طباعة هذه الصفحة

رافعين شعارات تطالب برحيل سيدي السعيد واستعادة الكرامة

حشود من العمال في مسيرات سلمية بالعاصمة احتفالا بعيد الشغل

آسيـا منـي

استرجاع الخط الاصلي الذي ناضل من اجله الشهيد عيسات ايدير

لم يكن الاحتفال بالعيد العالمي للعمال بالنسبة للجزائريين مماثلا للذي قام به نظرائهم في مختلف الدول. فهم فضلوا هذه المرة تجسيده  على طريقتهم الخاصة بخروجهم في مسيرة حاشدة عبر مختلف شوارع العاصمة  من أجل إسماع صوتهم عاليا : “لا لإقصاء ، لا لتهميش لا للاحتكار المهنة”، مرافعين بضرورة إسترجاع مكانتهم وتقديس العمل واحترام حقوق العامل وكذا الحق النقابي والتحرر من كل الممارسات غير المشروعة.كما نادى العمال في حراك سلمي  ب«إسترجاع الخط الأصلي للاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي ناضل من أجله الشهيد عيسات إيدير وحماية المؤسسات التي يعملون فيها بضمان ترقيتها وتأهيلها.”  التفاصيل رصدتها “الشعب” من عين المكان.


عمال موعودون بالصبر والثبات من أجل تحقيق التغيير لضمان حياة مهنية اجتماعية  أفضل، حمل احتفالهم هذه السنة  نكهة خاصة  أضافها الحراك الذي تعيش على وقعه الجزائر منذ الـ22 فيفري الماضي ، شكلت فيها هذه النخبة القوة الضاغطة في تحقيق المطالب المرفوعة، لتدوي هذه المرة بصوت واحد عبر مدرجات البريد المركزي الذي تحول الى فضاء حر يتم تبادل فيه الرؤى والدفاع عن هذه القوى الاقتصادية الهامة في النهوض بالبلد  وتحقيق رقيه وازدهاره .
 عمال خرجوا، منذ الساعات الأولى من صباح أمس،  للمطالبة بتجسيد حقوقهم المشروعة وعلى رأسها إحترام العامل و إعادة النظر في الأجور بما يتماشي والقدرة الشرائية المتمادية في الانهيار ، مراجعة القانون الخاص بالتقاعد ، وغيرها من الانشغالات المعبر عنها على غرار الحصول على المنح التعويضية من ساعات  العمل الإضافية وأيام العطل.
ولعل أهم ما يشغل العمال المنضوون تحت النقابة الوطنية للعمال الجزائريين هو المطالبة بتنحية  الأمين العام الحالي سيدي سعيد، حيث نادوا مطولا وبأعلى صوت، “ سيدي سعيد إرحل”، رافضين كل المقترحات المقدمة من طرفه من أجل إيجاد حلول أفضل للخروج من هذه الأزمة ،« متمسكين بمطلبهم في تقديم استقالته الفورية قصد  الإنتقال الى مرحلة أخرى من أجل مستقبل أفضل.” على حد تعبيرهم.
إختارت الطبقة العمالية الوقوف في البداية بالقرب من المركزية النقابية بـ دار “الشعب” في اول ماي ، متهمين إياه بالتقصير في المدافعة عن الفئة الهشة من العمال وتجاهل مطالبهم المشروعة، أملين في تسليم المشعل لمن هو قادر على الدفاع عنهم.
 و رفع آخرون من النقابات المستقلة في وقفتهم السلمية  شعارات ضد “ نهب الأموال العمومية”  مطالبين بضرورة محاسبة المتورطين في تبديد المال العام وتقديم امتيازات لرجال الأعمال مع العمل على استرجاع كل ما نهب من الخزينة العمومية.
 كانت المناسبة  أيضا لوقوف العديد من الشباب البطال لمساندة فئة العمال والمطالبة هم الآخرون في مناصب عمل بعدا أن تجرعوا من شبح البطالة التي أنهت أحلامهم رغم أنهم متحصلون على شهادات عليا كان من المفروض أن يعيشوا مستقبلا أفضل مما هم عليه اليوم بعيدا عن قوارب الموت .
«الشعب” كان لها حديث مع العديد من العمال الذين افلتوا من الجدار الأمني الذي منعهم في البداية من السير من ساحة أول ماي الى البريد المركزي حيث كونوا مجموعات متفرقة عبر مقر المركزية النقابية  والتحقوا  بالبريد المركزي  اسوة بآخرين نجحوا في المسيرة والوصول الى مبتغاهم بعد احتكاكات مع رجال الأمن اللذين غلقوا المنافذ حتى في وجه المواطنين.
في هذا الاطار قال  خلفة عبد العزيز عامل  بقطاع الاتصالات مدة 40 سنة، انه قدم من  ميلة رفقة ابنه من اجل أن يطلعه على كيفية الدفاع عن حقوقه المشروعة، مضيفا ان ان العامل الجزائري لا يزال يحتاج الى  نقابة حرة مستقلة تدافع عنه من اجل استرداد حقوقه المهضومة  وممارسة حقه في الإضراب في حال تعرضه الى ممارسات غير مشروعة وفق ما ينص عليه الدستور.
ودعا  خلفة الى فسح المجال للشباب من أجل تقلد المناصب والدفاع عن الحقوق المشروعة المسلوبة  من العامل الجزائري وسير نحو تأسيس مرحلة جديدة يسودها العدل في بلد القانون.
 من جهتهم  عبر عمال نفطال في تصريح لـ«الشعب” عن آمالهم في أن يحقق الحراك الذي خرج من أجله الملايين  ما يأمل فيه كل الجزائريين بالظفر بحياة إجتماعية أفضل يسودها الرقي  والتي لن  تتحقق حسبهم الى من خلال تسليم المشعل الى فئة تعرف عن قرب معاناة هؤلاء..