طباعة هذه الصفحة

الخبير مبتول يرصد توجهات اجتماع 5+5 بالجزائر اليوم

التحول الطاقوي في الصدارة ويتطلب رؤية إستراتيجية شاملة

سعيد بن عياد

تحتضن الجزائر، اليوم، لقاء يجمع بلدان ضفتي غرب المتوسط المنضوين ضمن إطار 5+5 يتناول ملف الطاقة، الذي تشرف عليه الجزائر في اجتماع رؤساء دول وحكومات المنطقة المقرر بمرسيليا في 24 جوان 2019.
أوضح الخبير الجزائري عبد الرحمان مبتول أن الأحداث الراهنة تستدعي إيجاد حل سريع لتفادي ركود اقتصادي تنجم عنه تداعيات اجتماعية كارثية مع عودة صندوق النقد الدولي وشروطه القاسية آفاق 2022 إذا لم تتحرك ديناميكية النمو ذلك أن بلادنا لا يمكنها أن تستمر في اتجاه اقتصادي أقرب للانتحار، كما تقود إليه أحكام قانون المالية لسنة 2019 بميزانية تسيير وتجهيز تتطلب سعر برميل النفط بين 98/100 دولار (مراجعة تقرير صندوق النقد الدولي لشهر مارس 2019).
وترأس الجزائر في اجتماع مرسيليا القادم لجنة تعالج أهم ملف يتعلق بالتحول الطاقوي ويتطلب الموقف اليوم رسم إستراتيجية مطابقة للحقائق الطاقوية العالمية ذلك أنه مع مشتقات المحروقات حققت الشركة الوطنية سوناطراك حوالي 98 بالمائة من مداخيل البلاد من العملة الصعبة التي تمول كافة جوانب الاقتصاد، حيث يحدد الإنفاق العمومي نسبة النمو ومعدل التشغيل ومستوى احتياطي الصرف وكذا مركز الجزائر الدولي.
وفي قراءة للبنية الهيكلية للصادرات من المحروقات أكد الخبير أنه استنادا لمؤشرات أفريل تبقى سوناطراك المصدر الوحيد لموارد الجزائر المالية، موضحا في عرض إحصائي أن سنة 2018 سجلت إجمالي 34.995 مليار دولار حققتها سوناطراك و3.61 ملايير للشركاء ليصل الإجمالي 38.607 مليار دولار تمثل فيها حصة الشركاء 9.35 بالمائة. وأمام هذا الاستقرار مقارنة بالسنوات الماضية فإن مراجعة قانون المحروقات يكتسي أهمية مع انتهاج توجه مناجيريالي جديد لسوناطرك لمواجهة تحديات الفترة 2019/2030.
وحول معالم سياسة الانتقال الطاقوي لهذه المرحلة أوضح الخبير أن المنطلق يكون من بناء توافق وطني حول إشكالية تتطلب إجابة واضحة تخص كلفة العملية وماذا تحقق ومن هم المستفيدون، ذلك أن التحول الطاقوي خيار استراتيجي بكل المعايير السياسة والعسكرية والاقتصادية لضمان الأمن الطاقوي الذي يتم بالتدريج ذلك أنه لا يعقل في وقت تتراجع فيه الآبار التقليدية يسجل ارتفاع في حجم الاستهلاك وسوف يتواصل.
وأضاف أنه لا يكفي وضع قانون وإنما العامل الحاسم يكمن في الجانب الاجتماعي، مما يثير إشكالية نموذج جديد للنمو تكون فيه كل القطاعات معنية بما في ذلك الأسر لان خيارات الراهن تلزم المجتمع.
وفي هذا الإطار يرى الخبير مثلما شرحه في محاضرة نشطها بالمدرسة العليا الحربية يوم 19 مارس الماضي، أن البديل الوحيد هو الذهاب إلى إصلاحات سياسية واقتصادية تؤسس للتخلص من الذهنية الريعية وإعادة الاعتبار للعمل والذكاء وتفادي الانقسامات تثيرها قضايا ثانوية. وخلص مبتول إلى أن الجزائر التي تمر بمرحلة صعبة في تاريخها تحتاج إلى رؤية نقدية وعادلة تراعي ما تم تحقيقه وما ينتظر إنجازه لفائدة الوطن الذي يحتاج إلى التفاف جميع أبنائه حول نفس الطموح وذات الأمل عنوانه تجسدي تنمية منسجمة تجمع بين الفعالية الطاقوية وعدالة اجتماعية عميقة.