز سعره 10 آلاف دج.
ويعتزم المجمع تصدير 60 بالمائة من منتوجه في حدود العام 2022 و2023 ، وتم القيام بتجربة تصدير إلى السينغال ما يعادل حاويتين نهاية 2018 كتجربة، للدخول إلى الأسواق الإفريقية وتحديدا الدول القريبة من إفريقيا.

المسؤول التجاري ب ـ «سوال للاستغلال المنجمي» مهديد:
المنتوج الوطني يواجه عزوفا رغم جودته

من جهته، المسؤول التجاري على المستوى الوطني والدولي بمؤسسة «سوال للاستغلال المنجمي» مهديد خليل، أشار إلى أن الشركة تنتج وتعتزم تصدير أحد أجود المنتوجات من الرخام الموجود في الجزائر بقوة في الجزائر التي تنفرد بالمرتبة الثالثة بعد ايران وأفغانستان ويتعلق الأمر بـ»لونيكس»، وهومسوق حاليا يستعمل في المنازل والقصور والتزيين والرخام إلى جانب منتوجات أخرى سيتم إنتاجها بعد فتح متاجر جديدة، وقبل ذلك تعتزم المؤسسة التي تم انشاءها في العام 2009 ولم تتمكن من الإنتاج إلا في العام 2016 بسبب بطء الإجراءات الإدارية.
وتعتزم الشركة المتخصصة في إنتاج الرخام وكذا منتوجات أخرى من باب التنويع، المساهمة بقوة في تغطية الحاجيات الوطنية من المنتوج المطلوب بكثرة، والتوجه إلى التصدير لا سيما وأن الطلب كبير على رخام «اللونيكس» من الخارج، عكس الداخل إذ يتم تفضيل اقتناء المنتوج المستورد على المنتج محليا، رغم أنه يفتقد إلى الجودة فيما هناك عزوف عن المنتوج الوطني ذوالنوعية الجيدة.

مدير وحدة سكيكدة عبد الوهاب مدرة:
إدراج اقتناء المنتوج المحلي  في دفاتر الشروط

وطرح عبد الوهاب مدرة مدير وحدة سكيكدة التابعة للمؤسسة الوطنية للرخام، التي تنتج أساسا الرخام في شكل كتل ومصنع والحصى، إشكالية هامة ممثلة في مواجهة مشكل الأسعار غير المنصفة، لأن الرخام الجزائري ذوالنوعية الجيدة مكلف نوعا ما، وينافسه في السوق أسوء أنواع الرخام المستوردة، ما يؤدي إلى عزوف عن اقتناء المنتوج الوطني.
الشركة تتكون من 3 وحدات تنتج الكتل والحصى وأخرى تنتج الصفائح بما يعادل على 110 ألف متر مربع بكل الأنواع من الأخيرة، و90 ألف طن من الحصى، أما الكتل 114 ألف، وفي رده على سؤال يخص حصة الشركة من السوق الوطنية، أكد أنها مشكل لوجود منافسة شديدة من رخام مستورد يكلف أقل من المصنع محليا لافتقاده إلى الجودة، لافتا إلى أن بسكيكدة توجد 40 ألف متر مخزنة لأن الخواص يختارون الأقل سعرا في المصنع، فيما لا تواجه أي منافسة تذكر في إنتاج الكتل، واقترح في السياق التشجيع على اقتناء الرخام المنتج محليا في دفاتر الشروط.