طباعة هذه الصفحة

حذر من استغلال الحراك من أطراف مشبوهة

«تاج»: الندوة الوطنية الإطار الأنسب للحوار

جلال بوطي

قال تجمع أمل الجزائر «تاج» إن الندوة الوطنية تمثل الإطار الأنسب للحوار، وحذر من مغامرة جر البلاد إلى مسالك مجهولة العواقب، قد تغير مجرى المسيرات السلمية الراقية التي طبعت الحراك الشعبي، مشيرا إلى أن أطراف مجهولة تهدد وحدة وإستقرار الجزائر.
دعا رئيس «تاج» عمار غول، أول أمس، في بيان له أعقب اجتماع مكتبه السياسي تسلمت «الشعب» نسخة منه إلى ضرورة التعجيل بتنظيم الندوة الوطنية الجامعة التي دعا إليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لأنها تمثل الإطار الأنسب للحوار الجاد بين كل الأطراف بدون أي إقصاء لبناء الجزائر الجديدة التي ينشدها الجميع.
وأبرز غول أن القراءة المتأنية للأفكار المطروحة في الساحة الوطنية يمكنها أن تتقاطع في الكثير من فرص التلاقي، والتوافق بما يحقق التقارب بين جميع مكونات الشعب ويستجيب لنداءات الحراك الشعبي ويفتح آفاقا رحبة للخروج الآمن والأسلم من الوضعية الحالية للبلاد.
في هذا السياق أكد «تاج» على ضرورة تجاوز كل الحسابات الضيقة والتحلي بما تتطلبه المرحلة من روح المسؤولية وتغليب المصلحة العليا للوطن والمواطن، منوها بالدور الكبير الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي في حماية الوطن والتمسك بمهامه الدستورية، وتعهداته بأن يكون الحصن المنيع للشعب والوطن.
...والرابطة الرحمانية للزوايا العلمية تشيد بسلمية المسيرات
أشاد رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية محمد المأمون القاسمي شيخ الزاوية القاسمية، أول أمس، بالروح الوطنية العالية التي طبعت المسيرات الشعبية، مؤكدا أن ذلك ما نريد أن يسود مجتمعنا ويتحلى به الشباب لمواصلة مسيرة البناء وتعزيز مكاسب الاستقلال .
ودعا الشيخ القاسمي، أمس، في بيان له، الشعب الجزائري بمختلف فئاته، وأطيافه وكذا الطبقة السياسية، والسلطات القائمة في مختلف المستويات إلى استمرارية التمسك بسلمية المسيرات الشعبية، والمحافظة على طابعها الحضاري الذي اتسمت به منذ بدايتها، محذرا من أي إختراق للمسيرات وكل محاولة للانحراف بها عن غاياتها والنأي بها عن مقاصدها.
وشددت الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية على ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة التي تلبي تطلعات الشعب، وتجمع عليها الجماهير الواسعة من أبناء وطننا مع المسارعة إلى حوار مثمر يجمع الأطراف المعنية ويمارس في منهج أخلاقي صارم، وحثت الجميع على الابتعاد عن التعصب للرأي وإقصاء الآخر الذي تكون غايته الاتفاق على فترة انتقالية تقودها شخصيات وطنية من ذوي الكفاءة والنزاهة والمصداقية.
المأمون القاسمي أبرز أنه ذكر أولياء الأمور ومن خلال خطاباته ورسائله خلال السنوات الماضية إلى تغيير حقيقي تبدأ خطواته الأولى بتصحيح الانحرافات والتصالح مع الذات، والعمل لبناء المستقبل على أسس متينة وقواعد سليمة ترتكز على القيم الروحية والوطنية التي كان التحامها سر تماسك شعبنا عبر الأجيال.
واعتبر المصدر أن التغيير المنشود ينبغي أن يتجه في غاياته إلى بناء دولة الاستقلال التي رسم معالمها ووضح هويتها، وحدد إطارها بيان نوفمبر بنصه على إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية، ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية، مؤكدا أن الدولة المرجوة هي دولة الحق والعدالة الاجتماعية التي ينال فيها جميع أبناء الجزائر حظوظهم وتتساوى حقوقهم وتكفل لهم العيشة الرضية والحياة الآمنة الكريمة، ويعيشون في ظلالها تتكافأ فرصهم، وتصان حرياتهم على اختلاف فئاتهم وطبقاتهم وتعدد اتجاهاتهم وانتماءاتهم.
لاستكمال عناصر الهوية والشخصية الوطنية والتحرّر من التبعية اللغوية والاقتصادية ومن الهيمنة الثقافية والحضارية، طالب القاسمي بضرورة تثبيت دعائم السيادة والاستقلال باعتماد دستور يرسي قواعد دولة الحق والقانون ويضمن استقلالية القضاء والفصل بين السلطات ويراعي ثوابت الأمة، وانتماءها الحضاري ومقوّمات شخصيتها الوطنية، ويثبت مرجعيتها الدينية الجامعة، باعتبارها الحصانة الذاتية لمجتمعنا المسلم من كلّ انحراف عقدي أوفكري، أوخلقي أواجتماعي.