طباعة هذه الصفحة

ثمّنت محاكمة المتورطين في الفساد ونهب المال العام

مسيرات طلابية حاشدة بالعاصمة تطالب برحيل وجوه النظام القديمة

العاصمة : آسيا مني

إصرار على إبعاد الباءات الثلاثة وتباين حول الإضراب

تتواصل احتجاجات الطلبة، المنادية برحيل النظام ورموزه واستقلالية القضاء في ظل الأحداث المتسارعة التي تعرفها البلاد، خاصة ما تعلق منها باستدعاء هيئة المحكمة لمتورطين في قضايا فساد منهم بعض أرباب العمل وشخصيات سياسية وإطارات سامية تقلدت مناصب عليا في الدولة، للتحقيق في ملفات لم يتم الكشف عن تفاصيلها للرأي العام بعد.

المسيرة الطلابية السلمية العاشرة أصر فيها كل غيور ومحب لوطنه على ضرورة استكمال مسار التغيير الجذري، الذي بدأت الدعوة إليه منذ أكثر من شهرين ومحاسبة كل المتورطين في المساس بالاقتصاد الوطني. التفاصيل رصدتها أمس بالعاصمة “الشعب”.
إجراءات قانونية ثمنها عديد الطلبة في تصريح لـ« الشعب”، لدى تغطيتها لعاشر مسيرة سلمية ينظمونها عبر شوارع الجزائر الوسطي للمطالبة بمستقبل أفضل للبلاد.
ومن هذا الباب يرى الطالب “محمد. ن« في تصريح لـ”الشعب”، أن ما نشهده اليوم من استدعاء للعديد من الشخصيات للتحقيق معها من قبل العدالة، يعطينا أملا كبيرا في التغيير وقطع الطريق أمام أي شخص قد يرغب في إعادة الأمور إلى بدايتها.
وأضاف محمد :« من قال إنها إجراءات شكلية للتشويش على الحراك فهو بعيد كل البعد عن الحقيقة لأن إيمان الشعب قوي بهذا الحراك “، داعيا رفقة عدد من زملائه إلى محاسبة كل الأطراف التي كانت ترغب في إدخال الجزائر إلى نفق مظلم وكان لها علاقة سواء من قريب أو بعيد بالمساس بالاقتصاد الوطني.
وعبر محمد ورفقاؤه عن أمالهم في أن تتولى العدالة باستقلالية محاكمة كل شخصية متورطة في قضية تخص الوطن، مهما كان منصبها رافعين بذلك شعار “ قضاء لا يخير شخص على آخر”، “ نطالب باستقلالية القضاء”.
على هذا النحو قام الطلبة بمسيرة حاشدة ضمت عددا هائلا منهم، قدموا من جميع الجامعات بالعاصمة على إختلاف تخصصاتها توشحوا بالراية الوطنية، رفعوا شعارات عدة مطالبة بتغيير كل الرموز الحالية، معبرة عن أمالهم ومواقفهم الحرة لمستقبل الوطن. من هذه الشعارات “الطلبة يرغبون في مستقبل، مجد، حضارة”، “حرروا الجزائر “ ، “ثورة الأخلاق”، “ثورة الكرامة “، “ بناء دولة القرار” .
هكذا كانت  مسيرة الطلبة سلمية، طبعها جو إحتفائي ديمقراطي عبر خلالها الحشود بكل حرية عن مواقفهم ورؤيتهم للجزائر الجديدة، وسط تعزيزات أمنية اكتفى خلالها رجال الأمن بتحديد مسارهم ما منعنهم من اجتياز النفق الجامعي. جرى هذا في جو هادئ يترجم الطابع الحضاري لم يعرقل النشاط التجاري بشوارع الجزائر الوسطى التي بقيت مفتوحة والناس تقتني حاجياتها بسكينة تامة.
وعن مصير إضراب الطلبة أكد عدد منهم، أن كل التدابير تتخذ في اجتماع يوم الغد الخميس لتقييم المسيرات السلمية  والقيام باستفتاء داخل مدرجات الجامعة من أجل اتخاذ القرار الفصل أسوة بما تم سابقا نهاية كل أسبوع.
وفي ردهم عن سؤال” الشعب” حول المخاوف من سنة بيضاء، أجاب طلبة بشعار واحد “سنة من الدراسة فداء للوطن من أجل مستقبل أفضل”، مؤكدين بذلك مواصلتهم دعم الحراك الشعبي وتنظيم مسيرات كل يوم ثلاثاء للضغط أكثر من أجل تحقيق المطالب المرفوعة.لكن هذا الموقف لا يتقاسمه آخرون الذين يرون أن مطلب التغيير الذي يرفعه الطلبة يكسب قيمة أكبر بالتحصيل العلمي والمعرفي ما يعني مساندة الحراك الشعبي دون إرفاقه الحتمي بالإضراب المضر للجميع والطلبة الذين سيكون لهم شأن في الجمهورية الجديدة في المقدمة.