طباعة هذه الصفحة

مصطفى عمار مش لـ «الشعب»:

الخطّاط الجزائري قادر على مسايرة الحركة الفنية العالمية

ورقلة: حاورته: إيمان كافي

 فن الخط موهبة تطوّرها الورشات والمسابقات الوطنية والدولية

 الخطّاط مصطفى عمار مش الذي ينحدر من ولاية ورقلة يعد من بين أبرز الفنانين المحليين، الذين جمعوا بين الريشة والقلم في تميز يمكن ملاحظته بشكل واضح من خلال أعماله الكثيرة، حيث يجسّد ذلك في عدة لوحات تحكي عن زخرفة تجمع بين جمالية وإتقان الخط العربي وجودة اختيار اللون لتعبر عن نصوص وآيات قرآنية أو شعر أحيانا.
يعتبر الفنان مصطفى مش أنّ مشاركاته في العديد من الورشات والمسابقات الوطنية كانت عاملا أساسيا لصقل موهبته كما أن احتكاكه بالعديد من الخطاطين الجزائريين والاستفادة من خبراتهم كان محفّزا له لاختيار الاستمرار في هذا النوع من الإبداع، وفتح باب الاحترافية أمامه على مصراعيه في هذا الفن، إذ أهّله ليكون أحد أعضاء المركز الثقافي للخط والزخرفة الإسلامية بالعراق، ويحوز على عدة جوائز وطنية وأخرى دولية.
-  الشعب: بداية عرّفنا بالخطّاط مصطفى عمار مش، كيف بدأت المسيرة؟
 مصطفى عمار مش: مصطفى عمارمش خطّاط جزائري من مواليد الفاتح من مارس 1974، ابن بامنديل بولاية ورقلة، أعتقد أنّني ورثت موهبتي من الوالد حفظه الله الذي كان صاحب خط جميل، ولطالما كبرت بين لافتاته التي كان يتفانى في كتابتها بإتقان، ذلك المنظر المبهر بالنسبة لي كان يعمّق إحساسا بداخلي بالفخر وقوة الانتماء معا، ومع المرور داعبت أناملي القلم فكنت أرسم وأكتب وأحاكي بعض اللوحات، كان التشجيع الأول من معلمي وأساتذتي، الذين اكتشفوا أن لي موهبة فنية حتى أنّي كنت دائم المشاركة في الكتابة على السبورة، وسميت آنذاك بـ«المعلم الصغير».
-   ما هي أبرز المحطّات التي تعتبرها مهمّة بالنّسبة لمسارك الفنّي تحديدا؟
  كانت المحطّة الفارقة في مسيرتي هي مشاركتي الأولى في مجال الخط العربي، التي جعلتني أقرّر أن أمشي في هذا الطريق باحترافية، وبفضل من الله وتشجيع الأصدقاء والأساتذة أجزت في الخط العربي من الأستاذ أحمد أبو نايف بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة.
تعرّفت من الكتب على أسماء عمالقة الخط العربي أبرزهم محمد شريفي وحامد الأمدي وشوقي وحليم وسامي وغيرهم ممّن ساهموا في تطوير الخط العربي عبر العصور في محطتي الأولى والثانية، والأهم بالنسبة لي هي أيام الخط العربي ببسكرة والمدية والأغواط التي كان لها فضل كبير في احتكاكي بخطاطي الجزائر والتعرف على تجاربهم، وكان الفضل الكبير للأستاذ والخطاط والأخ بولعراس الذي جمع شمل أغلب الأسماء.
أما المحطّة الثالثة والتي كانت مهمة جدا في مسيرتي هي المهرجان الدولي للخط العربي بالجزائر منذ طبعته الأولى 2007، حيث التقيت بأغلب الأسماء العالمية ومن كل الجنسيات وقد كانت هذه التجربة فعلا مثمرة، حيث استفاد منه كل هواة الخط العربي في الجزائر وبسببه نال الكثير منهم جوائز دولية في المهرجانات خارج الجزائر وأصبح للجزائر مكانة في هذا المجال.
-  رغم أنّ إبداعات الخطّاطين تخرج إلى العالم وتعرف باسم أصحابها، إلاّ أنّه مازال الواقع يؤكّد أنّ الجمهور المحلي أكثر تعطّشا لمعرفة ما يقدّمه المبدع الجزائري، فما تعليقكم؟
  محليا هناك إقبال من الجمهور على هذا الفن، إلا أن نقص الدعم المعنوي والمادي حال دون استمرارية مواعيد الصالونات المتخصصة في مجال الخط العربي والزخرفة الإسلامية.
وبالرغم من أنّ فضاءات فن الخط المفتوحة للجمهور تبقى تستقطب جمهور خاصا مهتما بهذا النوع من الفنون، إلاّ أنّه يمكن القول أنه وبما أن العالم أصبح مفتوحا عبر النت وأصبحت أعمال الفنانين متاحة فإن الجمهور أصبح له ذاتية للفن والخط وهذا ما يمكن التماسه من متابعي صفحات الخط العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أتاح هذا الفضاء التعريف بهذا الفن وتسهيل إمكانية متابعة كل جديد فيه.
-  أنت ذكرت أنّ اختصاصك هو الخط العربي الديواني، عرّفه لنا؟
 الخط الديواني هو أحد الخطوط العربية وقد سمي الديواني نسبة إلى ديوان السلطان العثماني، حيث كان هذا الخط يستعمل في كتابة المراسلات السلطانية وهو مستنسخ من خط الرقعة وقد أطلق عليه رقعة الباب العالي ثم انفرد للتخصيص في كتابات الإتمامات والبراءات السلطانية وأوامر الديوان فسمي الديواني ثم أدخلت عليه الرشاقة والمرونة ليتناسب مع حالته الجديدة في مركزه المرموق.
-  كلمة أخيرة؟
في الأخير أشكركم على إتاحة هذه الفرصة، وأتمنى أن تلتفت وزارة الثّقافة لما ينتج في الوطن من فنون، كما أؤكّد أنّنا قادرون على مسايرة الحركة الفنية العالمية، وربما الإسهام في تقدّمها للأمام.