طباعة هذه الصفحة

رحيل أحد عمالقة الفكر العربي التنويري

الفيلسوف طيب تيزيني يودع الدنيا في 85 من العمر

نورالدين لعراجي

أفل نجم الفيلسوف والدكتور طيب تيزيني، أمس السبت، عن عمر ناهز 85 سنة بعد مرض عضال ألزمه الفراش في مدينته السورية حمص، ويعتبر الفقيد أحد أنصار الفكر الماركسي الذي يعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي، ضمن سياق إعادة قراءة الفكر العربي منذ ما قبل التاريخ حتى الآن.
ولد تيزيني سنة 1934 بمدينة حمص السورية وظل ملازما لبلده سوريا، وهوفي اشد الازمات التي عصفت به ولم يغادرها رغم كونه خريج الجامعة الألمانية، ويعد أحد عمالقة الفكر التنويري في العالم العربي الذين تربت أجيال ومثقفوالسبعينات على فتوحاتهم الفكرية أمثال حسين مروة ومحمد عابد الجابري وحسن ومحمد اركون وعلي أحمد سعيد وطه عبد الرحمن، ارتكز مشروع الفلسفي على إعادة قراءة الفكر العربي عبر تاريخه في إطار الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة به اعتمادا على المنهج المادي الجدلي. وترجع بداية هذا المشروع إلى أطروحته للدكتوراه التي حصل عليها من ألمانيا، والمعنونة “تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة”، زار في بداية الثمانينيات مدينة العلماء قسنطينة وقدم فيها محاضرات، كما زار تلمسان ودرس بها أيضا، وهوصاحب مقولة “يمكن إعادة قراءة الفكر العربي باعتباره جزءا من التاريخ الإنساني. وبالتالي ستمثل إعادة القراءة التاريخية هذه دافعا آخر نحواستئناف الفكر العربي كجزء من تطور الفكر الإنساني”.
صدر أول كتاب له باللغة الألمانية عام 1972 بعنوان “تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة” وقد جرى اختياره واحداً من مئة فيلسوف في العالم للقرن العشرين عام 1998، من قبل مؤسسة Concordia الفلسفية الألمانية الفرنسية، وله المئات من المؤلفات التي تبقى شاهدة على فكره ورؤيته الفلسفية لمشروع بناء الفكر العربي، وله أيضا المئات من المحاضرات عبر جامعات عربية وغربية، ومن بين أهم أعماله، “النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة” - دمشق 1997، وكتاب “من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي” - دمشق 1997.