طباعة هذه الصفحة

جسّدت حب الوطن و تطلعهم لمستقبل أفضل  

مسيرات سلمية حاشدة تصنع الحدث بوهران

وهران: براهمية مسعودة

شهدت، أمس، عاصمة الغرب الجزائري، وهران، للجمعة الخامسة على التوالي، مسيرات سلمية حاشدة، جابت مختلف الشوارع الحيوية لوسط المدينة، التي تزينت بالأعلام الوطنية والشعارات واللافتات المنادية بالتغيير وإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
توافدت حشود كبيرة من المواطنين من كل الفئات العمرية على ساحة أول نوفمبر وواجهة البحر في وقت مبكر، سبق موعد صلاة الجمعة، قبل أن تنطلق مسيرات الحراك الشعبي بعد الظهر بأعلام البلاد والملصقات والشعارات والهتافات التي تجسد حبهم لوطنهم وتترجم طموحاتهم نحومستقبل أفضل للبلاد والعباد.
والتزمت قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها بضبط النفس وتعاملت مع المتظاهرين بحكمة كبيرة، حيث تمركز أفراد الشرطة النظامية ومكافحة الشغب في تقاطعات الشوارع الرئيسية في المدينة، وعبر مواقع المؤسسات الرسمية ومختلف المناطق الحساسة، سعيا منهم لتعزيز الأمن والاستقرار وحماية أرواح وممتلكات المواطنين، والحفاظ على مقدرات الوطن وإنجازاته، وذلك جنبا إلى جنب مع المتظاهرين الذين أكّدوا مرة أخرى سلميتهم وتحضرهم ووعيهم.
ولفت الانتباه تواجد الكثير من الشخصيات السياسية، إلى جانب وجوه من الوسط الثقافي والفنّي والرياضي، وكذا المشاركة البارزة للمرأة الجزائرية والأطفال وصغار السن مصحوبين بأوليائهم في أبهى صور ومشاهد المواطنة الحقة والتلاحم الوطني والتعايش، لتضل مسيرات الجزائر المنادية بالتغيير مثلا يحتذى به وسلاحا قويا لمواجهة التحديات والتصدي لكل التهديدات الداخلية والخارجية.
وهوما أكده محدّثونا من فئة الشباب وكلهم أمل بمستقبل زاهر للجزائر، يصنعه شبابها وخيرة رجالها ونسائها، منوهين في الوقت نفسه بدور هذا الحراك الشعبي الإيجابي في تعميق الولاء الوطني وتكريس قيم المواطنة الصالحة وتعزيز اللحمة الوطنية التي ليست مسؤولية فرد أوجماعة، بل مسؤولية مجتمع بأكمله، واجب عليه الاستغلال الأمثل لهذه اللحمة لتكون أكثر تماسكا باعتبارها من أهم مصادر تقدم وازدهار هذا الوطن الغالي.