طباعة هذه الصفحة

حصادالخميـس

“ياو عليكم”..

بقلم : نور الدين لعراجـــي
17 أفريل 2019

لم تكن استقالة بلعيز من رئاسة المجلس الدستوري ، بنفس الحجم الذي خرج فيه الفريق قايد صالح موجها اخر انذار لرئيس “الدياراس” السابق ، اذا نزلت الاولى بردا وسلاما على قلوب جماهير الحراك الشعبي وخففت من حدة توترهم وقلقهم ، فإن الصدمة الثانية زلزلت عرش الدولة العميقة وإمبراطورية المال والفساد ، بعد تلقيها ضربة قاصمة من شأنها تعرية كل العابثين بأموال الشعب وكشفهم ، وتقديمهم امام الجهات القضائية واسترجاع اموال الخزينة العمومية التي كانت تنهب في السر والعلن.
هل كان الوطن يستحق كل هذا العبث والنهب للقروض بغير وجه حق ؟ اما ان الاليقارشية المالية التي تربعت على عرش المشاريع الوهمية ، وقانون ألحصص لم يكن امامها من خيار سوى استنزاف خيرات الشعب وتجويعه ؟ لغاية في نفس “فافا العجوز” ، لعبة الشد قد تكبر مع قادم الايام ،وقد يتحول الانذار الى متابعات قضائية تجر بعضها بعضا ضد كل من رهن الجزائر للبيع بالمزاد ، بعد تحديد رأس “الكبة “ وتحييدها سيتخبط باقي الخيط في شبكة الصيد لا محالة والزمن كفيل بتعريتهم .
الاشخاص الذين تآمروا على الدولة الوطنية بكل الحيل ، مثلهم كمثل الذي اسقطه كسفا من السماء ، يعتبرون انفسهم اوصياء على القوم ، لكنهم في الحقيقة اقرب لمن يجهر بالمعصية في العلن، ويبدوا امام شمس الحقيقة بثوب الغزال الجريح ، حين يخير بين الابتعاد عن القطيع ، ارتأكله الوحوش ألجائعة .
التخلص من عباءة فرنسا بعد 65 سنة من ثورة ألتحرير، لم يحرر العقول من هذه التبعية الاستبدادية ، بل ورث جيلا متشبعا بالاستعمار الجديد ، كان كافيا ليحتل الادارة العمومية ويمارس طغيانه على شعب ،لا حيلة ولا قوة له ، التحرر الذي رافع ودافع عنه الاشاوس من جيل “ياوعليكم قالمة” ، “يارعليكم البلاندي “ بقي عاجزا عن محرهذه الصفة الذميمة لكثير من المسؤولين ، ممن تداولوا على الادارة وحكموا بيد من حديد ، لأكثر من عقدين ونيف ، في دواليب السلطة ، يعرقلون كل عملية بناء للوحدة الوطنية .
التشبع بثقافة الدولة ليس في متناول اطفال الساسة وأشباه السياسيين ،لا تكفي المنابر، منح ذلك التاج ، ولا، القاعات ولا الاحزاب ، انما هي فلسفة عميقة يتقمصها اشخاص يتصدون للطعنات القاتلة، ايها تمنحه جرعات البقاء لأكبر مدة من المقاومة ، ومادون ذلك فكله هراء ، ولعل اشباه الاحزاب الذين انخرطوا في مشروع الولاء “لفافا” هم اشبه بالزنادقة ارلنقل “الحركة” بأقل درجة ارزد عليها قليلا ، اليس سجن الوطن ولا حرية المنفى؟

حكمة الحصاد

«نحن الوطن ، إن لم يكن بنا كريماً آمناً ولم يكن حُراً فلا عشنا.. ولا عاش الوطن”