طباعة هذه الصفحة

إنشاء مدرسة للتاريخ ومحاربة ثقافة النسيان، بيطام:

متحف المجاهد يحرص على تأسيس بنك معلومات للذاكرة الوطنية

سهام بوعموشة

تطرق، أمس، المتدخلون بالمتحف الوطني للمجاهد، إلى كيفية تبليغ التاريخ للأجيال الصاعدة لمحاربة ثقافة النسيان، والوسائل التي يجب توظيفها لجعل حصة «موعد مع التاريخ» في عددها 204 مشوقة لدى الجميع، وكذا معرفة الجمهور الذي نخاطبه، مشددين على التنقل نحو القرى لجمع الشهادات من صانعيها.
طالب مصطفى بيطام المدير العام للمتحف الوطني للمجاهد، بتأسيس بنك وطني للذاكرة الوطنية لجمع كل المعلومات المتعلقة بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية، موضحا أن الهدف من تنظيم حصة «موعد مع التاريخ» التي انطلق سنة 2010 هو إيصال المعلومات بكل الطرق كي تساهم في تكريس المعلومة التاريخية، من خلال الإستماع لرأي المختصين في التاريخ والمجاهدين أو الوقوف عند معلم أو موقع تاريخي.
ويرى بيطام أن الحصة تحتاج للتخطيط من خلال الآراء المطروحة، كما أن المتحف يحرص على أخذ كل الآراء بعين الإعتبار لإعداد منهجية محكمة مستقبلا.
من جهته، قال المجاهد والسفير السابق صالح بلقبي، هناك أطراف أرادت طمس تاريخ الجزائر، بحكم أن بلادنا كانت مستهدفة نظرا لموقعها الجغرافي وهي واجهة للقارة السمراء والمعبر للمشرق والمغرب، مشيرا إلى أن الجزائر كانت تتوفر على مخطوطات قبل الإحتلال وقد صادرها ملك المغرب إبان الحقبة الإستعمارية، بحيث كان يقوم بجولة بالمناطق الجزائرية بمساعدة المخابرات الفرنسية ويمر على العائلات التي تملك هذه المخطوطات بإغرائها بالمال أو استعمال القوة للإستيلاء على تلك الوثائق.
وقال أيضا إنه بعد الإستقلال، ذهب للملك المغربي للمطالبة بإرجاع المخطوطات، بحيث تم وعدهم بإسترجاعها بعد زوال التوترات مع المغرب لكنهم لم يفوا بوعودهم، مشيرا إلى أن الثورة كانت تحرص على عدم ترك أي وثائق في المعركة وهو ما ساهم في نقص المعلومات التاريخية، مضيفا أنه يجب جمع الشهادات من أصحابها قبل وفاتهم.
بالمقابل دعت طالبة دكتوراة في تخصص التاريخ بجامعة الجزائر 02، إلى إنشاء مدرسة خاصة بتاريخ الجزائر، وقناة تلفزيونية ورفع الغموض عن بعض الحقائق التاريخية وتقديم الحقيقة، داعية لتسهيل عمل الباحثين بالأرشيف الوطني.
واقترح غريبي عارف مدير معهد اللغات، إخراج الندوات من الإطار المناسباتي وتكثيف العمل الجواري بالتوجه نحو الضواحي والولايات المجاورة، وإبراز البعد الدوري مع مراعاة المخاطب ومرافقته من خلال الموقع الإلكتروني والفيسبوك ليكون إقبال، والتركيز على الشهادات الحية، مضيفا أنه يجب أن تتسم الندوات بالموضوعية وأن لا تكون محاكم للأشخاص.
وقال عباسي إن التاريخ لم يلق ما يستحقه من العناية وإن كان الإهتمام فهو موجه للكبار، وكان من المفروض أن يوجه للناشئة لمعرفة تاريخها، مضيفا أن التاريخ هو مسؤولية الجميع.
وطالبت المجاهدة بوعمامة بالتنقل نحو المجاهدين، الذين لا يزالون على قيد الحياة والمتواجدين بالأرياف، قائلة إن التاريخ الحقيقي نجده عندهم لأنهم هم من أخفوا المجاهدين وقدموا لهم الأكل والشرب.