طباعة هذه الصفحة

باتنة الخامسة وطنيا في إنتاج العسل

12 مليار سنتيم لـ 830 مربي 51 بلدية

باتنة: حمزة لموشي

تعتبر عاصمة الأوراس باتنة، من بين أهم ولايات الوطن في إنتاج العسل، حيث تحظى هذه الشعبة الفلاحية بأهمية كبيرة لدى الفلاحين، خاصة وأن الولاية تتوفر على العديد من المؤهلات الطبيعية، كون الغطاء النباتي واسع جدا ويمتاز بفترة تزهير مستمرة طيلة الموسم، إضافة  للإمكانيات البشرية، المتمثلة في رغبة حقيقية وإرادة قوية للفلاحين لتطوير الشعبة، الأمر يؤهلها لتكون قطبا رائدا على المستوى الوطني في هذا الإنتاج.

أشارت محافظة الغابات لولاية باتنة، مؤخرا، إلى أنّ الدولة وفّرت العديد من الميكانيزمات، لمرافقة المربين وتسهيل عملية دعمهم فلاحيا، لوضع حد لبعض المشاكل والعراقيل التي تواجههم، إضافة إلى حرصها على  تكوين مربي النحل بمختلف معاهد التكوين المهني وكذا بعض المراكز المختصة في هذا المجال، إضافة إلى بعض التظاهرات الفلاحية والأيام التحسيسية على غرار اليوم الإرشادي التحسيسي حول تربية النحل ومنتجات الخلية، المنظم مؤخرا بالمركز الثقافي والترفيهي بكشيدة بمدينة باتنة لفائدة الفلاحين ومربي النحل خصوصا.
وحقّقت ولاية باتنة، حسبما استفيد من مصادر عليمة بكل من محافظة الغابات ومديرية المصالح الفلاحية للولاية، إنتاجا هاما خلال السنة الماضية فاق 3218 قنطارا سنويا، بمردود متوسط يقدر بـ 5 كلغ لكل خلية، من أصل العدد الإجمالي لخلايا النحل الموجودة الذي بلغ 73103 وحدات، منها 2480 خلية معتمدة.
وأشار المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية عبد الخالق صيودة، إلى أنّ ولاية باتنة تحتل المرتبة الخامسة وطنيا من حيث الإنتاج الفلاحي، وبقدرة إنتاج سنوية تتجاوز 3218 قنطارا من العسل، مضيفا أن ذلك تحقّق بفضل آليات تمويل المشاريع ضمن مختلف برامج الدعم التي وضعتها الدولة، واستفاد منها الفلاحون.
بدوره محافظ الغابات محمد فاتح بن سليمان، أكّد أنّه تمّ إحصاء 830 مربيا للنحل عبر51 بلدية، يرتقب تمكينهم من خلايا وعتاد تربية النحل بمبلغ إجمالي بقيمة 78.8 مليون دج، تقدّر كمرحلة أولى بـ 10 خلايا، بالإضافة إلى تجهيزات وعتاد خاص لمزاولة هذا النشاط الفلاحي الهام، إلى جانب برمجة دورة تكوينية لمربي النحل من 3 أيام عبر 6 مراكز للتكوين والتعليم المهنيين، تتوّج بشاهدة في التخصص تساعد لاحقا مربي النحل على الاستفادة من مختلف صيغ الدعم الخاصة بهذه الشعبة.
كما استفاد المربون من توقيع عدة اتفاقيات تخصّ التكوين والمرافقة لمربي النحل، شملت 206 فلاحا، وكذا دعم أزيد من 1836 مرب بغلاف مالي تجاوز 12.5 مليار سنتيم، قصد تطوير الشعبة، وتندرج هذه المبادرة، حسب ما أكده مدير المصالح الفلاحية، حمزة سمير، في إطار المقرر رقم 365 المؤرخ في 14 أبريل 2018 الخاص بدعم مربي المواشي وصغار المستثمرين من الفلاحين.
 موضحا بأن ولاية باتنة حققت خلال السنة الماضية قفزة نوعية خاصة ببعض البلديات على غرار بني فضالة وأولاد عوف وتازولت ووادي الطاقة ووادي الماء، التي احتل الصدارة في الإنتاج في مناطق الولاية المعروفة بجودة ونوعية إنتاجها من العسل.
التّسويق هاجس يؤرق المربّين
بدورهم مربو النحل أكّدوا لـ «الشعب»، أنّ الإنتاج في هذه المادة الهامة ذات الإقبال الواسع من طرف المواطنين من مختلف ولايات الوطن، يشهد تطورا كل سنة، يتطور من سنة خاصة بالمناطق الجبلية، بعد أن أثبت مهنيو العسل كفاءتهم وإرادتهم في تقوية وزيادة الإنتاج وتموين السوق المحلية والوطنية بكميات كبيرة من العسل.
وأشار منتجو العسل أنّهم يواجهون بعض العوائق التي تحول دون جعل باتنة تحتل الصدارة وطنيا، تتمثل في تسويق المنتوج، الذي يبقى أحيانا مكدسا رغم جودته ما أجبر العديد منهم على التوجه لعملية البيع بالجملة، في حين اقترحت الجهات الوصية على المربين كحل لمشاكلهم ضرورة تنظيم أنفسهم واستحداث تعاونية في هذا المجال تتكفل بالتسويق وتقديم المنتوج في أحسن صورة لاسيما من حيث التوظيب، على أن تبقى مهمة المربي تحسين المنتوج كما ونوعا.
وجدير بالذكر أن باتنة وفي مجال التكوين، ونظرا لأهمية شعبة تربية النحل فتحت العديد من الفروع التكوينية خاص بهذا المجال بمختلف مركز التكوين والتمهين لتمكين المتربصين، من الطرق العصرية في تربية النحل.
كما اشتكى بعض المربّين من ظاهرة سرقة خلايا النحل، التي تشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث يتم الاستيلاء على صناديق النحل التي يتركها أصحابها في الغابات ومختلف الفضاءات الطبيعية.
ونشير في الأخير أن باتنة تشتهر بعدة أنواع من العسل الطبيعي عالي الجودة، كالعسل الأحمر والأسود، وكذا عسل إكليل الجبل والأزهار والنباتات الشوكية والعسل الأبيض، وهي أنواع جيدة ولها نفس مستوى قيمة العسل الأحمر الداكن والأسود.