طباعة هذه الصفحة

مجاهدون يشيدون بخصال الشهيد:

بن مهيدي قامة كفاح لاسترجاع السيادة الوطنية

سهام بوعموشة

إعتبر المجاهد والوزير الأسبق محمد كشود الذكرى 62 لإستشهاد البطل الرمز محمد العربي بن مهيدي بالمناسبة الممزوجة بالألم كون في مثل هذا اليوم فقدت قامة من قامات كفاحنا التحرري، وتشعر الجزائريين بالإعتزاز لأن هذه القامة كانت القدوة الحسنة لنا ومن الذين عبدوا الطريق من أجل إسترجاع السيادة الوطنية.
وقف كشود في مداخلته، أمس، بالمتحف الوطني للمجاهد عند المحطات الهامة في حياة الشهيد السياسية والعسكرية، موضحا للمؤرخين الذين يريدون كتابة تاريخنا بطريقة موضوعية نزيهة خالية من التحريف، أن مهمة بن مهيدي الأساسية هي القيام بالعمليات الفدائية على مستوى العاصمة، مضيفا أن عائلة الشهيد لم تنتقل مباشرة إلى بسكرة بل انتقلت إلى مدينة الخروب بقسنطينة، ووالده كان يعمل بمصنع الدخان وقد فرضت عليه الإدارة الاستعمارية الضرائب، مما دفعه لإرسال إبنه العربي بن مهيدي عند خاله للدراسة.
وأكد كشود أن الشهيد كان رياضيا ماهرا مثقفا ومسرحيا، يحب مشاهدة الأفلام الثورية خاصة ولعه وتأثره بفيلم فيفا زباطا، ويحب تمثيل المسرحيات لأحد الكتاب الفرنسيين وقام بأداء دورها، كما كان الشهيد محبا لمطالعة الكتب التاريخية، وكان متدينا ولم يكن متعصبا يستشهد في حديثه مع رفاقه بآيات قرآنية خاصة الآية الكريمة«لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، ويدعوزملاءه العمل والإستعداد لإخراج الإستعمار الفرنسي.
وقال أيضا إن الشهيد شرب الروح الوطنية من حزب الشعب الجزائري، والتربية والتعليم على يد محمد العابد الجيلالي بمدرسة بسكرة، كما شارك في الكشافة الإسلامية، بحيث اختاره المناضل محمد عصامي بتكليف من المرحوم محمد بلوزداد الذي طلب منه اختيار شخصين أساسيين يتكفلان بتكوين أفواج لصالح المنظمة الخاصة. وقد إقترح عصامي العربي بن مهيدي الذي كان مناضلا منذ سنة 1942، على مستوى بسكرة والثاني هومصطفى بن بوالعيد على مستوى الأوراس.
ونظرا لكفاءة الشهيد أصبح نائبا على منطقة جنوب الشرق، وخلال الثورة عين على رأس الولاية الخامسة بوهران، مشيرا إلى أن بن مهيدي أول محرض على تنظيم إضراب الثمانية أيام ومن المدافعين عنه.
من جهته، أكد السفير والمجاهد صالح بن قبي، أن الشهيد كان فذا سواء من الناحية النضالية أوالأخلاقية، وشاءت الأقدار أن عايش أخاه الطاهر بن مهيدي.
واعتبر الأستاذ سي كروش هذه الذكرى بالمناسبة للتمعن في بطولات إحدى قادة الثورة الذين أعطوا لنا مثالا للتضحية، وقهروا العدو بخططه بابتسامته ونظراته.