طباعة هذه الصفحة

تقدّم عرضا ظهيرة اليوم بالرّواق الفني بباب الزوار

مجموعة “ديمو”...حينما تنطق الكلمات

أسامة إفراح

يحتضن الرّواق الفني “الزو آر” بالمركز التجاري باب الزوار عرضا لمجموعة “ديمو” ظهيرة اليوم السبت. وفي هذا الصدد، دعت عضو المجموعة حياة رحماني، في حديث خصّت به “الشعب”، إلى حضور العرض والاستمتاع بتجربة فنية جديدة. ويجمع عرض “ديمو” بين مختلف أشكال التعبير الفني، من القراءة والكتابة والرقص والأداء، و«السْلام” والشعر، والارتجال، والموسيقى والتصميم الصوتي..ويحاول العرض تقديم “قراءات ذات روح” و«مفعمة بحيوية وتعبيرية مضاعفة”.

يُلاحظ من تسمية “ديمو Démo” أنها تجمع باللغة الفرنسية بين “كلمات” واختصار كلمة “عرض”، وهو ما يعطينا فكرة عن فحوى ما تقدمه هذه المجموعة، التي تنشط في مجال “القراءة التصويرية La lecture scénique”.
وتقدم لنا حياة رحماني، الزميلة بالقناة الإذاعية الثالثة، نبذة عن المجموعة، التي تشكلت منذ قرابة السنة: “لقد فكّرت في تأسيس “ديمو” لأنني في عملي اليومي صحفية متخصّصة في الثقافة، ولاحظت من خلال مختلف التغطيات الثقافية نوعا من النقص في مجال الكتاب والقراءة، حيث نسجل حضور الموسيقى والمسرح والرسم والنحت، ممثلة في العديد من التظاهرات، فيما خصّصت تظاهرة واحدة أو موعد واحد في العام للكتاب وهو صالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض، بالمقابل لاحظت وجود جمهور متعطّش للقراءة والكتاب”.
وتضيف حياة: “فكّرت في تشكيل مجموعة تجمع بين الشعر والرواية والموسيقى في نفس الوقت، لأن الموسيقى بالنسبة لي همزة وصل بين كل الفنون، ولما تحضر الموسيقى فإنّ الرسالة تمر، وهذا نلاحظه كثيرا في السينما..قلت لنفسي لم لا نجمع بين مختلف الفنون، ونقدّم عرضا ما بين 45 دقيقة وساعة وربع في شكل قراءة لكتاب جزائريين وأجانب، وحتى لما نكتبه نحن لأنّ أربعتنا نكتب الشعر وربما هو ما لا يعرفه الجمهور عنا، إضافة إلى إبداع حول الصوت”.
وقد جمعت الإذاعة بين هذا الرباعي، المتكون من سهيلة بن علي، كريم والي، لطفي سيد وحياة رحماني، وفي هذا الصدد تقول محدثتنا: “الإذاعة هي أولا وقبل كل شيء الصوت، قلنا يجب أن يكون حضور للصوت بين الموسيقى والإبداع الصوتي عن طريق أصوات نسجلها في كل وقت، وإلباس صوتي بالموسيقى وآلات من القيتار إلى القمبري والجمبي والبندير والطار وغيرها”.
ليست الفكرة وليدة اليوم، بل هي نتاج تراكم لتجارب سابقة، بدأت حينما كانت حياة رحماني طالبة ترجمة بالجامعة المركزية بالعاصمة: “كنّا مع أصدقاء الجامعة نعشق المسرح، ولكن بالنظر إلى كثرة المادة الدراسية فكرنا في قراءة مقاطع من النص المسرحي وإلقائه أمام الجمهور، حتى وإن كان ذلك من الورقة، ثم فكرنا في إضافة السينوغرافيا والديكور والأضواء”، وتضيف: “سنوات بعد تخرّجي من الجامعة التقيت مجموعة أخرى من الأصدقاء من مختلف المهن والمشارب، وقمنا بتشكيل مجموعة نتشارك فيها اهتماماتنا ونناقش فيها قراءاتنا..حملت المجموعة حينذاك اسم La fabrique à lecture وتشكلت من قرابة 20 شخصا..ثم اتصل بنا منظمو حفلات وتظاهرات، وطلبوا منا تنشيط فترة ما قبل الحفل، واستقبلنا باستحسان هذا الاقتراح، وشاركنا في تظاهرات على غرار المهرجان الدولي للثقافات الأوروبية”.
ولكن عدد المجموعة الكبير حال دون اللقاء المتواصل نظرا لانشغالات الأعضاء، وبعد ركود دام حوالي السنة انسحبت حياة رحماني من هذه المجموعة، وفكرتْ في تأسيس مجموعة أخرى: “اقترحتُ ذلك على زملائي وقبل ذلك هم أصدقائي، وأعتبرهم من عائلتي الثانية، وبما أننا نعمل في نفس المجال فإننا نتفاهم مع بعض، كما أن اشتغالنا في الإذاعة سيضمن أن يكون ما نقدمه ذا نوعية في القراءة..شرحت الفكرة واستقبلها الزملاء بأريحية وفكرنا في اختيار النصوص لجزائريين وأجانب وشعراء، كما أننا نقترح أغاني شعبية وقصيد ولكننا لا نغنيها وإنما نقرؤها ونقدمها بطابع موسيقي جديد”.
قدّمت “ديمو” العديد من النشاطات على غرار مشاركتها في “ليلة الأفكار” التي ينظمها المعهد الفرنسي، إلى جانب أمسيات شعرية قراءة وموسيقى في المتحف الوطني للآثار القديمة شهر رمضان الفارط، ومرافقة افتتاح معارض فنانين تشكيليين برواق محمد راسم ومؤسسة فنون وثقافة.
مشاريع “ديمو” كثيرة وطموحة، فقد اتصلت بها جمعيات لتنشيط ورشات، وفي ذلك تقول حياة: “اقترحنا ورشات لتعليم الأطفال كيف يكتبون الحكاية، ويلي ذلك مشروع كيف يحكي الأطفال حكايات الكبار وكيف يحكي الكبار حكايات الصغار”..هي تصورات محمية لدى ديوان حقوق المؤلف، تقول حياة رحماني، التي حدثتنا أيضا عن إمكانية تسجيل ألبوم خاص بمجموعة “ديمو”.
قبل ذلك، تعمل المجموعة على إنجاح عرض اليوم برواق “الزو آر” الذي تشرف عليه أمال بن محمد “المتفتّحة على مختلف أشكال التعبير الفني”، تقول محدثتنا، مضيفة: “لقد حضّرنا برنامجا خاصا لأنّنا لأول مرة سنقرأ جميع كتاباتنا، من قصص قصيرة وشعر ومفاجأة خاصة كذلك..سيدور عرض مجموعة “ديمو” أيضا حول موضوع معرض الفنانين والذي يحمل عنوان Collage sans colle (لصق بلا غراء)، وقد حضّرت المجموعة تركيبا فنيا يتماشى وهذا المعرض الفني”.