طباعة هذه الصفحة

نظم في إطار بازار عقيلات السفراء المعتمدين بالجزائر

المطبخ التقليدي لثلاث قارات يلتئم في عمل خيري

فتيحة كلواز

من الجزائر، أذربيجان إلى مالي.. من فلسطين، السودان، اندونيسيا وصولا إلى الفلبين كلها اجتمعت «امي» بقصر المعارض من خلال اطباق شعبية صنع خليطها التميز والتفرد فوق أرض أبت ان تكون جامعة لا مانعة ومحبة صادقة...التقى الجميع من أجل العمل الخيري الذي سيجعل من عائدات المعرض وسيلة فعالة لتزويج فتيات يتيمات من ولايتي غرداية والمنيعة. «الشعب» عاشت هذه الأجواء وترصد التفاصيل.

من شرق آسيا، تعرفنا على بعض صناعاتها التقليدية التي تروي تفاصيلها حضارة أمة كانت ومازالت حاضرة بتاريخها الإنساني العريق، هي الفلبين التي عبر الملحق الثقافي بسفارتها بالجزائر ماي بام كاوتانغ «MAI PHAM CAO THANG» في تصريح لـ»الشعب» عن سعادته للمشاركة في المعرض الذي كانت الفلبين ضيفه الشرفي فكانت التحف التقليدية التي تميز هذا البلد بالإضافة إلى المطبخ الفليبيني التقليدي  كطبق «نام» وهوشبيه بالبوراك عندنا مصنوع من عجينة الأرز ة الدجاج والفطر.
إلى شرق أفريقيا بالخرطوم كانت محطة توقفت عندها عقيلة السفير السودانى أمل عبد العزيز التي ثمنت مشاركة السودان في هذه الطبعة واصفتها إياها بالفرصة الجيدة للتعرف على ثقافات دول أخرى ما سمح لها باكتشاف نقاط مشتركة بين الثقافة الجزائرية السودانية حيث تلتقيان في الكثير من التقاليد.
من التحف التقليدية التي اشتركت به السودان نجد طقم قهوة مصنوع من الطين وكذا حقائب وأحذية مصنوعة جلد التماسيح وكذا بعض المجوهرات التقليدية التي يغلب عليها اللون الذهبي إلى جانب بعض الألبسة التقليدية التي تميز المجتمع السوداني، كما ثمنت العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الجزائر والسودان.
من افريقيا نتجه الى اندونيسيا حيث التقينا «اصيل» الاندونيسية التي قالت انها سعيدة جدا لتواجدها في الجزائر من خلال مشاركتها في هذا المعرض الذي جمع دولا من مختلف القارات ما سمح لها من التعرف على حرفها التقليدية وبعض عاداتها، كما تفننت اصيل في تحضير بعض الاكلات التقليدية التي لا قت اقبالا كبيرا من ضيوف المعرض الذي أقيم على مدى خمسة أيام استمتع خلالها زواره برحلات مجانية بين القارات.
جوهرة قلوب الجزائريين كانت هي الأخرى حاضرة بأطباق صنعتها انامل ام محمود التي تحمل جنسيتين جزائرية وفلسطينية، هي جزائرية المولد تزوجت بفلسطيني جزائري المولد سافرت إلى غزة في 1994 وهناك استطاعت فرض نفسها كموهبة ذات مستقبل في مجال الطبخ الذي احبته منذ الصغر واستطاعت في تلك الفترة فتح محل «حلويات ايفن» بعد تطويرها لموهبتها، ولكن شاءت الاقدار ان تفقد ابنتها في حرب 2014 على غزة ما جعلها تعود الى الجزائر، بعدما خرجت منها جزائرية وعادت اليها فلسطينية خاصة وانها طوال فترة تواجدها بغزة وجدت فبولا من الفلسطينيين الذين يحملون حبا خاصا لكل ما هوجزائري، وهنا التحقت بقناة «سميرة تي في» لتعرف متابعيها على المطبخ الفلسطيني الذي اختارت منه طبق المقلوبة لتشارك به امس في المعرض وبالفعل استطاعت خطف الأضواء بما قدمته من طبخ فلسطيني.
المشاركة الجزائرية كانت الأبرز والاقوى من خلال حرفيين اختلفت المادة الخام التي يستعملونها لكنهم استطاعوا بأناملهم صناعة تحف تعبر في تفاصيلها عن ثقافة توارثها الجزائريون جيلا بعد جيل.
 بورنان سليمة واحدة من هؤلاء كانت من بين المشاركين في المعرض بصناعة التقطير والزيوت الطبيعية الصناعة التقليدية التي ورثتها عائلتها جيلا بعد جيل... مازالت تمارسها كما تعلمت من جدها تقطر النباتات على البارد حتى تبقي على كل فوائدها الطبيعية للجسم،على مدار 25 سنة استطاعت سليمة ان تثبت وجودها في هذا المجال رغم كون العملية متعبة وتحتاج الى كثير من الصبر والدراية بعالم النباتات.
سعاد شيخي رئيسة جمعية «احسان» التي نظمت هذه التظاهرة في إطار معرض للصناعات التقليدية بمشاركة عقيلات السفراء في الجزائر أكدت في يوم الخامس من الطبعة 23 ان المعرض عرف حضورا مميزا من دول ابت ان تشارك الجمعية والجزائريين في عمل خيري لتنظيم عرس جماعي لفائدة فتيات يتيمات من ولاية غرداية والمنيعة حيث تجهز الجمعية من عائدات المعرض العرسان، وقالت ان اجتماع الدول من مختلف القارات في هذا الحدث كان من اجل التبادل الثقافي وكذا التعرف على بعض العادات والتقاليد التي تميز كل واحدة منهم طبعا بمشاركة الجزائر، مذكرة في ذات السياق ان المعرض التقليدي سيختتم بصفة رسمية يوم السبت القادم بعرض للأزياء  بالمدرسة العليا بعين البنيان بالجزائر العاصمة.