طباعة هذه الصفحة

"الرونجارس" ينتصر لـ"الفوفوزيلا" من "الاتوبور"

نور الدين لعراجي
27 مارس 2019

اقتراح مؤسسة الجيش جاء كخطوة إستباقية، للتعجيل بإيجاد مخرج للآزمة السياسية التي يعيشها البلد منذ جمعة الحراك الأولى، وقطع الطريق أمام الاصوات المنتظرة الفراغ الدستوري تعمدا وحيلة، وليس جهلا وصدفة، فكلما تأخر الحل ،كبرت "الغنغرينا" وبالتالي الغوص في خندق الفوضى ومن ثمة اقحام الجيش في صراع سياسي هو في غنى عنه، وسط محيط إقليمي متوتر وغير مستقر.
اللجوء إلى الحل الدستوري  هو القانوني، وإلا فإن الفراغ سيؤدي الى فوضى سياسية عارمة لأن حامي الدستور عاجز صحيا، وبعد انقضاء المدة القانونية له بصفته القاضي الأول في البلاد٫ سيؤول الوضع إلى فوضى حتمية  وهي أمنية عراب "الاتوبور" والذباب الإلكتروني، الذين التحقو بالحراك الشعبي، متبنين مناورات سياسوية بدأت ملامحها تظهر لتمرير حلول يتم فرضها مع أطراف أجنبية، بقدر ما كان القرار سيدا دستوريا وصائبا، فإنه كشف ضعف ما يسمى مجازا بالمعارضة والأحزاب السياسية ولو اجتمعت جملة وتفصيلا.
لنعترف.. أننا أمام أزمة وفراغ سياسي رهيب، يهددان استقرار البلاد، إن ظل على حاله، وأمام صمت كل الفواعل السياسية، بما فيها الأحزاب والمعارضة والرئاسة، بدأ القلق يتسلل إلى القلوب ويصنع هذا الترقب الحذر من مجهول يشبه "الغول"، تخوف الشعب المؤمن بقضية وطنه تحديدا.
"الرونجارس" رافع عن خيار الشعب حفاظا على ديمومة الدولة الوطنية، مستجيبا لأصوات كل جمعة "جيش شعب خاوة.. خاوة"، مجنبا البلد من المؤامرات الداعية إلى استمرار الاحتقان الرافضة لحل شامل داخل الأطر القانونية والدستورية، والتي هي خيارنا جميعا.
إن إعلان حالة شغور منصب القاضي الأول في البلاد ثم الذهاب إلى انتخابات رئاسية يكون الشعب فيها هو مصدر السلطات، مثلما أكدت عليه مطالب الحراك الشعبي المؤمنة بالجزائر واحدة موحدة، ومرجعيتها النوفمبرية، أملنا الوحيد للخروج من الزجاجة دون التخبط في عنقها.
إن تشويه المسيرات السلمية بشعارات تدعو إلى تفتيت الكيان الواحد، لم تكن وليدة الصدفة، وما تواجد، الرايات، الرسومات، المجسمات والعبارات الغريبة بالشوارع، إلا دليل أن الأمر دبر بليل وأن النوايا السيئة كالجمرة الخبيثة، تنتشر في جسد الشعب كالطاعون ليفتك بالشرفاء والحالمين بغد أفضل، الوطن في محك صعب جدا، والذهاب إلى خيار سلمي رغبتنا دون تنازل ولا تأخر، والحفاظ على وحدة البلد شيمة الأشاوس، فإما أن نلتف جميعا أمام هذا الوطن وبصوت واحد، أو نتركه يتهاوى أمامنا، وساعتها لا نقوى على إنقاذه، لأننا تأخرنا كثيرا، أو أننا سنبكي على ضياعه، كما تبكي الثكلى حالتها المريرة.  
حكمة النفس الأخير
"إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك 10 رصاصات تسعة للخونة وواحدة للعدو، فلولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج"