طباعة هذه الصفحة

أمام حشد من العمال والنقابيين بالعاصمة

طاكجوت: الدفاع عن حقوق العمال أولوية والأمن والاستقرار الوطني خط أحمر

خالدة بن تركي

الحوار الإجتماعي ضرورة لعلاج المشاكل

أبرز الأمين العام للإتحاد الولائي للجزائرالعاصمة عمار طاكجوت، أمس، المواقف الثابتة للاتحاد منذ تاريخ تأسيسه سنة 1956 إلى غاية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان موقفه دفاعيا عن الجمهورية وكلفه تضحيات بأعز الرجال 600 نقابي بمن فيهم الأمين العام عبد الحق بن حمودة، وهي المرحلة التي كانت طريقا للدخول في المكتسبات التي يجب المحافظة عليها وكذا السلم والاستقرار الذي يعتبر مفتاح الوصول إلى الديمقراطية والمنافسة السياسية والتعبير عن الرأي الذي يعتبر حقا دستوريا يكفله القانون.هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان.
قال طاكجوت في كلمة بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات بمقر المركزية النقابية في ساحة أول ماي إن الاتحاد دخل في مرحلة امتلاك الجزائر للعديد من المكتسبات التي يجب المحافظة عليها وكذا الاستقرار والسلم لتحقيق الديمقراطية التي لا تكون إلا بتوفر العاملين السابقين وكذا المنافسة السياسية والتعبير عن الرأي الذي لا يعتبر معارضة كما يعتقد الكثيرون.
وعرج طاكجوت في الاحتفالية التي عرفت إقبالا كبيرا من طرف الاتحادات والنقابيين من مختلف ربوع الوطن على تخليد الحدث الذي يطرح التساؤل حول إمكانية الاحتفال بالمناسبة مستقبلا بالنظر إلى الصعوبات التي عرفها هذا الأخير قبل تأسيسه كون العملية لم تكن سهلة سواء تحت غطاء الاستعمار أو في البلدان المستقلة لأن التنظيم النقابي ليس بالأمر السهل وتأميم المحروقات واسترجاع السيادة يعتبر أمرا صعبا ويطرح أمامنا تصورات في حال ذهاب التنظيم النقابي السوناطراك والمحروقات وأخذها من طرف مؤسسات متعددة الجنسيات فماذا يبقى من ذكرى للجزائر.
بشأن تاريخ ذكرى تاسيس الاتحاد قال إنه يمكن تقسيمه إلى 3 مراحل في طريق الوصول نحوالرابعة كون المرحلة الأولى تمثل تأسيس الاتحاد في 56 في ظل الاستعمار على أساس  وأهداف الاستقلال الذي جاء بفضل تضحيات الرجال العظماء على غرار عيسات ايدير والمرحلة الثانية ما بعد الاستقلال وبناء الجزائر والبنية التحتية الصناعية الثقافية والزراعية  التي اثبت فيها الاتحاد مكانته من خلال تجنيد العمال وتحسيسهم بأهمية المرحلة التي كثرت فيها الاقاويل حول افتقار الجزائر إلى الإطارات.
وأشار ذات المتحدث إلى موقف التنظيم بعد الاستقلال الذي كان يقول إن الاتحاد العام ليس مرتبطا بالسياسة ودفع ثمنه غاليا بالاضافة إلى موقفه الصارم إبان الاستقلال بقوله «الاستقلالية من السياسة» وإن الاتحاد حر منظم يستجيب لمصالح العمال الذين يجهلون لحد اليوم أن ما حدث سنة 1956 هو انقلاب وكان للاتحاد العام موقف بقيادته، وأكد أنه ليس تصيححا ثوريا وإنما انقلابا وهوموقف يضاف إلى المواقف الإيجابية التي تحسب لصالحه.
وتحدث الأمين الولائي في نص كلمته عن الأشياء التي لم تتحقق والإنجازات التي حققت في الجزائر والتي تستدعي اليوم من الاتحاد أن يأخذ المبادرة للدفاع عن السلم والاستقرار وكذا مصالح العمال التي تتصدر قائمة أولويات النقابية المركزية وتحسين أوضاعهم وتحسين القدرة الشرائية واحترام قوانين العمل عند العام والخاص وهي الأمور التي يجب تطبيقها عند الاتحاد العام ولكن لا مساس بالاستقرار ولا بالأمن الوطني.
ودعا طاكجوت في الختام العمال لتحديد الأصح واختيار الأنسب، مشيرا أن أبواب الاتحاد ستظل مفتوحة أمامهم وأمام كل داع للخير ومحب للبلاد، متنميا أن تحمل السنة المقبلة كل الخير وأن يتم الاحتفال بهذه المناسبة في كنف السلم والأمان والاستقرار.

« الاختلاف تعبيرونقاش للاتفاق على الحد الأدنى »

وأكد طاكجوت على ضرورة فتح النقاش مع النقابات والعمال للحفاظ على الاستقرار الذي لا يختلف فيه وفي حال وجوده يجب أن يكون إيجابيا للوصول إلى الإيجابيات والاتفاق على الحد الأدنى من التفاهم والحوار مع بعض لتأمين البلاد والمحافظة على استقرارها.
وقال بشأن ما يحدث اليوم إنه تعبير عن الرأي ليس أكثر، كون أن التعبير حق دستوري يمنحه القانون لكل مواطن والاختلاف أحيانا يعتبر نقاشا وسماع الطرف والطرف الآخر لحل المشاكل المطروحة، موضحا أنه لا توجد دولة في العالم تخلو من المشاكل التي يجب حلها من خلال الحوار والنقاش الجماعي للحفاظ على السكينة، موجها رسالة عبر منبر «الشعب» إلى شباب اليوم أن يتحلى بروح الحوار والنقاش الإيجابي للوصول إلى التفاهم.