طباعة هذه الصفحة

تفتح مرحلة جديدة من التعاون بين الكتلتين الجارتين

القمة العربية -الأوروبية تلتئم اليوم بشرم الشيخ

تنطلق اليوم الأحد بمدينة شرم الشيخ المصرية القمة العربية -الأوروبية الأولى، لمناقشة عدة ملفات هامة، تختص التعاون الاستراتيجي ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين.

تتناول القمة التي تستمر يومين في جلساتها الرئيسة والعامة سبل تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وسبل التعامل المشترك مع التحديات العالمية، وسيعقبها في نهاية الجلسات، صدور بيان ختامي يتناول توصيات القادة حول الملفات كافة.
وتلتئم قمة شرم الشيخ  بمشاركة 50 دولة، 21 عربية و28 أوربية. ويترأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، القمة التي يؤكد المتتبعون أنها «ستفتح مرحلة جديدة من التعاون بين الكتلتين الإقليميتين الجارتين».
 ومن المقرر أن تتناول القمة أيضا مجموعة كبيرة من المشكلات والتحديات المشتركة، مثل التعددية، التجارة والاستثمار، الهجرة، مواجهة الإرهاب، وأزمات منطقة الشرق الأوسط، وحسب سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إيفان سوركوش فإن 24 من زعماء دول الاتحاد الأوروبي سيحضرون قمة شرم الشيخ.

علاقات استراتيجية

وكان الاتحاد الأوروبي أصدر عشية القمة تقريرا شدد فيه على ارتباط البلدان العربية والأوروبية بتاريخ طويل من العلاقات الاستراتيجية تعززه رغبة الجانبين بتطوير التعاون من أجل تحقيق الطموحات المشتركة ومواجهة التحديات الآنية وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غيرالشرعية.
وتجمع القمة للمرة الأولى رؤساء دول وحكومات من كلا الجانبين، بالإضافة إلى مسؤولين رفيعي المستوى من الاتحاد والمفوضية وعلى رأسهم جون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وفيدريكا موغريني الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية.
قمة شرم الشيخ تلتئم في ظروف ميزتها تحديات فرضتها الأوضاع الإقليمية والدولية على البلدان العربية والأوروبية في ضوء ما يشهده العالم من أعمال إرهابية وتطرف وزيادة معدلات الهجرة وأيضا الحروب والنزاعات وحالة عدم الاستقرار، دفعت الجانبين إلى العمل على تعزيز تعاونهما حيث وقعا في عام 2015 مذكرة تفاهم للتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الودية والمتطورة.
وأكد تقرير الاتحاد الأوروبي أن «للعرب وللأوروبيين تاريخا طويلا ثريا من التبادل الثقافي والاقتصادي والتجاري والسياسي، بالإضافة إلى القرب الجغرافي والاعتماد المتبادل، مما ساهم في تأسيس علاقات قوية بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية».
كما شدد على أنه ومن خلال إطار العمل هذا أصبح الهدف المشترك هو «تطوير تعاون أوثق ومن أجل تحقيق الآمال المشتركة وصولا إلى السلام والأمن والازدهار في المنطقتين».
وتعقد الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي لقاءات منتظمة على مستويات مختلفة منها لقاءات المسؤولين رفيعي المستوى التي تنعقد بشكل منتظم خلال العام، حيث يلتقي سفراء السياسة والأمن الأوروبيون مع الممثلين الدائمين لجامعة الدول العربية سنويا، وتعقد لقاءات وزارية على مستوى وزراء الخارجية كل سنتين.
 كما يتعاون الجانبان في التعامل مع عدد من ملفات الأمم المتحدة مثل أجندة 2030 حول التنمية المستدامة والجهود العالمية لمعالجة التغييرات المناخية والحد من انتشار الأسلحة النووية.
كما يرتبط الطرفان بحوار سياسي يشمل ملفات إقليمية عديدة ومواضيع تحتل أولويات الأجندات لدى الطرفين ومن بينها عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب والهجرة والبحث عن حلول دائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.