طباعة هذه الصفحة

تأخر تشكيل الحكومة

جمعة جديدة .. من سيقود الحراك إلى بر الأمان؟

حياة / ك

بعدما أسقط الحراك كل الأقنعة وجعل الجميع يساند مطالبه بما فيها الأحزاب المحسوبة على السلطة، التي أثارت خرجتها الأخيرة المدعمة للهبة الشعبية الكثير من الجدل، لم يعلن لحد الآن عن تشكيلة الحكومة الجديدة بعد مرور أكثر من 10 أيام من استقالة الوزير الأول.
بعدما كانت مناصب المسؤولية يتهافت عليها وتشترى بالملايير، الحراك جعل هؤلاء وأولئك الذي يرى البعض أنهم أهل لهذه المناصب يعزفون عليها، ويرفضون الاقتراحات التي تقدم إليهم في هذا الشأن، لأن الحكم هو الشعب والحكم يعود إليه، وهو لن يرضى إلا عن الذي يرى فيه الصفات التي يريدها.
وفي ظل هذا التردد حينا والرفض حينا آخر فإن العقلانية التي ميزت المسيرات الشعبية الحاشدة التي دخلت شهرها الثاني تحتاج إلى من يقودها، ويقترح خبراء ومحللون سياسيون أن يقتاد هذا الحراك من قبل معارضين ومن الفئات السياسية من النزهاء والعقلاء الذين لم يظهروا في البلاطوهات ولم يشاهدهم الشعب، ومن داخل الدولة الجزائرية، ولعل رسالة نائب وزير الدفاع وقائد الأركان فيها جزء من هذه العقلانية، بالإضافة إلى حكمة علماء الجزائر وكذا المثقفين الذين لديهم قدرات قانونية، والذين لديهم إمكانية التحليل وليس هؤلاء الذين يركبون الحماس الجماهيري.
لم يعد الحراك حراك الهامش، خاصا بالفئات الهشة من المجتمع كما هو معروف في الأدبيات السياسية، وإنما هو حراك الفئات المتوسطة وهي التي تشكل الحراك الجماهيري، كما عبر عنها الباحث والأكاديمي والمحلل السياسي بومدين بوزيد من خلال الإذاعة الوطنية.
جمعة جديدة بعواطف وحماس كبيرين يتطلب أن تستوعبهما السلطة، كما يتطلب الأمر الحفاظ على القوانين من جهة والخروج من هذا المأزق من جهة أخرى، ويبقى هذا التحدي الكبير في نظر المحللين السياسيين والباحثين.