طباعة هذه الصفحة

إجراءات صارمة في المتابعة الميدانية بتيبازة

شبكات تحويل جديدة ومضاعفة مواقع التّخزين

تيبازة: علي ملزي

خطت عملية توزيع الماء الشروب بولاية تيبازة خطوات عملاقة في الفترة الأخيرة ببلوغها سقف إنتاج سنوي قدره 231683م3 يوميا مقابل 171 ألف م3 في 2013 و221 ألف م3 في 2016، فيما ترتقب المصالح المعنية بلوغ حصة 400 ألف م3 يوميا في آفاق 2020 و500 ألف م3 يوميا في 2035.

سمحت الإجراءات المتّخذة على أرض الواقع برفع حصة الفرد الواحد من الماء الى 240 لتر يوميا بنسبة ربط بلغت 98 بالمائة عبر مختلف البلديات التي تحتضن شبكة لنقل وتوزيع الماء الشروب بطول 1704,7 كلم بمعية 258 خزان مائي. كما اعتمدت مصالح الموارد المائية بالولاية سياسة إنمائية واضحة المعالم، تهدف إلى إرضاء المستهلك عن طريق تحقيق تأمين شامل للمياه، وتعتمد على أرض الواقع على عدّة ضوابط تقنية من أهمها ترقية برنامج التوزيع وتحديد نسبة التسربات عبر الشبكات بمعية محاربة التبذير والاستغلال غير الشرعي للمياه، وضبط مستويات التدفق عبر الشبكات، كما تعتمد السياسة المتبعة على وضع خطط لنقل وتسيير المياه ودعم قدرات التخزين، ومتابعة أشغال التهيئة والتوسعات على مستوى الأحياء الجديدة والدواوير بالمناطق النائية، إضافة إلى متابعة صيانة معدات الآبار وتهيئة منابع مائية مستحدثة.
وبالنظر إلى كون المنطقة الغربية للولاية لا تزال تشهد تذبذبا ملحوظا في التزود بمياه الشرب، خاصة في الفترة الصيفية لنقص المصادر المائية، فقد شرعت الجهات المعنية في نصب شبكات نقل مياه سد كاف الدير إلى غاية منطقة سيدي عمر بشرق مدينة شرشال ضمن مشروع استراتيجي يضمن تحقيق تغطية مائية شاملة تتيح عملية التأمين بين الناحيتين الغربية والشرقية، وهو المشروع الذي يتضمّن إنشاء 6 خزانات كبرى بسعة 2000 م3 لكل منها بدوائر الداموس وقوراية وشرشال وسيدي عمر بمعية شبكات النقل والتوزيع، بحيث تمّ الشروع في الانجاز بالنسبة للعملية الأولى بغلاف قدره 25 مليار دج، فيما يرتقب تجسيد العملية الثانية بغلاف قدره 2 مليار دج، الأمر الذي سيسمح من إنهاء المعاناة لسكان البلديات الغربية عقب إنهاء العمليتين معا، مع الاشارة إلى كون عملية تحويل مياه سد كاف الدير التي تعطلت نسبيا خلال السنوات الأخيرة لأسباب مالية وأخرى تقنية تشمل انجاز محطة للمعالجة بسعة 210 ألف م3 / يوميا و12 خزان مائي بسعة إجمالية قدرها 159 ألف م3 و13 محطة ضخ بتدفق يتراوح بين 200 و1600 ل/ثا.
وفي سياق ذي صلة بمياه الشرب، لا تزال الأشغال جارية بمشروع توسيع محطة المعالجة لمتيجة الغربية بغلاف قدره 250 مليون دج من أجل الانتقال من 5 آلاف م3 / يوميا إلى 10 آلاف م3 / يوميا، وهو المشروع الذي سيمكّن من دعم توزيع الماء الشروب ببلديتي بوركيكة وأحمر العين جنوب الولاية، بحيث توشك أشغال إنجاز خزان مائي جديد بأحمر العين بسعة 5 آلاف م3، وبغلاف مالي قدره 120 مليون دج على نهايتها، وهو الخزّان الذي يرتقب بأن تستفيد منه مجمل البلديات القريبة من المنطقة، كما تمّ الشروع مؤخرا في انجاز مشروع قناة نقل ثانية للمياه من حي مواز بالقليعة إلى غاية بلدية عين تقورايت بغلاف مالي قدره 700 مليون دج، الأمر الذي سيمكن من دعم عملية التوزيع بمختلف البلديات الساحلية الشرقية انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بفوكة، بحيث سبقت هذه العملية عمليات أخرى بكل من بوهارون وخميستي تعنى بإنجاز خزان بسعة 30 ألف م3 بحي السعيدية ببوهارون بغلاف قدره 750 مليون مليون دج توشك الأشغال به على نهايتها بمعية إنجاز خزان آخر بخميستي بسعة 20 ألف م3، وبغلاف قدره 500 مليون دج يرتقب استلامه قريبا.  ولغرض ضمان عملية تحكم مثلى في تسيير المياه وتوزيعها على المستهلكين، فقد شرعت مؤسسة سيال بصفة تدريجية في التكفل بتسيير المياه على مستوى 50 دوارا كانت البلديات التي تتبعها متكفلة بها منذ عشرات السنين، مع الاشارة الى كون الدواوير المعنية ظلّت على مدار عقود من الزمن خاضعة لتسيير بدائي للمياه عن طريق الدفع الجزافي لفاتورة الاستهلاك في حال حيازة المواطن على نظام الربط في ظلّ اجواء تشهد نقصا فادحا في منتوج المياه بالنظر الى محدودية الامكانيات المتاحة لانتاجها وصيانة العتاد المستعمل من جهة أخرى، وما يلفت الانتباه في هذه العملية كونها تشمل بلديات بمختلف مناطق الولاية بما في ذلك المناطق الشرقية التي استفادت منذ فترة طويلة نسبيا من تحويل مياه محطة تحلية مياه البحر بفوكة الا أنّ التراكمات السلبية لفترات التسيير السابقة حالت دون بسط مؤسسة سيال لنظام تسييرها عبر مختلف الأقاليم، بحيث تبقى دواوير وحليمة وقيدوم وعوف1 و2 وبونعامة جيلالي ببلدية بوسماعيل شاهدة على ذلك، والامر نفسه بالنسبة لدواوير توفرة وسوماتة 1 و2 ببلدية بوهارون.
تجدر الاشارة إلى كون ولاية تيبازة تحوز حاليا على كل من سد بوكردان الذي يسع لـ 105 مليون م3، وشرع في استغلاله منذ 1989 إضافة إلى سد كاف الدير الذي يتواجد خاليا في مرحلة الامتلاء ويسع لـ 120 مليون م3، كما تستفيد الولاية من قسط وافر من مياه سد بورومي بولاية البليدة لغرض السقي الفلاحي، وهو السد الذي يسع لـ 182 مليون م3، كما تحوز الولاية أيضا على محطة تحلية مياه البحر التي تنتج 120 مليون م3 يوميا، يوجه نصف هذه الكمية لولاية تيبازة فيما توجه الكمية المتبقية لغرب ولاية الجزائر، إضافة الى 153 بئر عميق منتشر عبر مختلف الأقاليم يتم استغلالها لاستخراج مياه الشرب في غالب الحالات، مع الاشارة أيضا الى كون سد مراد بالناحية الوسطى للولاية يتم استغلاله حاليا من طرف عديد الفلاحين، إلا أنّه لم يحتسب ضمن التقارير الرسمية للادارة بالنظر إلى محدودية سعته.