طباعة هذه الصفحة

في الجمعة الحادية عشرة من عمر الحراك

تمسك بالمطالب وتجديد للعهد مع التغيير

آسيا مني

«كفاكم تهميشا لنا نرغب في حياة ومستقبل أفضل”، شعارات نابعة من قلوب يئست من أمس مضى ويوم تعيشه بكل ألم وغد تبحث  في كل جمعة فيه عن سبل تحويله الى الأفضل ، غدا تشرق فيه أمال وأحلام ظنوها لسنوات طويلة أنها وئدت في المهد، الأمس مثل مثيلاتها خرجوا جماعات، جماعات يحملون الراية الوطنية ،مؤكدين من خلالها أنه لا بديل لهم عن أخضر رمز لنماء، وأحمر امتزجت به دماء الشهداء لتوحدهم على مستقبل واحد و لون أبيض ربطهم كما ربط أجدادهم بالسلم والأمان، لا لتبديل ولا تغيير فالجزائر وطن الجميع والجميع يبنيها.


جمعة فردية برقمها، “الحادي عشر”، غير أنها زوجية بمطالبها الموحدة بين كل فئات الشعب الجزائري الذي عبر عن وعيه السياسي برفعه للافتات تطالب بالديمقراطية وإتاحة الفرص لنخب شابة مثقفة ذات كفاءات عاليا لقيادة البلاد إلى بر الأمان مع التأكيد على أهمية احترام المؤسسات الدستورية وقوانين الجمهورية.
« نحن واعون وللفساد رافضون”، مطلب تم الحرص عليه في هذه المسيرة لتأكيد على ضرورة محاسبة كل الفاسدين الذين خولت لهم أنفسهم بالأمس القريب المساس بهذا الوطن مطالبين بالتغيير الجذري للنظام الحاكم رافضين الوضع الراهن من خلال مسيرة سلمية جابت مختلف شوارع العاصمة من ساحة أول ماي الى البريد المركزي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي متوغلين نحو مختلف الطرقات الثانوية المؤدية الى ساحة موريس أودان متدفقين على شارع ديدوش موارد ، وكذا شارع عميروش شوارع حملت أسماء شهداء الثورة التحريرية لتتبني مرة أخرى ثورة سلمية من أجل حرية حقيقية.
ولأن الشعب أثبت وعيه للعالم ككل، رفع في هذه المسيرة شعار ضد المناورات السياسية التي لا تخدم الحراك وترغب في كسر مصداقيته، مؤكدين أن مطلبهم واضح يرغب في التغيير الجذري للنظام ورحيل الباءات الثلاث وكل الرموز التي لها علاقة بالنظام القديم.
وبهذا تبقى الحشود تواصل خرجاتها كل يوم جمعة،  متمسكة بمطالبها ومواقفها ورؤاها المستقبلية لجزائر أفضل و إستكمال المسار لاجل إختيار من يقود البلاد في ظل الشفافية مع التأكيد على نزاهة العدالة ورمضان الكريم لن يمنعهم من استكمال مابدأوا فيه منذ  22 فيفري.
وككل جمعة شهدت شوارع العاصمة تعزيزات أمنية  مكثفة من لأجل ضمان أمن المتظاهرين وسيرهم بما يسمح لهم بالتعبير عن مواقفهم بكل حرية وديمقراطية بعيدا عن أي سلوكيات خارجة عن القانون أو من شأنها أن تمس من طابعها السلمي.