طباعة هذه الصفحة

تعنت المغرب دفع كوهلر للاستقالة

السفير طالب عمر: الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقه في تقرير المصير

حمزة محصول

أكدت الجمهورية العربية الصحراوية، أن استقالة المبعوث الأممي إلى المنطقة، هورست كوهلر، لن تغير طبيعة «النزاع»، المعترف به دوليا «كقضية عادلة» تتعلق بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مشددة على أهمية اتخاذ إجراءات جادة تنهي الجمود وتمكن من تنظيم الاستفتاء.
قال سفير الجمهورية الصحراوية لدى الجزائر، عبد القادر طالب عمر، أمس، أن استقالة كوهلر، جاءت في ظروف تتسم  «باستمرار العراقيل التي يضعها الاحتلال المغربي أمام مسار التسوية السياسية للنزاع».
وأضاف السفير خلال لقاء تضامني مع القضية الصحراوية، بالعاصمة، بمناسبة يوم إفريقيا، أن جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي «تتمنى ألا تكون استقالة كوهلر سببا آخر لتجميد الوضع وإطالة النزاع».
وأكد أن « الوقت قد حان لتستمر الديناميكية التي تمت منذ نهاية السنة الماضية مع اتخاذ مواقف جادة وواضحة لضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر استفتاء يضع به حدا للغموض والالتباس».
وشهر ديسمبر الماضي، استطاع المبعوث الأممي المستقيل هورست كوهلر، تنظيم أول مائدة مستديرة بين البوليساريو والمغرب وبحضور الجزائر وموريتانيا كبلدين ملاحظين، بجنيف السويسرية،  منهيا جمودا استمر 6 سنوات.
وعقدت المائدة المستديرة الثانية، شهر مارس الماضي، لكن لم تتمخض عنها نتائج إيجابية ملموسة، ما استدعى التحضير للقاء ثالث كان سيجري شهر جوان المقبل.
وفي السياق، أفاد السفير الصحراوي لـ «الشعب»، أن «المائدة المستديرة الثالثة ستعلق إلى غاية تعيين الأمم المتحدة لمبعوث جديد إلى المنطقة خلفا لكوهلر».
 وقال طالب عمر، أن تحضير أجواء تنظيم استفتاء تقرير المصير، بالإضافة إلى احترام حقوق الانسان وإنهاء الصراع على الاراضي المحتلة وإطلاق سراح المعتقلين يسمح  بخلق أجواء تساعد على التقدم في مسار التسوية.
وأكد في المقابل، أن استقالة كوهلر لن ترهن نضال وكفاح الشعب الصحراوي ، قائلا «المستقبل لن يكون إلا ما يمكن شعبنا من استرجاع حقوقه».
واستدل المتحدث بـ 46 سنة الماضية من الكفاح المسلح والسلمي الذي خاضه الشعب الصحراوي ضد المحتل المغربي، « الذي يؤكد قدرة الشعب على المقاومة والاستمرار وأنه لا يمكن إنهاء النزاع إلا بتلبية مطالبه كاملة».

إشادة بدور الاتحاد الإفريقي

وخلال ذات اللقاء التضامني مع القضية الصحراوية بمناسبة يوم إفريقيا، قال السفير الطالب عمر أن الدولة الصحراوية «تحيي منظمة الوحدة الإفريقية سابقا والاتحاد الإفريقي حاليا، على جهوده وبرامجه الهادفة إلى تنمية التنظيم القاري والتحرر من الاستعمار».
واعتبر أن عمل الهيئة القارية وفق ميثاق تأسيسي قائم على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، وحق الشعوب في تقرير المصير واحترام سيادة الشعوب والدول الأعضاء في المنظمة، يعد مكسبا هاما».
وجدد مطالبة بلاده للاتحاد الإفريقي بمواصلة مرافقتها وتفعيل عمل الآلية الافريقية لدفع عملية السلام.
وأنشأ الاتحاد الإفريقي السنة الماضية آلية ثلاثية لمتابعة القضية الصحراوية.
ولفت إلى أن المغرب لحد الساعة يرفض مشاركة الاتحاد الإفريقي في مسار التسوية، بحجة أن القضية من اختصاص  الامم المتحدة ولكنه في نفس الوقت يعرقل عمل المنظمة الأممية».
وبالمناسبة، دعا نائب رئيس البرلمان الافريقي للمجتمع المدني، علي ساحل، إلى تعبئة الطاقات الاقتصادية للقارة الافريقية بما يمكنها من استكمال استقلالها السياسي عن القوى الكبرى، مؤكدا على أهمية تحقيق الاندماج التجاري.
وأشاد المتحدث في الوقت ذاته، بكفاح الشعب الصحراوي من أجل استقلاله، وتمسكه بحقه في تقرير المصير رغم آلة القمع المغربية.
بدوره أكد رئيس لجنة الإعلاميين الجزائريين الداعمين للقضية الصحراوية، مصطفى آيت موهوب، على أن حرية الشعوب «تشكل مناعة قوية أمام عودة الاستعمار بأشكاله الجديدة»، مجددا المساندة المطلقة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.