طباعة هذه الصفحة

قرية حاسي البكرة تعاني متاعب نقص التنمية المحلية

غــــياب الــتـغـــطــــية الــصحـــية، انـــعـدام مــتوســـطـــة ومناصب الـــعمــل

ورقلة: إيمان كافي

يرفع سكان قرية حاسي البكرة النائية بحاسي مسعود (80 كلم عن عاصمة الولاية ورقلة) في هذه المنطقة التي تفتقر للعديد من متطلبات التنمية، عديد الانشغالات المتعلّقة بعدة قطاعات على غرار السكن، الصحة، التعليم ودعم النشاط الفلاحي وتشغيل الشباب وغيرها.

يناشد السكان السلطات المحلية بضرورة الالتفات إلى مطالبهم والتكفل بها فعليا، خاصة وأنها تعدّ ذات أولوية لتوفير ظروف العيش الكريم، ومن أبرزها، تعزيز التغطية الصحية بهذه المنطقة وذلك بتخصيص عيادة متعدّدة الخدمات لفائدة السكان الذين يعانون الأمّرين من أجل التنقل إلى مستشفى حاسي مسعود لتلقي العلاج. وفي هذا الصدد ذكر بعض المواطنين أن الكثير من النساء يعانين كثيرا في التنقل لأجل الولادة في مستشفى حاسي مسعود في ظلّ قلة وسائل النقل وعدم وجود مستوصف في هذه المنطقة المعزولة.
ويطالب أيضا سكان قرية حاسي البكرة ربط سكناتهم بغاز المدينة مؤكدين أنهم لطالما ناشدوا السلطات المحلية من أجل التدخّل للتسريع في عملية استفادتهم من الغاز، في حين لم يستفيدوا لحد الآن من الغاز  رغم أنهم في منطقة لا تبعد عن المجمعات الغازية والبترولية سوى بضع كيلومترات فقط، حيث أعرب أحد المواطنين عن أسفه الشديد لهذا الوضع.  
ويشكّل افتقار قرية حاسي البكرة لمتوسطة أحد الانشغالات المهمة التي تستدعي إعادة النظر فيها، حيث أبدى العديد من المواطنين أسفهم لعدم وجود متوسطة من أجل تمكين أبنائهم، خاصة البنات من مواصلة مسارهن التعليمي، وحسب أحد المواطنين، فإن الكثير من سكان المنطقة يرفضون تنقل بناتهم على مسافة طويلة من أجل الدراسة خاصة في المستوى الثانوي كما لا يحظى الكثير من أبنائهم بفرصة لإنهاء المراحل التعليمية بسبب هذه الظروف، هذا فضلا عن غياب مركز للتكوين من أجل تلقي تكوين مهني يمكّنهم من الاندماج في الحياة العملية مستقبلا.  
ورغم طابعها الفلاحي، حيث يتمّ إنتاج العديد من المحاصيل الفلاحية التي تمول الأسواق المحلية بأنواع الخضر والفواكه المنتجة محليا، إلا أن قرية حاسي البكرة مازالت حسب فلاحي المنطقة خارج حسابات التنمية، حيث يطالب العديد من الفلاحين السلطات المحلية التدخل من أجل مساعدتهم في تسوية وضعيتهم وتسهيل إجراءات دعم نشاطهم الفلاحي، مؤكدين أنهم ينشطون بأموالهم وإمكانياتهم الخاصة على الرغم من الصعوبات التي يتلقونها بسبب الظروف الطبيعية من جهة وكذا مشكل المياه الشروب الذي يمكن حلّه باللجوء لتقنية التقطير في سقي المزروعات، حسب الفلاحين.
شباب هذه المنطقة يطالبون أيضا بتوفير فرص العمل لهم، حيث يعاني عدد كبير منهم من مشكل البطالة في حين يلجأ بعضهم للعمل في الفلاحة من أجل ضمان قوت عيشهم.
تجدر الإشارة إلى أن ممثلي السلطات المحلية قد اجتمعوا خلال بداية الشهر الجاري بسكان هذه المنطقة من أجل الاستماع لانشغالاتهم، إلا أن المواطنين أكدوا على أهمية الوصول إلى حلول لأبرز انشغالاتهم المطروحة والتكفل بها فعليا، خاصة أنهم سبق وأن تلقوا وعودا من طرف بعض المسؤولين، في حين ظلّت وضعيتهم على حالها.