طباعة هذه الصفحة

الــنّقل بولايـة تمنراســت ينــقـصــه الـتّنظــيــم والمتابــعـة

المــــواطــن عـــرضـة لابـــتــزازات سـيـــارات «الـــكـلونـــدســـتــــان»

تمنراست: محمد الصالح بن حود

يؤدي قطاع النقل دورا هاما في فك العزلة عن المناطق النائية، خاصة في ولاية تعرف بشساعة مساحتها وتجمعاتها السكانية المتناثرة والبعيدة، إلا أن وضعيته بالولاية لا ترقى لمستوى تطلعات المواطن، في ظل غياب استراتيجية واضحة لتنظيم النقل الحضري خاصة مع الوضعية الكارثية في تسيير المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري بعاصمة الأهقار، وكذا غياب رؤية واضحة لإمكانية تحسين وضعية النقل ما بين البلديات البعيدة على غرار المناطق الحدودية.

أكّد بعض مواطني عاصمة الولاية لـ «الشعب» أن النقل بصفة عامة، وخاصة الحضري ممثل في المؤسسة العمومية لا يساير الواقع نظرا لما يعرفه من فوضى، في الوقت الذي كان من المنتظر أن يكون إضافة في التقليل من معاناته في التنقل بين أحياء المدينة.
يحدث هذا حسب المواطنين في وقت تضم فيه المؤسسة 10 حافلات من الحجم الكبير، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، حيث كشفت الحركة المرورية نشاط وخدمة حافلة أو حافلتين كأقصى حد وفي أحسن الحالات، والتي لا تغطي كل الخطوط، مع غياب واضح للمواقف، وحتى لتوقيت عملهم على غرار الولايات الأخرى، مما جعل المواطن يعاني وخاصة الأحياء الجديدة التي تبعد عن وسط المدينة، الشيء الذي يؤكد عدم وجود نظرة واضحة لتحسين وضعية النقل الحضري بعاصمة الأهقار.
يضيف المواطنون أن هذه الوضعية أجبرت الكثير على عدم الإعتماد على التنقل ضمن حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري حتى في حالة عملها المحتشم بصفة عامة، وتحبيذ سيارات الأجرة و»الكلوندستان» التي تعرف نشاطا كبيرا بعاصمة الولاية، وهذا رغم طابعها غير القانوني، وثمنها المرتفع مقارنة بالنقل الحضري، بالرغم من عدم تقديم سيارة الأجرة الخدمة المطلوبة للمواطن، حيث سجلت الإحصائيات والأرقام لسنة 2018، والتي تحوز «الشعب» نسخة منها، على توفر 371 رخصة منها 282 مستغلة و89 غير مستغلة، وكذا تواجد 18 شركة خاصة لسيارات الأجرة منها 16 بعاصمة الأهقار، و02 بعاصمة التديكلت.
أما فيما يخص النقل بين البلديات والقرى النائية، وحتى بين الولايات، فإن الولاية تعرف توفر جل الخطوط التي من الممكن أن يرغب فيها المسافر، إذا ما استثنينا المنطقة الحدودية خاصة دائرة تين زواتين (400 كلم جنوب عاصمة الولاية)، والتي إلى حد الآن لا يزال مواطنوها يعانون من عدم تواجد خطوط منتظمة وقانونية أو حتى محطة لنقل المسافرين، الشيء الذي ينطبق على بعض القرى المترامية الأطراف، والقريبة من عاصمة الولاية، والتي تنعدم فيها حركة النقل والخطوط الرابطة بينها وبين عاصمة الولاية، على غرار إنزوان، تهرهايت، إزرنن...) ما يجعل المواطنون في مشكل دائم مع النقل، ومع كل الظروف المساعدة على توفيره، كون هذه القرى تعرف إهتراء للطرق الرابطة بينها وبين عاصمة الولاية مما زاد من معاناة المواطنين في التنقل.
وأضاف هؤلاء أن هذا النقص يضاف له افتقار وسائل النقل لتنظيم في توقيت العمل، خاصة المناطق القريبة من عاصمة الولاية، أين يتوقف النقل في ساعات مبكرة ما يجعلهم يلجأون إلى أصحاب «الكلوندستان» الذين يفرضون منطقهم على الموطن البسيط.
هذا وقد عرفت الولاية نهاية السنة المنصرمة عودة الرحلة الجوية الرابطة بين عاصمة الأهقار والمنطقة الحدودية عين قزام لمرة في الأسبوع، بعد أن عرفت توقفا لسنوات طويلة، ما جعل مواطني المنطقة يستحسنون هذه الخطوة في إنتظار إضافة رحلات أخرى مع المستقبل القريب، خاصة وأن المنطقة الحدودية على موعد أن تصبح ولاية كاملة المواصفات.